عندنا : ورود ٌ و ابتسامات وجيران ٌ متصالحون !

mainThumb

13-10-2009 12:00 AM

ماجد شاهين

• يُُهرع ، في العادة ، سائق الباص ، إلى التقاط الطلبة ومساعدتهم في عبور الشارع والركوب في الحافلة ، بينما تحمل مسؤولة الحافلة ، معلمة قد تكون أو إدارية ،، سلّة زاهية مملوءة بما يبهج من ورود مضفورة بشكل يليق بأطفال خرجوا من منازلهم إلى صفوف العلم والمعرفة ... بابتسامة واضحة وترحاب ظاهر ٍ ، تقدّم المشرفة على رعاية الطلبة الصغار وردة لكل طفل وطفلة مصحوبة بجملة : ( صباح الخير ونهاركم سعيد ! ) .

• والنساء أمّهات الأطفال يلوّحن بالمرحبا لبعضهنّ للتدليل على حجم المحبة وعمق الروابط والوشائج الرائعة بين الجيران ... وتنطلق الحافلة بلا ضجيج أو غبار .

• والمركبات العابرة في الطريق ذاتها تتوقف بهدوء وببهجة ظاهرة على وجوه السائقين احتراماً للمارّة الصغار منهم وكبار السنّ ، لتفسح في المجال فرصة لعبور آمن ٍ و انتقال ٍ محفوف ٍ بالاطمئنان إلى رصيف آخر .

• عمّال النظافة يرتدون أبهى ملابسهم ، ناصعة الألوان ونظيفة المظهر ، ويظلون هكذا إلى وقت انتهاء ورديّتهم ، أو ساعات عملهم ، دونما تعب ... فلا قمامة في الحيّ ولا اتساخ بادياً في الشارع ... فربّات المنازل التزمن ومنذ زمن بطرح النفايات في أماكنها الصحيحة ، مثلما لم يحدث أن ألقت إحداهنّ بورقة أو محرمة ورقية من نافذة ، ولو بطريق الخطأ أو المصادفة !

• يعبر الناس الشوارع ويقطعونها على اتجاهات مقابلة ٍ دونما ضجيج أو زوامير وأبواق حافلات ... فالسائقون متريّثون ومتعاونون ويعطون المجال لعبور الأطفال والكبار والمرضى من غير تذمّر .

• في المدارس ، يهرع المعلمون والمعلمات على استقبال الطلبة بابتسامات و بتحايا الصباح ، معربين عن لهفتهم للقاء طلبتهم والاطمئنان عنهم ، ويؤكدون حرصهم على راحة الطلبة بالقول : كيف كان يومكم بالأمس ؟

• في الأسواق ، ينشغل الباعة والتجار بتفقّد المواد الغذائية والتموينيّة ومتابعة تواريخ صلاحياتها ، حرصاً على سلامة المواطن و منعاً لتناوله مادة منتهية الصلاحية أو فاسدة .

• في مواقع العمل الأخرى ، يتبادل المدراء تحية الصباح والمساء مع العاملين معهم ، ولا نجد تمايزاً بين عامل ومسؤول إلاّ بالقدر الذي تحتمه طبيعة العمل ... فالحقوق واحدة و حسب الاستحقاق والواجبات موزّعة بعدالة ...فلا يشعر موظف بالغبن أو القهر ، إلى الحد ّ الذي لا يرغب معه مغادرة مكان عمله .

• في المنازل وأماكن العمل والحافلات والمتاجر والمخابز والشوارع : لا نميمة ولا فتنة ولا عنف اجتماعيّ ولا اعتداء على الأرصفة بالبضائع وسواها ولا سرقات ولا متسوّلات بأشكال متعددة ... وأينما أجال المرء بصره لا يرى سوى فرح وحبور

و ورود و كلام طيّب .

• في أماكن الشكوى : لا يعمل الموظفون ، فلا مظالم أو تظلّمات لدى الناس ولا شكاوى ... فالكلّ مرتاح ولا شيء يعكّر الصفو

أو يزعج الأمزجة ، إلى حدّ ٍ قد ينذر بوقوع ملل ٍ أو كآبة !

? كل ما بيننا في أحسن حال ٍ ، وكل يوميّاتنا تنبض بالخير وتفعل ما يلزم لبقاء النقاء واضحاً والورد متفتحاً والمياه نقيّة والمنازل هانئة هادئة والجيران قريبين من بعضهم متعاضدين وكأنما هم عائلة واحدة .

• لا حوادث سير مفجعة ولا أحذية تتدلّى من مظلات أكلت أرصفة الشوارع ، ولا تعب !

? إذاً ، عندنا كثير من الخير و قليل قليل قليل من الأذى ، ولا توجد رؤوس أصابها صداع دائم أو أذهان قهرتها التحوّلات .. ولا فقر ولا فقراء .

? هذا عندنا ، كما كان مسعود يحلم ليلة أمس ؟

madaba56@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد