صحيفة السوسنة الأردنية

كنت أعتقد أن وجوده في بلادنا وعلى ثرى ترابنا الوطني الطهور مجرد افتراء ووهم أو خيال، أو ربما تجني على البلد، وروايات متضاربة وغير صحيحة لا تخلو من المبالغة، ولكن المفاجأة كانت كبيرة حينما أدركت أن ما كنت أتصوره وهماً هو حقيقة لا مناص من الاعتراف بوجودها، ولم أكد أصدق ما قرأته في الصحف قبل أيام عن حظائر للخنازير في مناطق متعددة من المملكة آخرها ما قرأناه ورأيناه عن حظائر في بلدة السماكية بالكرك....!!

ما الذي يجعل الحنزير يعيش على أرضنا، مكرماً معززاً، وبين أحيائنا السكنية أو قريباً منها، هل أصبح الخنزير أمراً مقبولاً معترفاً به مسلّماً بوجوده وبأهميته بهذه البساطة.. وهل الأردنيون بحاجة إلى وجود الخنزير على أرضهم، حتى يعيشوا بسلام وطمأنينة وأمان.. ألم يعد ينقصنا سوى الخنازير حتى نهدأ ونكتفي غذائياً وتقرّ عيوننا وننام ملء الجفون..!!!

ما الذي يدفع أردنياً إلى إنشاء مزرعة للخنازير.. والله تعالى يقول (حُرّمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهلّ لغير الله به..).. هل نعارض أمر الله ونربي الخنازير ونسوّق لحومها سواء في الداخل أو الخارج.. وأظنها تسوّق في الداخل نظراً لارتفاع ثمنها كما نسمع، والطلب المتزايد عليها من آكلي لحوم الخنزير..!!

أيتها الحكومة الرشيدة.. إمنعي فوراً تربية الخنازير، وأمنعي إقامة حظائرها ومزارعها سواء داخل الأحياء السكنية والبلدات أو خارجها، وإنني بهذه المناسبة أطلب من وزارة الصحة والمؤسسة العامة للغذاء والدواء وكل المعنيين والمتخصصين من أهل العلم والمعرفة بأن يخرجوا علينا ببيان واضح وصريح حول مدى الضرر العضوي والمعنوي الذي يسببه تناول لحم الخنزير.. حتى يكف البعض عن تربيته وإيذائنا به واقعاً وشعوراً ومعنى.. ماذا تفعل الخنازير في بلادنا ولماذا حظائرها.. سؤآل أرجو إجابة عليه.. أو?Z ليست مزارع الأبقار وحظائرها أنقى وأبقى..!!