رندا حبيب

mainThumb

28-10-2009 12:00 AM

مقالات كثيرة نقرأها عبر الكثير من وسائل الإعلام المختلفة من صحف ومجلات ومواقع إلكترونية ومواقع إعلامية أخرى، فتتنوع تلك المقالات بتنوع فكر صاحبها، فمنها ما يكون مقالا سياسيا، ومنها ما يكون إقتصاديا، ومنها ما يكون متناولا لقضايا اجتماعية متنوعة، ولا ننسى تلك المقالات التي بتنا نقرأها بكثرة والتي يكون أسلوبها ساخرا، والتي عادة ما تكون أقرب إلى فكر القارئ من حيث الإقبال على قراءتها أكثر من أي مقالات أخرى، فتتنوع تلك المقالات بتنوع عقول وأفكار كاتبيها، وفي النهاية لابد أن يكون هناك هدف يصل إلى فكر القارئ من خلال قراءة تلك المقالات.

هناك كاتبة لبنانية الأصل أردنية الإقامة إسمها (رندا حبيب)، أتابع مقالاتها بشغف، فأقرأها وأنا مستمتع لما أطالعه، فهي في كتاباتها عادة ما تجمع بين جميع المجالات، فتكتب في السياسة، وفي الإقتصاد، وفي المجال الإجتماعي، فبكل حق أن تلك الكاتبة تستحق أن تقرأ مقالاتها باستمرار، نظرا لذلك الفكر التعبيري الرائع الذي تتمتع به ويميزها عن غيرها من الكثيرين والذين اختاروا طريق الصحافة والكتابة ليسلكوه في مسيرة حياتهم.

قرأت لتلك الكاتبة الرائعة مقالا كان عنوانه (فخورة بأردنيّتي)، فقد لمست من خلال ذلك المقال مدى حبها وعشقها للأردن على الرغم من أنها لبنانية الأصل، فالأردن سرى في عروقها وسكن في قلبها وملأ وجدانها وحياتها، فكلماتها تشعر القارئ بمدى صدقها وقربها من عقل القارئ وتفكيره، ومن ضمن الروائع التي قرأتها لتلك الكاتبة الرائعة ذلك المقال الذي عنوانه (الموازنة والهدر وحراث الجمال)، فكان مقالا اقتصاديا رائعا يتحدث عن قضية هدر الأموال التي لا تجد لا حسيبا ولا رقيبا، فذلك الهدر هو من أهم الأمور المرتبطة بالفساد، فبينت في ذلك المقال ضرورة النظر لتلك الأموال عن قرب وأن يكون هناك سؤالا عن كل ما يصرف وما يهدر دون فائدة، فكان مقالا دالا على مدى غيرتها كأبناء ذلك الوطن الشرفاء على مصلحة وطنهم وأبناء وطنهم وأموال وطنهم.

كان آخر ما قرأته لابنة (شجرة الأرز) كما أحببت تسميتها ذلك المقال الذي عنوانه (شخصية افتراضية مرشحة للفوز بجائزة نوبل للنبل والشهامة) فاطلقتُ على ذلك المقال لقب (مسك المقالات)، فقد عطّرت كاتبتنا الرائعة ذلك المقال مسكا من خلال الحديث عن شرفاء أردنيين يشهد لهم القاصي والداني بشهامتهم ونبلهم وكرامتهم، فبكل تأكيد أن من يقرأ تلك الصفات سيربطها مباشرة بأولئك الشرفاء الأردنيين شهداء الوطن هزاع المجالي ووصفي التل وحابس المجالي عليهم رحمة الله، فدمجت الكاتبة تلك الشخصية المرشحة لجائزة النبل والشهامة باسم (هزاع حابس وصفي)، لأن أولئك الشرفاء عليهم رحمة الله قلّما نجد نساء ولدن أشباها لهم في عزهم وكرامتهم ونبلهم وشهامتهم وعشقهم للوطن وترابه الطاهر، ومن أهم المقومات التي يتمتع بها الشخص الوارد في مقال رندا حبيب والمدعو (هزاع حابس وصفي) لتجعله ينال تلك الجائزة أنّه:

ـ لم يراهن أبدا على أن بلده سيتحول إلى "وطن بديل".

- لم يستخدم قط منصبه لتحقيق مكاسب شخصية.

- لم يطرد أبدا أناسا مؤهلين من الخدمة بسبب ثأر شخصي.

- كان عالما في مكافحة الفساد.

- لم يتردد أبدا في محاربة أي انحراف أو فعل خاطئ.

- كان يؤمن دائما بان جميع المواطنين سواسية أمام القانون.

- كان ينظر الى بلده كقوة عظمى ما دام شعبها مخلصا لها.

- لم يعتد يوما بالضرب لا على رجل شرطة أو سيدة.

- لم يهرب أبدا مخدرات ولم يسمح لأحد باستخدام سيارته لهذه الغاية.

- كان عدوا لدودا للمحسوبية.

- لم يروج ل"أجندات" خارجية على حساب بلده.

- كان دائما مؤمنا بأهمية القاعدة العشائرية ولم يستخف بها.

- كان صريحا، وواضحا، وأمينا مع رؤسائه في كل الأمور التي تتعلق بواقع الحال.

فكان بكل حق مقالا رائعا بحق تلك الشخصية الافتراضية التي رشحت للفوز بتلك الجائزة .

كثيرة هي الاقلام التي نقرأ لها، ولكن قلما نجد أقلاما تكتب عن شرفاء وطن كأولئك الشرفاء، فياليتنا نعطهم ولو شيئا قليلا مما يستحقون ولو بكلمات قليلة كما فعلت تلك الكاتبة الرائعة في مقالها، وعلى الرغم من تميز تلك الكاتبة في نواحي متعددة إلا أننا نقرأ لبعض تلك الأقلام التي تهاجمها بذلك الأسلوب الإنتقادي المغلف بالذم والسب والشتم، فلا أعلم لماذا يستخدم ذلك الأسلوب بحق كاتبة متميزة كرندا حبيب من قبل من يعتبرون أنفسهم من الطبقة (الفهمانة) في البلد، فهناك أمور كثيرة تعودنا عليها وها نحن نعيشها واقعا مريرا، فالمتميز عادة ما يهاجم من قبل الكثيرين، ربما من باب الحسد والغيرة، وهذا ما نلحظه من قبل بعض الأقلام بحق تلك الكاتبة المتميزة والتي كلما زادت مهاجمتها كلما زادت روعة وإبداعا، ذلك الإبداع الذي أتى من هناك من تحت ظلال (شجرة الأرز) ليحطّ رحاله هنا على أرض النخوة والشهامة، تلك الأرض التي تضم الكثيرين من المحبين والمنتمين والعاشقين للوطن والقائد كأمثال تلك الكاتبة المتميزة

majalimuathmajali@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد