لماذا هذا الاستفزاز للأردن .. ؟

mainThumb

16-03-2009 12:00 AM

شهدنا خلال الاسبوع الماضي ، استفزازين اعلاميين موجهين ضد الاردن ، الاول هو ما تكرمت به علينا ، ذاكرة الاستاذ محمد حسنين هيكل ، الذي نبش صفحات سوداء وهوجاء من تاريخ الامة العربية ، عندما كانت التهم السياسية ، التي اصابنا القرف من تكرارها ، توزع بالمجان بين الحكام العرب ، لمجرد ان حاكما عربيا ، اختلف مع حاكم اخر ، فيطلب من الشعوب الغلابى ، ان يصبحوا ببغاوات ، يرددون ما يردده الحاكم ، ويتبنون تلك التهم ، ويضيفون اليها ما تجود به انفسهم من قاع اللغة العربية ، وعندما يتصافح هذا الحاكم ، مع عدوه الحاكم الاخر ، وتصبح الامور بينهم ، صافي يا لبن ، يطلب من الجماهير المغسولة دماغها اصلا ، ان تعيد غسل ما تراكم في ادمغتها في تلك المرحلة ، ، تماما كما هو الحال مع اجهزة الكمبيوتر ، التي تحتاج الى "الفرمتة" بعد فترة معينة ، ليتم تنزيل برمجية جديدة ، تتلائم مع مرحلة الصلح وبوس اللحى .

اما الاستفزاز الثاني ، فهو الرسالة التي وجهها اسامة بن لادن ، ودعا فيها اتباعه من "المجاهدين" الى التوجه الى الاردن ، ومن هناك الى الضفة الغربية ، لان هذا القائد الشعبي الملهم ، قد هبط عليه الوحي ، ليبلغه ان الطريق الى الاقصى تمر من الاردن ، ولا ندري هل توقف جهاده على الجبهات الاخرى في افغانستان والعراق وغيرها ، ام ينوي فتح جبهة جديدة اضافية ، وهو الذي جعل فلسطين ، اخر اولوياته منذ انشاء تنظيمه "الجهادي" ، الذي ولد في احضان الامريكان في افغانستان ، ونشأ وترعرع برعايتهم .

هذان الاستفزازان ، وجها للاردن ، من منبر الحرية ، منبر من لا منبر له ، منبر فضائية الجزيرة ، التي تبث من قطر ، ، هذه المحطة "المستقلة" التي تمتلك حرية مهاجمة أي كان ، دون ان يحاسبها احد ، لعمري هذه هي الحرية ، التي يجب ان ننهل من منبعها ، فهي الضمانة الاولى للتحرير ، فافتحي ذراعيك يا فلسطين ، فها هم اعلاميو الجزيرة ، يتحدون رهبة قاعدتي العيديد والسيلية ، وها هم ابطال "قاعدة" بن لادن ومجاهديه الاشاوس ، يحثون الخطا باتجاه بيت المقدس ، واكناف بيت المقدس .

هذا الاستفزاز من الجزيرة ، يسبق مؤتمر قمة الدوحة ، التي سوف تعقد بعد اسبوعين ، فما هو مراميه ، هل هو رسالة لعدم حضور غير المرغوب فيهم ، هل هو للانقضاض على ما تبقى من اشلاء النظام العربي ، هل هو لتعميق التفتت والتمزق ، فلسطينيا وعربيا ، هل هو سكب للزيت على النار ، هل هو يندرج في اطار الصراع على الدور الاقليمي ، امتدادا لانجازات الاتفاق بين اللبنانيين ، وتعويضا عن الدور الذي انتزعته مصر لاعادة لحمة الفلسطينيين ، وما هو ذنب الاردن في هذا الذي جرى ويجري ، وهو الذي يسعى دوما لافضل العلاقات مع كل الاشقاء ، اتقوا الله يا صبية الجزيرة ، وكفاكم لعبا بالنار ، وبمستقبل اجيال الامة العربية وقضاياها العادلة .

m_nasrawin@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد