بعض الكلام في عيد الأم

mainThumb

19-03-2009 12:00 AM

منذ لقائي الأول بها عام 1980، قالت لي صديقتي الأمريكية العجوز مارغريت، التي تعرّفت عليها في صالة إنتظار محطة القطار في ميريلاند: لي ثلاثة أبناء وإبنة واحدة.

التقي بأبنائي المتزوجين القاطنين في ولايات متباعدة كلّ عامين أو ثلاثة أعوام ولربما أكثر من ذلك بقليل، وأتحدث معهم عبرالهاتف كل ستة أشهر أو سنة.

أما إبنتي التي تقطن في نفس الولاية، فإنني التقي بها وبأطفالها في شقتي المتواضعة كل ثلاثة أشهر مرة، حيث أعدّ لهم الحلوى التي يعشقونها قبل قدومهم، وأقضي معهم لحظات ممتعة ، لأنّ وحدتي تنحسر أثناء وجودهم ويملأ المكان ببهجة غير عادية .

وتكررت معلومة اللقاءات المتباعدة بين الوالدين والأبناء في الولايات المتحدة أكثر من مرة لدرجة إعتبرتها (ظاهرة جفاء غير عادية) جديرة بالدراسة والبحث !.

لقد لفت إنتباهي مسألة هامة فيما يتعلق بحالة الجفاء غير العادي تلك، وهي أن نمط التربية داخل الأسرة هو المسؤول المباشر عن نشوء الحالة أو الظاهرة تلك. يعمد الوالدان، في معظم الحالات في الولايات المتحدة، إلى تأديب الأبناء عن طريق حرمانهم من الحصول على الاشياء التي يحبونها كوسيلة عقاب ومكافأة ، وتصبح ذكريات الأبناء مع الوالدين حبلى بمواقف الحرمان، وتفتر العلاقة تدريجيا بين الطرفين (الوالدين والأبناء) حتى تصل الى تلك الحالة من الجفاء!.

أما نحن هنا، فلا أدري ما الذي يجعل بعض الأبناء، الذين لا يحرمون من شيئ كعقوبة، يقذفون بأحد الوالدين في غرف ملاجئ العجزة؟ الحرمان أو غيره ؟ لا أعتقد ذلك.... إنه العقوق. اللهم إنا نسألك العفو والعافية وحسن الخاتمة ، ويا رضى الله ورضى الوالدين. آمين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد