الكرك عاصمة الثقافة الأردنية

mainThumb

05-04-2009 12:00 AM

في البدء لا بد من توجيه الشكر والتقدير إلى وزارة الثقافة الأردنية على هذه الخطوة الجيدة والمهمة والضرورية في سبيل تعزيز مفهوم الثقافة, ونشر سياسة التثقيف بيننا نحن الأردنيون.
الثقافة في كل دول العلم هي المعيار الأكثر وضوحا وصدقا في التعبير عن هوية الأمة, وقيمها وعاداتها وتقاليدها. الثقافة هي الوعاء والوسط الذي يمكن أن يجتمع فيه عدد كبير من الناس على اختلاف ثقافاتهم وأفكارهم واتجاهاتهم ليصنعوا مركبا ثقافيا واحدا وليصنعوا حلما رائعا واحدا, وليرسموا غدا مشرقا.
الكرك هذا العام 2009 هي مدينة الثقافة الأردنية, ومن قبلها كانت اربد والسلط, وحق لها أن تكون مدينة الثقافة الأردنية, فهي المدينة التي قال عنها ابن بطوطة (محمد بن عبد الله 1303 1377) في كتابه تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الاسفار:
"ثم يرحلون إلى حصن الكرك. وهو أعجب الحصون وامنعها وأشهرها. ويسمى بحصن الغراب. والوادي يطيف به من جميع جهاته وله باب واحد قد نحت المدخل إليه في الحجر الصلد. ومدخل دهليزه كذلك. وبهذا الحصن يتحصن الملوك، واليه يلجأون في النوائب وله لجأ الملك الناصر. لآنه ولي الملك وهو صغير السن. فاستولى على التدبير مملوكه سلار النائب عنه. فأظهر الملك الناصر أنه يريد الحج. ووافقه الأمراء على ذلك. فتوجه إلى الحج. فلما وصل إلى عقبة أيلة، لجأ إلى الحصن وأقام فيه أعواماً إلى أن قصده أمراء الشام. واجتمعت عليه المماليك وكان قد ولي الملك في تلك المدة بيبرس الششنكير وهو أمير الطعام وتسمى بالملك المظفر. وهو الذي بنى الخانقاه البيبرسية بمقربة من خانقاه سعيد السعداء التي بناها صلاح الدين بين أيوب. فقصده الملك الناصر بالعساكر. ففر بيبرس إلى الصحراء. فتبعه العساكر فقبض عليه، فأتى به إلى الملك الناصر فأمر بقتله، فقتل. وقبض على سلار وحبس في جب حتى مات جوعاً. ويقال أنه أكل جيفة من الجوع. نعوذ بالله من ذلك. وأقام الركب في خارج الكرك أربعة أيام، بموضع يقال له الثنية. وتجهزوا لدخول البرية ثم ارتجلنا إلى معان، وهو آخر الشام ونزلنا من عقبة الصوان إلى الصحراء التي يقال فيها: داخلها مفقود وخارجها مولود. وبعد مسير يومين نزلنا ذات حج وهي حسبان لا عمارة فيها ثم وادي بلدح ولا ماء فيه"
الكرك المدينة التي أنجبت قيادات أردنية فذة, كدولة المرحوم الشهيد ان شاءالله هزاع المجالي, ودولة الاستاذ المرحوم احمد الطراونه, وغيرهم الكثير الكثير من الرجال الأفذاذ, الذين يضيق المجال لذكرهم هنا, وما تضيق بهم ذاكرة أي أردني.
الكرك تلك الزهرة اليانعة الجميلة, الكرك تلك الشربة الهانئة العذبة, الكرك التاريخ الشامخ, الشاهد على أصالة الأردنيين وطيب أخلاقهم وحسن وفادتهم, وشرف منازلهم, وطهر وصفاء قلوبهم, تسمو وهي تتسلم الراية من شقيقتها البلقاء الأبية مدينة الثقافة الأردنية للعام المنصرم.
أتمنى أن تعمم هذه الخطوة الرائدة على كل مدن أردننا العزيز وتستمر, لتشمل كل مدنه وألويته وقراه, فهي فرصة لكي نتعرف على قلعة أردنية جديدة أكثر وهي فرصة لتعزيز ونشر مفهوم الثقافة, ولتبادل الخبرات الثقافية بين كل أبناء الأردن. كما أتمنى للكرك الغالية وللقائمين على برنامجها الثقافي كل تقدم ونجاح وازدهار. حمى الله أردننا الغالي, حمى الله كل شبر من ارض بلدي, وحمى الله قيادتنا الهاشمية المظفرة وحفظها من كل مكروه.
abdallahazzam@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد