البلديات والصحة في المقدمة بدون منافس

mainThumb

30-03-2009 12:00 AM

منذ توليه سلطاته الدستورية قبل نحو عشر سنوات حرص جلالة الملك عبد الله الثاني على التواجد الدائم في الميدان ، يتحسس أمور المواطنين يسمع شكواهم يستلم شخصيا منهم قصاصات الورق... يجثو على ركبتيه ليقبل طفل ويمسح على رأسه ، يستمع لعجوز بكل تركيز ، يصافح شاب ويشدد على يديه ، يتناول فنجان القهوة العربية من بدوي لوحته شمس الصحراء الأردنية .... يعود جلالة الملك بعد ذلك مجتمعاً بالفريق الوزاري ينقل لهم ما لمسه من جولاته المختلفة على الميدان ، يشير لمكان الخلل بكل وضوح ، ثم يأمر ويشدد وبكلمات واضحة بأنه على الوزراء المعنيين ضرورة التواجد في الميدان والتخلي عن مكاتبهم المكيفة ، والجدران المنيعة والاستغناء عن التقارير الجاهزة ، بل يتوجب عليهم كتابة التقرير بأنفسهم ومن ارض الواقع، لان الميدان هو الأصل في تحقيق الانجازات ومنه تستمد الخطط وترسم السياسات وفيه تظهر الصورة الحقيقة لمعيشة المواطن والذي هو أساس التنمية.

ويؤكد جلالة الملك على ضرورة اتخاذ قرارات صحيحة وسليمة توجيه مكتسبات التنمية بعدالة بين جميع المناطق استنادا إلى احتياجات كل منها ويضع المسئول في صورة الحقيقة لا خيالها.

ويؤكد جلالة الملك على أن الكثير من القرى الأردنية والأرياف لم تطأها قدم مسؤول قط وكثير من الوزراء لا يعرفون طبوغرافية وزارتهم على ارض الواقع فهم يعملون عبر الهاتف ومكتفين بما يردهم من تقارير ميدانية من الأمناء العامين أو رؤساء الأقسام .

ومما يجدر ذكره أن وطننا الغني بكفاءاته العلمية والعملية تحتاج لمن يسمعها ويحاورها ويزورها ويكتشفها وينفض عنها غبار الكسل والبطالة ، ويلتقي بهم في مواقعهم، وهنا قال جلالة الملك :"أريد أن أرى الوزراء في الميدان مع المواطنين ، تسمعون منهم مشاكلهم ، ويسمعون منكم إستراتيجية الحكومة أو الوزارة لتخفيف الأعباء عنهم ".

منذ اللقاء الأخير الذي جمع جلالة الملك مع الطاقم الوزاري ومن خلال متابعتي للأخبار المحلية وبشكل يومي تقريبا تصدر كل من معالي وزير البلديات شحادة أبو هديب ومعالي وزير الصحة الدكتور نايف الفايز قائمة الوزراء الأكثر تواجداً في الميدان ، حيث يمكن القول انه لم يخلو تقرير أخبار من ظهور لهذين الوزيرين على شاشة التلفاز ، من رعاية نشاط إلى متابعة فعلية إلى افتتاح مقر أو مستشفى ، إلى المشاركة بندوة، أو مؤتمر ، وقد يقول البعض هذا من صلب عملهم أو أن ظهورهم على الشاشة لا يعني الانجاز ، وأنا أقول هنالك الكثير من الوزارات التي هي اقرب للميدان مثل البلديات والصحة ولكننا بحاجة لخروج هؤلاء الوزراء من مكاتبهم والتواجد في الميدان ، والميدان ليس عمان فقط ، ولكن الجنوب هو الميدان ، وأقصى الشمال هو الميدان ، وتلك الخيمة على أطراف رم هي الميدان ....والقرية ذات الأربع منازل هي الميدان..... القائد الأعلى شدد على أن يكون العمل والعطاء هو العنوان الرئيس لكل وزارة ، لذا فإننا لا نندهش من حجم الانجاز الكبير الذي شهده الأردن في مختلف الميادين منذ توليه سلطاته الدستورية عند مقارنة الانجاز مع قلة الإمكانيات وشح الموارد، ولكن عظم القيادة وإرادة الأردنيين هما عنصري المعادلة الأردنية من اجل أردن متقدم ومتطور . إذا أيها المزارع لا تتفاجأ وأنت تقف في ساعات الصباح الباكر خلف سيارة (الديانا) ترص صفوف صناديق الزهرة لتجد وزير الزراعة يربت على كتفك ويسألك عن سعر الصندوق وكم يباع في السوق المركزي .....، وأنت عزيزي الطالب الذي تدرس في إحدى المدارس ذات المبنى المستأجر والصفوف المجمعة سيكون وزير التربية والتعليم حاضراً للطابور الصباحي غداً فليكن صوتك عالياً وأنت تنشد عاش المليك.... ، أما انتم أيها العمال في مدينة الحسن الصناعية عندما تصلون باكرين ستجدون وزير العمل يحمل بيده كوباً من الشاي الساخن يلقي عليكم التحية وانتم تدخلون لمصنعكم .... ووزير الصناعة والتجارة ووزير السياحة والآثار ووزير ..... فليكن موعدنا غداً في الميدان ، هكذا ودع احد الوزراء مدير مكتبه مساء الأمس عند باب الوزارة ....فلنستعد لغد... zyoodco@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد