شكاوى المعلقين الكيدية .. !

mainThumb

04-11-2009 12:00 AM

جاسر المحاشي
طالعت من خلال تصفحي لصحيفة السوسنة الغراء ورود شكاوي من معلقين على المواضيع المختلفة يشكون من سوء معاملتهم من قبل مدير التربية ، وعدم قناعتهم به ، وعند تقصي الحقائق، والاتصال مع بعض الأصدقاء والزملاء العاملين في الميدان التربوي في محافظة عجلون تأكدت أن هذه الشكاوي كيدية..

لذا أردت أن اهمس في أذن كاتب الشكوى ومكررها وفي أذن عطوفة مدير التربية والتعليم مايلي

ثقافة الشكوى وعدم الرضى أصبحت سمة وثقافة يتمسك بها البعض حتى الثمالة، فهؤلاءٍ يريدون أن تغض الطرف عنهم لمجرد أنهم يلوحون بالتوجه لمقر الصحف لإيصال أصواتهم لكبار المسؤولين، لكن الصحف أتمنى أن تكون على عكس ذلك فلا يمكن لها أن تقف مع مخالف للنظام ضد جهة تربوية تعليمية تمارس دورها.

بصدق وإخلاص دون تحيز أو تمييز ، تتفق المجتمعات حول مفهوم الشكوى ولكنها تختلف حين يتعلق الأمر بأشكالها وأهدافها. فالشكوى سواء كانت مكتوبة أو منطوقة هي عبارة عن وسيلة يسعى الفرد من خلالها أن يرفع الظلم عن نفسه .

في المجتمعات التي تقوم على علاقات حسنة بين أفرادها حيث يعرف كل فرد ما له من حقوق وما عليه من واجبات نحو وظيفته ، لا يتقدم الفرد بشكوى إلا بعد أن يستنفد كل السبل الودية ويحرص ألا تتضمن الشكوى سوى المعلومات والحقائق التي تساعد على استرداد الحق وتكون باسمه الصريح.

أما في المجتمعات التي تعاني من الأمراض الاجتماعية والنفسية فإن الشكوى تتجاوز المطالبة بالحق ورفع الظلم لتتخذ شكلاً آخر عبارة عن سلاح يدمر به الشاكي صورة الآخرين ومكانتهم فى المجتمع. وهذا الشكل يقودنا إلى شكل مقيت من أشكال الشكاوى وهي الشكاوى الكيدية التي تتضمن كماً هائلاً من المعلومات الكاذبة والمدمرة والتي من شأنها أن تنال من شرف ونزاهة الآخرين وهي في نفس الوقت تحمل اسماً مستعاراً ولا يمكن بأي حال من الأحوال التوصل لمصدر الشكوى أو التعرف على شخصية المرسل.

لا جدال أن الشكاوى قد تحتوي على معلومات حقيقية تقود إلى كشف مخالفات أو إساءات ترتكب في حق مصلحة أو جهة ما، غير أن هذه الشكاوى في معظم الأحيان قد تشتمل على معلومات كاذبة لا تمت للحقيقة بصلة.

وربما لا يعلم أو لا يستوعب كاتب الشكوى أن المسئولين الذين يتلقون الشكاوى يعلمون بكيديتها وخلوها من الحقيقة ومن ثم لا يلتفتوا إليها، وقد يدركوا بحكمة وحنكة أن كاتب الشكوى يتسم بالجبن والغباء والكذب وعدم القدرة على المواجهة. وتكون الشكوى بمثابة تجديد الثقة بالشخص المشكي عليه .

وإذا ما اهتم بعض المسئولين بالشكاوى الكيدية التي تشير عباراتها إلى الكذب والمبالغة ، فإن هذا الاهتمام قد يؤدي إلى زيادة أعداد ممارسي هذا النشاط الشاذ الذي يعرقل سير المؤسسة .

ورغم أن الشكاوى الكيدية لا تلقى آذاناً صاغية لدى بعض المسئولين غير أنها تترك آثاراً سلبية تبقى في النفوس لفترة طويلة.

ومن الآثار السلبية التي تتركها الشكاوى الكيدية هي انتشار ظاهرة الشك وعدم الثقة في الآخرين، فالضحية يبدأ مرحلة من الشك حول كاتب الشكوى ومصدرها، حيث تستبد به الظنون والهواجس، أو قد يواجه الشك والريبة من قِبل الآخرين وعدم الثقة فيه، وهذا في حد ذاته يعمل على تعكير الأجواء بين الأفراد وزعزعة الثقة بينهم (فالكل يشك في الكل).

لذا من الأجدر والأفضل تجاهل هذه الشكاوى الكيدية ووضعها في أقرب سلة مهملات وهو السبيل الأمثل للقضاء على هذه الظاهرة التي باتت منتشرة في مختلف مؤسسات الوطن .

ولنتذكر دائما أن الشجرة المثمرة هي فقط التي تتلقى الأحجار، أليس كذلك؟ إن صب الناس غضبهم على شخص ما أو مؤسسة ما فلا بد أن يأتي الكثير ليقول هذه الجملة ليثبتوا للآخرين أنهم لا يهاجمون إلا شيئاً ناجحاً ولعلهم يشيروا إلى أنهم يفعلون ذلك فقط لأنهم يشعرون بالحسد والغيرة من نجاح الآخرين

أخيرا لكم مني كل الود وأرجو للذين يعلقوا بالسلب أن لا يضربوا الحجارة في الهواء عسى أن يمر عصفورا أو يرتد الحجر فيصيبهم .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد