فوائد قوم عند قوم مصائب

mainThumb

13-03-2009 12:00 AM

لا شك أن الكثيرين قد فرحوا خلال الفترة الماضية بما تحقق في الأسواق العالمية من انخفاض في الأسعار، وخاصة تلك الانخفاضات الهائلة في أسعار البترول والعقارات، والتي جعلت الكثيرين يفكرون بامتلاك سيارات جديدة وفارهة، أو يحلم من جديد بتملك عقار في مناطق طالما حلموا بالتملك فيها، إلا أن هذه الانخفاضات قد أثرت سلباً على آخرين.

ففي الوقت الذي انخفضت فيه أسعار البترول عالمياً فقد أحجمت كبريات الشركات العالمية عن تنفيذ مشاريع عملاقة من شأنها أن توفر الكثير من فرص العمل للكثيرين وخاصة من طبقات العمال ، والتي تصنف عالمياً من الفئات ذات الدخل المحدود والتي هي بدورها تنفق على أسر وعائلات وليس لها مصدر دخل آخر غير ما فقدت.

وفي الوقت الذي انخفضت فيه أسعار العقارات بصورة فضيعة وتعثرت تمويلات البنوك لمشاريع خيالية، فقد قررت شركات عقارية كبيرة الاستغناء عن الكثير من موظفيها وكوادرها نظراً لنضوب الطلب على العقار ، وانخفاض الأسعار انخفاضاً بات يؤرق المستثمرين والمطورين.

ومع أن الفائدة المترتبة على هذه المظاهر كانت في الظاهر ايجابية وتحمل في طياتها أملاً للكثيرين إلا أنها تمثل شبحاً يوقظ مضاجع آخرين، فمثلاً كنت أتنقل من مكان سكني إلى مكان عملي بما لا يقل عن ساعة ونصف كل صباح والآن لا أحتاج لأكثر من خمس وأربعين دقيقة للوصول إلا أنني أتساءل كم من مسكين جلس في بيته بلا عمل حتى وصلنا إلى هذه النعمة، وغيرها الكثير.

لقد كان من الأولى والأجدر بالسياسيين والاقتصاديين العمل على تحسين مستوى دخول الأفراد وملاءمتها لمتطلبات الحياة، مع بقاء الأسعار على ما هي عليه وبقاء الموظفين في وظائفهم ، وكان الأولى المحافظة على المشاريع بشكل يحفظ ماء الوجه للكثيرين ويحفظ عليهم مصادر دخلهم قبل أن يتكدسوا في عِداد العاطلين عن العمل وتتوسع دائرة المشكلات الاجتماعية والاقتصادية.

أخيراً: فإن العودة إلى زمن كان فيه كيلو اللحم بنصف دينار ليس في مصلحة الجزار ولا في مصلحة مربي الماشية ولا في مصلحة صانع الأعلاف، إنه فقط يصب في مصلحة مستهلك اللحم، أما أن يكون كيلو اللحم بسبع دنانير وعند الجميع القدرة على شراء ما يحتاج منه كل شهر فإن ذلك يصب في مصلحة الجميع. وعليه فإن فوائد البعض مصائب عند الآخرين.

edu4us@hotmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد