صحيفة السوسنة الأردنية

مع ان "نقابة المهندسيين الأردنين" هي نقابة مهنية تعنى بشؤون المهنة ومنتسبيها، إلا أنه لا يخفى على أحـد إهتمامها الجلي بكل ما يمس الامة العربية والإسلامية ، منطلقة بذلك من كونها مؤسسة أردنية وجزء لا يتجـزأ من نسيج الشعب الاردني والعربي والإسلامي.

وقد يخالف البعض هذا التوجه معللين ذلك بأن النقابة يجب أن لا تخرج عن نطاق عملها المهني البحت. وقد يذهب البعض الآخر الى أبعد من ذلك ليعتبرها أحد أقطاب العمل السياسي الأردني بإمتياز أو وجزء لا يتجزأ من المعارضة الأردنية.

وبعيدا عن كل هذه التصنيفات فإننا لا نستطيع إنكار حقيقة أن النقابة تقوم بممارسة جميع نشاطاتها المهنية وغيرالمهنية بمستوى متميز من الحكمة والمهنية والوعي الذي يستند الى أن الوطن للجميع، وأن العمل المشترك والإلتفاف حول قيادته، هما السبيل للحفاظ على الجبهة الداخلية والتعامل مع جميع الخطوب التي تواجة الوطن والأمة.

وحتى لو إتفقنا مع الذين يضعون النقابة في خندق المعارضة ،فإن هذا لا ينقص من قدرها ،لأن شأن النقابة هو شأن أغلب المعارضة الأردنية الفاعلة على تراب الوطن...معارضة وطنية مشهود لها بالنزاهة وتغليب مصلحة الوطن على أي مصلحة أخرى.

ضمن مشاركته في " فعاليات المؤتمر الثالث للتحكيم الهندسي" الذي نظمته الهيئة السعودية للمهندسين والذي عقد مؤخراً بالمملكة العربية السعودية بجدة، وضمن اللقاء الذي نظمته رابطة المهندسين الأردنيين – فرع جدة، إغتنم نقيب المهندسيين الأردنيين هذه الفرصة لإطلاعنا على آخر مستجدات العمل المهني والنقابي ، كما حرص أيضا على نقل مشاهداته لنا خلال الزيارة التضامنية والتي قام بها وفـد النقابة الى "غزة هاشم" بعد العدوان الصهيوني الغاشم عليها.

وخلال إستعراضه تفاصيل هذه الزيارة لم يفت النقيب الإشادة بالجهود الأردنية المتميزة والمتمثل بعضها بدور "الديوان الملكي الأردني العامر" و"السفارة الأردنية" في القاهرة بتذليل صعوبات دخول وخروج الوفد من معبر فرح ، إضافة الى إشادته بجهود الخدمات الطبية الملكية التي قدمها الجيش العربي الأردني من خلال المستشفى الميداني وغيرها من المساعدات الانسانية.

والجدير بالذكر بأن هذه الإشادة لم تكن الأولى التي نسمعها من النقيب مما يدل على وضوح الرؤيا والنهج الذي تسلكه النقابة وإيمانها بأن العمل العام ،سواء كان نقابيا?Z أو سياسيا، هو عمل جماعي وجهد مشترك يصب في مصلحة الوطن أولا و يستند الى عدم إنكار أي إنجاز للوطن وقيادته.

لا تربطنا أي علاق شخصية مع النقيب ولا نحاول أن نسوق له لإنتخابات مجلس النقابة القادم وذلك لعدة أسباب أولها انه لا يحق له الترشيح في الإنتخابات القادمة حسب النظام الداخلي، حيث أنه إستنفذ عدد المرات المسموح بها لتولي هذا المنصب،كما انه لا تربطنا أي صلة قرابة به.

والأهم من ذلك كله هو أننا لسنا من من فئة المطبليين لأحد مهما كان موقعه، وولكن كل ما في الأمرأننا ننحني إحتراما?Z لكل الذين لا يغبنون الوطن حقه وإنجازاته، خاصة ونحن نعيش عصر الفضاء المفتوح والذي نسمع عبره بعض الأحيان محاولات خارجية تحاول المساس بوحدتنا الوطنية الداخلية واللعب على أوتار بالية.

نقابة المهندسيين الأردنيين هي إحدى مؤسسات مجتمعنا المدني والتي يفتخر بها الوطن والمواطن الأردني ، لـذا فإن النقابة ومنتسبيها يأبون إلا أن يكونوا أبناءً بارين لهذا الوطن، مفتخرين بكل إنجازاته ومحافظين على وحدته.

ولا أدل على ذلك من الدور الذي تلعبه النقابة في تأمين الكثير من الخدمات لمنتسبيها وضمان جودة العمل الهندسي الاردني والعاملين بهذا المجال ومعادلة الشهادات والتأكد من مصداقيتها مما يزيح الكثير من الجهد والمال عن كاهل الحكومة.

هنيئاً للوطن بهذه المؤسسة الوطنية العريقة وشكرا لنقيب المهندسيين الأردنيين مرة أخرى ،واتمنى من نقابتنا التي افتخر للإنتساب لها بأن تبقى على هذا النهج ... مؤسسة اردنية التراب والسماء والهواء ،عربية الإنتماء والعطاء.

belalmtahmad@gmail.com