من أين يأتي الكدر .. ؟!

mainThumb

26-03-2009 12:00 AM

تريد أن تدعو لمجتمع جديد.. هذا جيد، ولكن كيف وما هي أبرز ملامح هذا المجتمع، وما هويته.. قال: لا نريد أن نغيّر في الهوية.. التغيير المنشود تغيير سلوكي منهجي إصلاحي فقط.. وعندما نتمكن من إحداثه سنكون أمام حالة مجتمعية جديدة تتسم بالعمق والوحدة وترسيخ الهوية.. ألا ترى معي أن التغيير بهذا النحو سيُطيح برؤوس كبيرة في المجتمع..!!

قلت بدهشة: هذا مستحيل .. فالتغيير الذي تصف ليس بنيوياً ولا جوهرياً، وهو أقرب إلى تصحيح مسار خارجي لا يمتد إلى العمق.. وهذا النوع من التغيير وإن كانت له جوانب إيجابية عامة، إلاّ أنه لا يشكّل أي خطورة بالمنظور الذي تحدثت عنه، ولا يهدد بإطاحة أصغر رأس فاسدة في مجتمعنا..!

قال: يبدو أنك لم تفهمني جيداً، فأنا عندما تحدثت عن تغيير سلوكي منهجي إصلاحي، قصدت الحديث عن انصهار شعبي عميق ممزوج بحالة من القرف والضجر والكدر السائدة، وأنت أكثر منْ يدرك أن مثل هذه الحالة قادرة على قلب السلوكيات رأساً على عقب، حتى وهي في أوج لحظات الارتقاء إلى دنيا الطموح والأمل والحديث عن مشاريع ومبادرات إصلاحية من أي نوع..

قلت: ولكنها أيضاً ستؤدي إلى ثورة في المفاهيم، وفوضى في الطموحات، وردة عن الثوابت وبروز لطفيليات عديدة مؤذية في المجتمع.. ويبدو أنني بدأت أفهم ما ترمي إليه.. قال: هل يمكن أن تجيبني بصراحة من أين يأتي الكدر.. لتزدد قناعة وإيمان بأهمية التغيير السلوكي بالمعنى الذي وصفت..؟!

قلت: لا أستطيع .. ولن أدّعي أنني أدركت معنى الهوية في زحمة الضياع وكثرة العيون.. فدعوات الإصلاح باتت بكثرة العيون، تشتد غزارة في الشتاء وتشح في الصيف.. والمنابع مسؤولة عن الكدر، ولن تفيدنا مصافي الدنيا كلها لوقف حالة التعكير ما لم نبدأ بالتغيير..!!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد