شلليّة!!!

mainThumb

12-10-2009 12:00 AM

مصطلح نسمعه كثيرا عند الحديث عن بعض مواقع عملنا المختلفة من وزارات ودوائر حكومية ومؤسسات وجامعات ومدارس وشركات، وحتى ما نعتبره رأس الهرم بين مواقع العمل كافة وهو مجلس نوابنا الموقر يخضع لذلك المصطلح والذي يدعى (شلليّة)!! فكثيرون ممن نسألهم عن أوضاع عملهم وما يواجهون من إيجابيات أو سلبيات يكون جوابهم واحدا وهو :( كلها شلليّة)، فلا أعلم لماذا يكون ذلك الجواب عند أغلب من ينتشرون في مواقع عملهم المختلفة والمنتشرة في أرجاء وطننا الحبيب؟.

هناك ظاهرة نلحظها جليّا في مواقع العمل المختلفة والمتمثلة بالتفاف شلة معدودة على الأصابع حول الراس الكبير أو ال(boss) كما يحلو للبعض تسميته، فبمجرد دخوله أروقة تلك الدائرة أو المؤسسة نجد (شلّة) متربّصة تقوم بتقديم الولاء والطاعة لذلك المسؤول والذي ربما يظنونه المنقذ لطموحاتهم وأهدافهم، فيبدأون بتمجيد ذلك المسؤول بتلك العبارات الرنّانة والتي تشيد به وبأهله وبعشيرته، والإشادة بأهل زوجته وأنسبائه، وربما يتعدى الأمر للإشادة بجيران أهل زوجته، والإشادة ب(أبو مجدي) سائق باص المدرسة التي يدرس بها أبناء ذلك المسؤول!! وهذا المسؤول يجلس خلف طاولته وقد (عرّش) كالطاووس وكأنه يريد أن يطير من مكانه من شدة إعجابه بتلك الإشادات التي لا تحمل خلفها إلا الكذب والدجل المغلفين بما يسمى (هز الذّنب) لذلك المسؤول المعرّش أمام تلك الشلّة (هزازة الذنب) أو المتسلقة كما يحب البعض تسميتها.

فجأة ودون سابق انذار يأتي قرار من الإدارة الرئيسية بتنحية ذلك المسؤول عن منصبه وتعيين مسؤول جديد مكانه، فيدخل المسؤول القديم حرم مكان عمله كي يقوم بتصفية أموره ولملمة أغراضه ليترك ذلك الكرسي لمن سيعرّش بعده ويستلم زمام الأمور، فيدخل من البوابة الرئيسية الخارجية لمكان عمله والذي كان (ماخذ عزّه فيه)، وبكل أسف لا يجد من يقول له صباح الخير،حتى (أبو طلعت) والذي تعوّد أن يفتح له الباب الرئيسي من أجل إدخال سيارته ليس موجودا اليوم ومتأخر عن دوامه، ربّما لعلمه أن ذلك المسؤول قد (سخنت ميته) و(حلقوله عالناشف)، فيدخل مكان عمله مشيا على الاقدام بعد أن ركن سيارته جانبا وخارج أسوار العمل، وأثناء مروره بالمكتب المجاور لمكتبه القديم يسمع أصواتا تتهامس من مكتب من كان ذراعه الأيمن في الأيام الخوالي، وإذا بالشلة المتسلقة مجتمعة في ذلك المكتب ويسمع أحدهم يقول: شو يا شباب راح تكون طريقة لعبنا نفسها مع المسؤول الجديد ؟! فيرد آخر من هناك قائلا :أكيد ما راح نغيرها لأنه كلهم دواهم واحد، فيدخل مكتبه متسللا ليلملم أغراضه بكل هدوء ويغادر وهو يهز رأسه قائلا (كلها هزّازة ذنب)!!.

هذا هو حال الكثير من وزاراتنا ودوائرنا ومؤسساتنا المنتشرة في أرجاء وطننا العزيز، فشلّة المتسلقين و(هزازي الذنب) جاهزون ومبرمجون وعلى أهبة الاستعداد للالتفاف حول المسؤول القادم مهما كان نوعه وشكله، فالمسؤول يجد من يلتفّ حوله من شلة متسلقة تعيث فسادا شرقا وغربا، وهو على نظام (سارحة والرب راعيها)، وما تبقّى من موظفين لا يتقنون فن التسلق وهز الذنب، فيبقون هناك واقفين وقفة المراقب عن بعد، يتابعون أحداث ذلك المسلسل الذي تتشابه حلقاته على الرغم من اختلاف المسؤول، فإلى متى سيبقى ذلك الحال بالنسبة للكثير من مواقع العمل المختلفة والمنتشرة في أرجاء وطننا الحبيب ؟؟.

أتوقع بأن الكثيرين قد يصيبهم الفضول لكي يعرفوا عن وضع الشلة (المتربّصة) لأي مسؤول قادم وهل مازالت طريقة لعبهم كما كانت مع المسؤول السابق؟!! بالنسبة للشلة فهي نفسها التي كانت ملتفّة حول المسؤول السابق، ولم يطرأ تغيير على التشكيلة، ولكن طرأ تغيير طفيف على طريقة اللعب، فقد غيّرت الشلّة شيئا بسيطا من طريقة لعبها، إذ أنها بدأت بالإشادة بوالد (كوماري) الخادمة السيرلانكية في بيت ذلك المسؤول ووصفته بأنه (طعّام زاد) و(فكأك نشب) و(شيخ) بين عشيرته في العاصمة السيرلانكية (كولومبو)!!!!

majalimuathmajali@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد