قناة الجزيرة بين الريادة والتطبيع؟؟!!

mainThumb

28-10-2009 12:00 AM

تحتفل قناة الجزيرة القطرية في نهاية هذا الشهر بعيد انطلاقها الثالث عشر، والذي لا يختلف عليه اثنان، أن قناة الجزيرة كانت فتحاً عربياً مبيناً في مجال الإعلام، حيث استطاعت الوصول لكل بقاع العالم، وكانت ظاهرة فريدة في الإعلام العربي بكل معنى الكلمة، البعض مدحها وأوصلها للسماء، في وسط إعلام عربي محنط لا يعرف إلا لغة استقبل وودع ورعى، والبعض الآخر وصفها بأنها صهيونية الأساس حيث استطاعت تحت ذريعة الرأي الآخر أن تدخل الصهاينة لكل بيت عربي، وهذا مأخذنا الوحيد عليها، ولكن رغم كل ذلك استطاعت هذه القناة الرائدة التي كانت موفقة في اختيار الاسم، الذي له علاقة بأصل العرب والعروبة، كما أنها موفقة باختيار الإعلاميين العاملين لديها والذين هم كفاءات إعلامية نادرة، وعلى قدر كبير وإلى حد من الحيادية والموضوعية، ولو استثنينا من ذلك صاحب برنامجي بلا حدود وشاهد على العصر ، الذي كما يبدو له ثأراً انتقامياً من التيار القومي وموقف عدائي واضح من الزعيم الخالد جمال عبدالناصر، ومع ذلك استطاعت الجزيرة أن تحجز لها مكاناً لدى الإنسان العربي المتعطش لإعلام حقيقي، إعلام يخاطب العقل وليس ذلك الذي يعيدنا لعبادة الأصنام المحنطة في كل العواصم العربية.

واستطاعت قناة الجزيرة أن تحافظ على شعبيتها، حيث أنها ولا شك في ذلك القناة الأكثر حضوراً لدى المشاهد العربي، وما رفع رصيدها أكثر إضافة لحياديتها وموضوعيتها النسبية الهجوم الظالم الذي لا يتوقف عليها من الحكومات المعدلة، حيث كثيراً ما جرى التضييق عليها وإغلاق مكاتبها في الكثير من العواصم العربية، بدعوى أن الجزيرة أصبحت كابوساً للمحنطين على كراسيهم، كلما جاءت حلقة مثل الاتجاه المعاكس ، أو كلما نقلت الجزيرة مظاهرة أو مسيرة في هذا البلد أو ذاك، وسرعان من تقوم القيامة، لأن قناة الجزيرة بمهنيتها العالية جداً تنقل الحدث من قلب الحدث وليس تصريحات هذا المسئول أو ذاك، الذي لا يرى الحقيقة إلا كما يريد زعيمه الأوحد.

وكانت قناة الجزيرة استثناءً خاصة من هذا الإعلام العربي الرسمي المحنط، أو حتى البعض الذي يدعي أنه خاص، لو استثنينا من ذلك قناة المنار وهي محطة المقاومة الأولى، كما أنها أيضاً مفخرة للعرب حيث تتمتع بالحيادية مع المحافظة على خطها كقناة مقاومة.

قناة الجزيرة التي انطلقت في مثل هذه الأيام في عام 1996، وسط تصحر في الإعلام العربي، وكانت انطلاقتها دافعاً للكثيرين أن ينشئوا قنوات أرادوا منها منافسة الجزيرة، لكن سرعان ما سقطت في التجربة والامتحان لأن الذي يدفع للزمار يطلب اللحم الذي يريده، في الوقت الذي بقيت قناة الجزيرة محتفظة بقاعدتها الجماهيرية العريضة، حيث يشاهدها يومياً ملايين البشر في الوطن العرب والعالم الخارجي، الأمر الذي شجعها على البث باللغة الإنجليزية من خلال محطة ناطقة باللغة الإنجليزية، وللأمانة وللإنصاف يسجل لدولة قطر الشقيقة التي تبث منها الجزيرة أنها لن تمارس أي نوع من الوصايا أو الضغط، وهذا يسجل لدولة قطر الشقيقة، وكأن هذه الدولة احتلت مكان مصر الناصرية، مع الفرق بالظروف والمتغيرات، وما نسجله على قناة الجزيرة التي نعتبرها مفخرة لنا جميعاً هو التطبيع، ومحاورة القتلة، ونناشدهم بالتوقف عن ذلك، في الوقت الذي لا يسمح إعلام العدو حتى لعرب الداخل أي من الأراضي المحتلة عام48 من التعبير الحر عن آرائهم، وهل بقي حوار مع من ينادي بيهودية الدولة والذي معناه ترانسفير جديدة ونكبة أخرى لكل الأخوة الفلسطينيين المتشبثين بأرضهم وحقهم المنشود، وسط كراهية وحقد صهيوني لا نظير له.

إن قناة الجزيرة وهي تدخل عامها الرابع عشر بثقة كبيرة بالنفس وبالمستقبل، فهي تؤكد بأحرف من نور أن الإعلام الحقيقي هو مرآة مشرفة الوطن، وهل نذيع السر إذا قلنا بأمانة الكلمة أن دولة قطر أصبحت تعرف ما قبل وما بعد قناة الجزيرة، وهذا لا يقلل من شأنها، وفي هذه المناسبة نتقدم لأسرة قناة الجزيرة وجميع العاملين بها بأحر آيات التهاني والتبريك، ونحيي دولة قطر الشقيقة على هذا الفتح الإعلام المبين والذي سجله لها التاريخ بأحرف من نور، وكل عام وقناة الجزيرة وأمتنا العربية بألف خير وقد استعادت أرضها ومقدساتها وتخلصت من الاستعمار وأعوان الاستعمار، وكل عام وأنتم بخير.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد