صحيفة السوسنة الأردنية

... وتنتهي فترة الانتخابات وتصدر النتائج ونبدأ بسماع أقوال وأقول وتفنيدات نجاح أو فشل وتكثرالتعليقات الممزوجة بمسحة من النكات وما الى غير ذلك من التعليقات المتنوعة ، واذكر مما سمعت في العام المنصرم ( مسكين فلان حط اللى فوقه واللي تحته وسقط وما استفاد شي .... وفلان باع ارضه وفشل وما استفاد غير انه علق صوره في الشوارع ... وفلان انتخبته اسرته حتى ان زوجته انتخبت اللي من اهلها وما صوتت لزوجها ... فلان ترك وظيفته وخسر فوق الاربعين الف على كل حال صارت الناس تعرفه ما هو علق صوره في الشوارع ، .... اقوال كثيرة لن اطال الا النزر اليسير منها ... وعلى الجانب الآخر فلان صح خسر بس اثبت جدارته وفلان نجح بجهود وتضامن عشيرته معه ...وفلان نجح لانه شاطر ويعرف يدبر حاله وبيقدر يقدم خدمات للشعب لأنه يعبي مكانه.. وفلان نجح ولكنه خسر بحملته الانتخابية بس راح يعوض اللى خسره بأقل من سنة والسنوات الثلاث الاخر بيضبط حاله وبيخليهن مكسب له... ) .

هذه ليست الا أقوال العامة في الشارع ... ولكننا لو تتبعنا مسيرة مرشح ناجح وقد اصبح نائبا فقد نجده انه قد خلع جلباب عشيرته واهله ومن وقف معه فنسيهم او تناساهم .. وتبرأ من الوعود معسولة الكلام والأماني المبهرجة بأنه سوف يقوم لصالحهم بكذا وكذا وكذا... نجده بعدما دخل قبة المجلس صارت جل أو معظم مطالبه لشخصه ولأسرته واهل بيته فقط وكل الوعود المعسولة التى قطعها لغيره كانت فقاعات صابون تلاشت وعهوده بأنه سيكون ملتزما تجاه اهله وجماعته وكل من وقف معه بحملته الانتخابية اصبح كلاما آخر بلون جديد داكن ونسق متغير غير منظم وتحولت عهود الأمانة لديه الى خذلان وصار يستقبل الآخرين ويودعهم بوعود زائفة وكلام بعيد كل البعد عن الصدق ... فتعلم صاحبنا الكذب على من يطلب منه المساعدة وكأن الأمس ولى بوعوده وعهوده الى غير رجعة فلا تطبيق ولا تنفيذ ولا حتى تفكير في المساعدة للغير حيث صار يستفيد من طلبات الأخرين وكأنها شيكات يجيرها لنفسه وصالحه هو وأهل بيته دون الخروج عن محيط اسرته .

فما معنى ان نائبا يعين اربعة من بناته بوظائف متنوعة اضافة الى ازواجهن وكذلك أولاده دون اعتبار لمن ينتظر على لائحة انتظار ديوان الخدمة سنوات وسنوات...آلاف الخريجين هضمت حقوقهم في دورالتعيين من اجل ان يؤخذ خاطر فلان وفلان من النواب وما شاكلهم فأين العدل في ذلك وما يضير ايضا ان احد هؤلاء النواب يقول ان مجلس النواب خط احمر يمنع الحديث عنه فإذا كان خطا احمر يعنى ذلك انه ليس من الشعب ولا صلة له بالشعب وبمن انتخبه اى ان النائب قد انسلخ عن ذويه بعد انتخابه فأصبح وكأنه من طبقة النبلاء والعامة تحرق او تحترق .

ترى في المجلس ماذا يقدم النواب للعامة من مصلحة حيث انه يمضي جل وقته او حتى كله يطالب لمصلحته الشخصية مستجديا وذالا نفسه ليحقق هذه المصلحة الشخصية او بعضا منها او حتى النزر اليسير منها ترى بعد ان استكان واذعن لمن طلب منهم لشخصه هل تكون لديه الجرأة والشجاعة أن يطال لمصلحة العامة فكل منا سيجيب بالتأكيد لن يجرؤ ... طبعا فقد غلت يديه وليتا وتجمد لسانه واصايته قشعريرة الجبن والخوف أن يطلب لغيره فقد استهلك كامل وقته المسموح له بالمطالبة في اموره الشخصية حيث انه كذلك سوف يضع في حسبانه انه سوف يرد عليه حين المطالبة ( لقد حصلت على كل ما تريد وحققت مصالحك ومالك بغيرك وما الذي يخصك في غيرك) فيطبق فاه عن السؤال ويزيف الحقيقة على الاخرين بالكذب والتدليس والوعود الزائفة ، لكنه لو كان من البداية مهتما بمصلحة العامة لحصل معها على مصالحه الشخصية كذلك ، وهنا لا بد من ان نذكر ما لمسناه عن بعض من نوابنا في السنوات المنصرمة من مشاكل و فضائح كتبت عنها الصحافة العالمية ومر ذلك على المجلس مرورا عابرا دون عقاب أو حتى مساءلة أو حتى عتاب او لوم لهم وكأنهم لا يحملون اسم الدولة وشعارها ومكانتها وسمعتها... الا يوجد في المجلس فقرات للمحاسبة أو احالة الى محكمة عليا مختصة تحاسب من يسبب الأذى للدولة في الداخل اوالخارج مهما تكن لديه من حصانة ...

لو ان مجلسنا به فقرات للمحاكمة لما استجرأ أحد مهما يكون من المجلس او خارجهان يتطاول على القانون العام أو يقدم مصلحته الشخصية على مصلحة العامة لأنه سوف يواجه بتهم الفساد أو استغلال المنصب في ايذاء الوطن والمواطن .

وكثيرة هنالك القصص التى رويت وتروى عنه هؤلاء النواب والتي تبين بشفافية وموضوعية مدى حرصهم على مصلحة الوطن والعامة وسهرهم عليها .

( في إحدى الحملات الانتخابية من عدة سنوات سئل احد النواب بالسؤال التالي ... يا فلان أنت اتهمت بسرقة عدة ملايين عندما كنت وزيرا او مسؤولا ... ؟ أتعرفون ماذا كان الرد؟ اجل انه رد مؤسف حقا ومؤلم ... لقد قال بالحرف الواحد( لو كان قدامك صبة بيدر تعبي شوالك منها ولا لأ ...؟) والآن نعرج على كلمة جديدة غير مألوفة لدى هذه الأجيال لأننا تركنا الزراعة...صبة البيدر هي كومة المحصول من القمح أو الشعيراو اى حبوب بعد ان يتم تخليصها من الشوائب من قش او تبن او تراب او حصى يعنى حبوب نظيفة حيث يجمع المحصول بشكل هرمي وقبل البدء بعملية الكيل يصلي الفلاح ركعتى شكر لله تعالى ثم يدعو ربه ويحمده على نعمائه وآلائه حيث يبدأ الكيل مخصصا كيسا خاصا للزكاة يضع فيه من كل عشرة مكاييل مكيالا واحدة وطبعا زكاة الزروع المطرية عشر قد يقول قائل وما دخلنا بهذا الكلام لكننى اتساءل هنا ... ترى هل اموال الدولة والعامة سائبة الى هذا الحد في القول.

ترى لو تساءلنا ألم يقسم هذا النائب على الامانة والوفاء والإخلاص ترى لا بد لنا الا ان نسأل كل نائب أين انت من القسم الذى اقسمته بالولاء التام للوطن والمواطن ومن الناحية الشرعية فإن كل من جعل مصلحته الشخصية سابقة على حساب مصلحة الوطن والمواطن يكون قد أحنث بيمينه وكلنا يعرف مصير اليمين الغموس هذه ... وسوف يكون العقاب عند الله مضاعفا اضعافا كثيرة جدا لأنه يكون قد اخذ حقوق غيره تعديا وتسلطا .. فمتى يكون كل واحد منا على قدر الأمانة الملقاة على كاهله مخلصا وفيا؟أم هل سيبقى الخوف من الآخرين هو المسيطرعلينا دون الخوف من الله تعالى والاجدر أن يسأل كل منا نفسه ويجيب بنفسه على نفسه لصالح نفسه و الله هو المولى ونعم النصير