ألا يوجد بيننا هيكل واحد؟

mainThumb

22-03-2009 12:00 AM

في عام 2004 على طريق الأوتوستراد بين الزرقاء والمفرق تعرضت سيارة احدهم للحريق فكنت مع الفضوليين الذين تجمهروا من اجل "الفرجة" ومن اجل التقاط الصور بالهاتف والنار بدأت صغيرة لحظة نزولنا من الحافلة ، وكل فضولي يصل نسأله عن طفاية الحريق ، منهم من يعتذر لعدم توفرها ومنهم من يهب لإحضارها وبعد إزالة صمام الأمان تنفث هواء يزيد من سرعة اللهب دون فائدة ، اذكر أن المحاولات تجاوزت العشرة ما بين عدم توفرها وما بين عدم فاعليتها ، وكنت أتساءل إذا كانت طفاية الحريق غير فعالة ولم تقي بالغرض عند حاجتها فلماذا نحملها معنا في مركباتنا ونخصص لها مكاناً بجانب "الجك" ومفتاح الجنط والعاكسة على اعتبار أنها من الضروريات....

أتت النار على أجزاء كبيره من السيارة حتى وصل رجال الدفاع المدني وتم السيطرة على الحريق دون وقوع خسائر بشرية والحمد الله ...

هذه الحادثة ذكرتني بالهجمة الشرسة التي يشنها هيكل علينا ملوحاً بالوثائق والدلائل ..فلم يظهر من بين جميع الأدباء والمفكرين والمثقفين والمؤرخين الأردنيين فارساً واحدا يكون للقوس باريها ويرده على عاقبيه مذموماً مدحورا، إذا كانوا هؤلاء المفكرين الذين تطول سيرتهم الذاتية ويرتفع عدد الكتب التي قاموا بتأليفها أو بترجمتها أو برسائل الدراسات العليا التي اشرفوا عليها والمخطوطات التي يحتفظون بها في خزائنهم وبجانب شهادتهم ، لم نستخدمها الآن للذود عن هذا الحمى ، متى يمكن أن نستخدمها ؟ وهل أصبحت تماما مثل طفاية الحريق في سيارتنا منظر فقط وعند الحاجة تنفخ هواء ....

لو قرر كاتب أردني من الدرجة الرابعة كتابة مقالة بريئة بسيطة متواضعة فيها أخطاء إملائية ونحوية وأخطاء معلوماتية بعنوان حكام دولة "سنسكريتا" مثلا وشطح ونطح ذلك الكاتب وأساء باستخدام بعض الكلمات ونشرت مقالته على صحيفة أردنية بسيطة ومتواضعة ليست واسعة الانتشار وقام رئيس تحريرها بلصقها في زاوية مخفية بجانب إعلانات ملونه طنانه ورنانة لفنان أو فنانة، وبالصدفة وصلت عبر احدهم إلى احدهم في تلك الدولة وانتشرت تلك المقالة كانتشار النار في الهشيم وتلمعت ونمت وعلت الصيحة .....

هل تعتقدون أن الأخوة "السنسكريتيون" سيقفون متفرجين ويجدون لتلك الصحيفة ولذلك الكاتب المبررات بالكتابة ؟ أم أن الأمر سيتحول إلى عاصفة رملية تذر الرماد في العيون وتبدأ الصحف بحملات واسعة وتناقش القضية تحت قبة البرلمان ويستدعى السفير الأردني في تلك الدولة، ويطلب من المستشار الثقافي توضيح ، ويطلب من الصحيفة الاعتذار في نفس المكان الذي نشر فيه الخبر وبخط اعرض واكبر وأوضح ؟ ويكف يد الكاتب عن الكتابة إذا لم تقطع من حدها ، وتظهر علامات التوتر على علاقتنا مع تلك الدول ، وتخرج مقالات لكتاب أردنيين يتحدثون فيها عن ميثاق الشرف الصحفي وعن المهنية وعن الأخلاق وكيف أن ذلك الكاتب دخيل على جسم الصحافة الأردنية وانه مجنون وبه مس ......

ألا تعتقدون أن الدنيا ستقوم ولن تقعد على رأس تلك الصحيفة وذلك الكاتب من صحف وفضائيات وقد يصل الأمر لحد سحب السفراء والاحتجاج لدى الأمم المتحدة والجامعة العربية ......

تابعت على مدى الأيام الماضية معظم المقالات التي ترد على هيكل، مقالات توزعت ما بين السباب والشتائم والتهديد والوعيد والردود الخفيفة اللطيفة ، ولم اطرب لمقال واحد ، حتى التلفزيون الأردني غاب عن الفزعة .....قد يقول احدهم فلان كتب وفلان رد وفلان أبدع وفلان أجاد ووثق ...أقول قد يكون ذلك صحيح ولكن هيكل يستخدم أكثر القنوات عالمية وأوسعها انتشاراً ويقف على منبر عال وصوته مسموع ..... ، فهل نرد ونحن جلوس بين الجموع وبصوت خافت على استحياء ، وفي زوايا الصحف المحلية ، أين علاقتنا مع الفضائيات أين محاورينا؟ أين هيكل الأردن ؟ أين هيرودوت الأردني، وأين ابن الأثير الأردني....."وين الزلم" ؟

قبل أشهر تمادى فؤاد الهاشم ، واليوم محمد الهيكل ؟ فمن سيكون غداً....؟

zyoodco@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد