ماذا يريد الأردنيون من الحكومة ومجلس النواب والمعارضة ؟

mainThumb

31-03-2009 12:00 AM

المواطن الأردني ،اغلب الأحيان، في حيرة من أمره. فالمعارضة الأردنية داخل وخارج مجلس النواب جل ما تعمله هو الصراخ في وجه الحكومة حول ما تراه برأيها خطأ.

أما موقف الحكومة فهو إما الصمت " التطنيش " أو التـفـنـيـد . وهكذا يبقى المواطن المسكين.. تائها بين كلام الفريقين، ولا تغير ملحوظ بوضعه الإقتصادي والمعيشي، ما عدا تخمة التصريحات والتعليقات والوعود .

ولا نستطيع أن نعزي المواطن بالعبارة المشهورة : "خليها على الله.. " ، ليس من باب عدم التوكل وإنما من باب " وقل إعملوا.... ".

ما يريده المواطن من الحكومه هي أن تكون حكومة برامج لا حكومة مسلسلات تفتش عن حبكة درامية لإستمرار المسلسل الى آخر حلقة حيث يموت المواطن( البطل) ويصفق الجمهور بالمستوى الفني الرائع بغض النظر عن المضمون وعلى مبدأ " الفن للفن" .

لا نريد أن يموت أحد.. لا من القهر ولا من الظلم .. ولا حتى من الضحك. ما نريده هو أن يشعر المواطن بأن هناك حكومة تعمل لأجله ببرامج مدروسة ذات طابع إستمراري ،لا ترتبط بشخوص معينة ، حكومة تنتهج الشفافية وتضع نصب عينيها مصلحة المواطن وتفتح باب التعاون مع الجميع لإنجاح برامجها.

أما ما يريد المواطن من مجلس النواب... فهو التخلي عن دوره التقليدي كمجلس خدماتي أو ضرورة من ضرورات العمل السياسي.. فدور النواب الكرام ليس تقديم الخدمات لشريحة معينة من المواطنين فقط وإنما ممارسة دورهم الحقيقي كضمير للأمة بدراسة ونقل هموم المواطنين وصياغتها ضمن برامج او توصيات ورفعها ومناقشتها مع الحكومة لتعم الفائدة كل الأردنين.

ويجب ألا يغيب عن بال نوابنا الكرام أن منح الثقة للحكومة يعني إلتزام الجميع ببرامج الحكومة والعمل بروح الفريق الواحد لتنفيذ هذه البرامج .فالمواطن الأردني لا يقبل بان ينصب أحد من اطراف العمل السياسي نفسه قاضيا على الطرف الآخر ويلومه على عدم تنفيذ البرامج.

وكم أتمنى ان يكون هناك هيئة أردنية محايدة تقيم أداء مجلس النواب ليس من باب التحامل والرقابة ولكن للتخلص من ثقافة اللوم ورمي الكرة بملعب الطرف الآخر والتركيز على ما ينفع المواطن.

وأخيرا ، فإن ما يريده المواطن من المعارضة، داخل أو خارج مجلس النواب، ان تكون معارضة إيجابية وأن تعي بأن دورها ليس "نشر الغسيل" والتقنص لأخطاء الحكومة وتقديم صورة سريالية مشوهه عنها .

نريد من المعارضة أن تكون موضوعية وتتابع عمل الحكومة والنواب وتقول "برافو" لكل عمل جيد وتناقش مع المعنيين أي عمل قد تراه غير مناسبا قبل الزج به الى الصحف والدخول بدوامة التصريحات والرد عليها وهدر وقت الجميع بلا فائدة.

وخلاصة القول فإن العمل السياسي لا يعني إفتعال الأزمات والمعارك مع أحد، وإنما هو عمل دؤوب ومشاركة فعالة لكل أقطاب العمل السياسي ، حكومة ونواب ومعارضة، ليصب الجهد أخيرا في مصلحة الوطن والمواطن .

ولا يخفى على الجميع أن جل ما يهم المواطن هو سد رمق أسرتة وخلق فرص عمل لأبنائه ... ولتذهب الديمقراطية للجحيم إذا كان ثمنها الفرقة والفقر والبطالة. نعم... يريد المواطن تطورا في الحياة السياسية ولكن يجب أن يكون محور هذه الحياة هو الإيمان بأن مصلحة أردننا الحبيب هي "أولا" وأن الإنسان هو أغلى ما به.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد