صحيفة السوسنة الأردنية

كان مجلس الوزراء قرر عام 2002 اعتماد مبدأ التوقيت الصيفي بتقديم الساعة ستين دقيقة اعتبارا من منتصف ليلة آخر يوم خميس من شهر آذار من كل عام، وهو الإجراء العملي الذي نقوم به لكسب المزيد من ضوء الشمس في الوقت الحيوي من النهار ، وكانت الفكرة قد بدأت عام 1784 على يد بنيامين فرانكلين خلال إقامته في باريس كمندوب للولايات المتحدة والتي تقوم عمليا كلما ابتعدنا عن خط الاستواء باتجاه القطبين يصبح الفرق واضحا بين طول الليل و النهار في فصل الصيف ،و يبدأ شروق الشمس في ساعات النهار الأولى حيث يكون معظم الناس نياما فيذهب الضوء هدرا و لهذا يتم تأخير شروق الشمس ساعة و عمليا هذا يجعل الغروب متأخرا ساعة.

وقد وجد أن العمل بالتوقيت الصيفي له عدد من الفوائد وهذا ما تفيد به وزارة الطاقة في كل عام لأن وجود ساعة إضافية من ضوء الشمس ينخفض استخدام الطاقة الكهربائية بشكل ملموس و بالتالي توفير جيد للطاقة وبذلك فأن كسب ساعة مضاءة من نهار الشمس في الفترة الحيوية من النهار .... فهل حقق هذا الإجراء الهدف المرجو منه منذ بدء العمل بهذا التوقيت ومع مرور الحكومات المتعاقبة ؟ وهل خرجت إلينا وزارة الطاقة مثلا بدراسة تبين مقدار الفائدة العظمية من تطبيق نظام العمل بالتوقيت الصيفي؟ .

إذا كان فعلا حقق شيئا ملموساً على ارض الواقع فقد تولدت لدي مجموعة من الأسئلة تبحث عن إجابة ؟. لماذا لا تزال فاتورة الكهرباء المنزلية تستنزف الجزء الأكبر من دخل الأسرة صيفا شتاء وبفارق بسيط ولم تتأثر بتغيير التوقيت ؟. تم في السنوات الأخيرة أنشاء الكثير من الوحدات السكنية من خلال وزارة الأشغال العامة والإسكان ، لماذا لم يتم تركيب وحدات السخان الشمسي عليها وكأنها بدأت تنقرض عن أسطح منازلنا ، فهل يا ترى لم تعد لها فائدة تذكر ولم تعد تساهم في توفير الطاقة الكهربائية أم أنها مكلفة؟.

لماذا لا تزال الكثير من مدارسنا ودوائرنا الحكومية مضاءة طوال ساعات الليل وخلال ساعات النهار معظم أيام السنة وخلال العطل الرسمية ؟.

لماذا ما تزال الطرق الرئيسة والفرعية مضاءة خلال ساعات النهار وفي أماكن لا تحتاج إلى إضاءة أصلا ؟ ولماذا لا يتم استخدام مصابيح لتوفير الطاقة وبنفس شدة الإضاءة ؟.

لماذا لا يزال الأسبوع الأول من تطبيق التوقيت الصيفي ثقيل جدا على الموظفين ويسبب الإرباك في العمل والحركة على الطرقات ؟.

لماذا لا تزال سيارات الدوائر الحكومية تعمل خارج ساعات الدوام الرسمي فتنقل ابن المسؤول وزوجته وخادمته من مكان إلى مكان وفي نهاية اليوم تقف على أحدى محطات الوقود فيملئ الخزان مقابل فاتورة المال العام ؟.

لماذا لم يؤثر تغيير التوقيت على أداء موظفي الحكومة سواء كان شتوي أو صيفي فالساعة الأولى من النهار مخصصة لشرب القهوة ومطالعة الصحف الورقية وزيارة الصحف الإلكترونية ، والساعة الأخيرة تكون مخصصة للاستعداد للعودة للمنزل فتستغل باستخدام الهاتف لتسجيل طلبات الزوجة أو لتبادل الزيارات مع الزملاء في العمل وتكثر المغادرات الخاصة ؟.

لماذا لا يزال يوم الخميس من كل أسبوع هو اليوم الذي لا إنتاج فيه فينتهي العطاء قبل أن يبدأ والسبب انه يوم الخميس ....وجديدا أصبح يوم الأحد أيضا لأنه بداية الأسبوع والموظف اعتاد على الراحة لمدة يومين متتاليين ؟.

شهدت الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد حالة من الإرباك أثناء توجه المواطنون إلى الدوام وهو اليوم الأول للعمل بعد تطبيق التوقيت الصيفي ، حيث وقعت عدة حوادث سير نتيجة التتابع القريب نتج عنها بحمد الله عدد من الإصابات الطفيفة والخسائر المادية فقط .

وفي بلادنا كل عام نتساءل عند البدء بتطبيق التوقيت الشتوي أو الصيفي... (نكسب ساعة نوم الصبح ولا نصحي بدري ؟) ....يكون الجواب (بالصيفي تسري سروة وبالشتوي تشبع نوم)....

zyoodco@yahoo.com