غوانتانامو التربية والتعليم!!!

mainThumb

16-03-2009 12:00 AM

لم يخطر ببالي عندما تخرجت من جامعة مؤتة بتخصص الأدب العربي عام2002 أن يكون هناك سجنا بانتظاري إسمه (غوانتانامو)التربية والتعليم، لأن طموحاتي كانت دوما أن أرى نفسي مذيعا على شاشة تلفزيوننا الحبيب، فكنت تارة أجرب صوتي عبر شريط تسجيلي لأرى مخارج الحروف وجودة الصوت عندي، وتارة أقف أمام المرآة لأرى إن كان شكلي يؤهلني لأكون مذيعا كعساف الشوبكي او فخري العكور، ولكن ما كل مايتمناه المرء يدركه فذهبت أحلامي أدراج الرياح، وشاء القدر أن أكون أحد جنود التربية والتعليم بعد أن استنكفت لمرتين، ولأن الوالد أطال الله عمره أصرّ على ذهابي للتربية وألحّ علي بمقولة رددها مرارا (يا معاذ العب بالمقصقص لما يجيك الطيّار)بمعنى توكّل على الله والتحق بالتربية عسى الله أن يوفقك بالمستقبل بما تصبو إليه.

عموما(شمّرت) عن ساعدي ولبست(بسطاري)ودخلت إلى ميدان التربية والتعليم انتحاريا دون رغبة، فواجهت ذلك الميدان وعرفت أسراره وخباياه ،ومن هذه الأسرار ما يسمى (الشلليّة)بين المعلمين، فالمعلمون القدامى يتخذون حزبا والمعلمون الجدد(السنافر)يتخذون حزبا آخر، وتبدأ التعليقات من قدامى المعلمين ضد هؤلاء (السنافر) الذين سيتخذ أكثرهم من (الغوانتانامو)الداخلي وهو السكن الذي في حرم المدرسة مكانا لإقامتهم .

ومن ضمن الخبايا والأسرار أيضا حرص قدامى المعلمين على التقرب من المدير(أبو عوني)،ليقلل عليهم نصاب الحصص ويضع النصاب الزائد على (السّنافر) أعانهم الله، وبما أنني كنت من أولئك السنافر فقد عانيت الكثير من (أبي عوني) وكدت أن أفقد صوابي وأعلن هروبي من ذلك المعتقل بعد أربع سنوات خدمة وصفت بـ(العجاف).

وكما يقال( ما بعد الضيق غير الفرج)، وكان ذلك الفرج قد حل عندما أنقذني أحد(الحيتان) وأفرج عني من المعتقل لأنتقل إلى منتزه جامعة البلقاء التطبيقية بوظيفة إدارية تداركني بها ذلك (الحوت) قبل أن أقوم بعملية انتحارية داخل (غوانتانامو )التربية والتعليم، وها أنا بحمد الله أسرح وأمرح بمنتزه البلقاء بعد أن أتممت محكوميتي المتمثلة بأربع سنوات في ذلك (الغوانتانامو) الممل.

كان الله بعون إخواننا في سلك التربية والتعليم الذين يعيشون أضنك اللحظات التي عشناها ،وندعوه أن يبعث لكل واحد منهم(حوتا)كالحوت الذي أنقذني لينقذهم من(زنزانة) التربية والتعليم إلى (حدائق) ومتنزهات المؤسسات والشركات والجامعات، لأن من عاش بأكناف ذلك (الغوانتانامو) لن ولم يتمنى العودة إليه تحت أي ظرف كان!!؟؟

واسأل مجرب ولا تسأل خبير!!.

muath_majali@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد