إرهاب تربوي في مدرسة رجل وطني!!!

mainThumb

02-11-2009 12:00 AM

لا أعلم كيف سأرتب كلماتي وكيف سأستطيع إيصالها إلى أصحاب الضمائر الحيّة من المسؤولين التربويين الذين يخافون الله في وطنهم وفي أبناء وطنهم وفي مدارس وطنهم، فأعانني الله على ترتيب ذلك الكم من الكلمات، لأنني بكل حق وصدق غير قادر في هذه اللحظة على تجميع تلك الكلمات نظرا لذلك القهر والألم الذي يعتصرني لما رأيته وسمعته عما حدث في ذلك الصرح العلمي الكبير المسمى (مدرسة عبد الوهاب المجالي الثانوية للبنين)، ذلك الصرح الذي يحمل إسم شخص أحب وطنه وأخلص له، فكان الوطن بمثابة الدم الذي يجري في شريان ( أبي عامر ) عليه رحمة الله، ولكنني سأحاول التغلب على القهر الذي يعتصرني لأنقل شيئا من ذلك الألم الذي يجول في خاطري علّة يجد من يقرأه من أصحاب الضمائرالحيه.

مدرسة عبد الوهاب المجالي الثانوية للبنين: مدرسة تقع في مدينة القصر والتي تعدُ تجمع لواء لكثير من القرى والمناطق المجاورة، فتضم المدرسة في أكنافها عددا كبيرا من الطلبة، وما عرف عن تلك المدرسة منذ الازل أنها مدرسة متميزة في جميع النواحي التربوية والتعليمية، وتضم نخبة من أفضل الكوادر التعليمية والإدارية، تلك الكوادر التي لا همّ لها إلا الطلبة والذين يعتبرون أمانه في عنق كل معلم، فبكل حق أن تلك الأمانة قد حُملت بإخلاص عبر سنوات طويلة مضت، ولكن بكل أسف لم يرق للكثيرين من متسلّقين ومتطفلين أن يروا ذلك التميز يحيط بذلك الصرح العلمي الكبير، لابل زادوا الطين بلة بأن جعلوا من تلك المدرسة صرحا (إرهابيا ) مختصا بالمظاهرات الطلابية، وكل ذلك الأمر تمثل مشهدا حيّا في ذلك اليوم الواقع في الثامن والعشرين من أكتوبر لعام2009 أي قبل حوالي ثلاثة أيام من الأن، فربما يتوارد للكثيرين ذلك السؤال الذي فحواه( معقول الإرهاب لحق المدارس كمان)؟؟! فأقول نعم وسبب ذلك الإرهاب التربوي هم المسؤولين (أو الرؤوس الكبيرة) في المديرية التي تتبع لها المدرسة، فقد أصدر مدير التربية قرارا بنقل مدير المدرسة وتعيين مدير جديد مكانه، فكان ذلك القرار بمثابة القشّة التي قصمت ظهر البعير من خلال الإضراب عن التدريس، وما كان من الطلاب إلا مغادرة أسوار المدرسة في الساعة العاشرة والحجارة تملأ أيديهم بسبب قهرهم وغضبهم الذي أوصلوه إلى مدير التربية، لابل دخل احد الطلبة على مدير التربية في مكتبة لائما ذلك المسؤول على ذلك القرار التخبّطي، فهانحن قد وصلنا الى مرحلة يدخل بها الطالب ابن الرابعة عشرة من عمره ليوبخ مديرا قد تجاوز الخمسين من عمره، فهذا دليل قطعي على الضعف الإداري الذي بتنا نعاني منه بشكل كبير، ذلك الضعف الذي سببه الشللية والمحسوبية التي يتبعها الكثيرون من المتطفلين في دوائرنا المختلفة، فيسيطرون على الرأس الكبير في الدائرة ليقوموا بفعل مايروق لهم دون حسيب او رقيب، فأين نحن من وقتكم ياهزاع وياوصفي وياعبدالوهاب، يامن تحمل تلك المدرسة إسمك الذي يُشهد له بعزة النفس ونظافة اليد وكل ماهو طيّب جميل، فلقد ضاقت بنا الأرض بما رحبت، فلم نعد نرى من مسؤولينا ومدرائنا إلا الضعيف الذي لايملك أن يكون صاحب قرار بسبب السيطرة عليه من ثلة تعد على أصابع اليد، فيحرّكوه ب(الريموت كونترول) بحيث لايقوى على الحديث في مجلس هم فيه جالسون، فياحسرتاه وياويلتاه على مسؤولين كهؤلاء مؤتمنون على الوطن وأبناء الوطن ومقدّرات الوطن.

كم كانت دهشتي كبيرة ونفسي حزينة عندما رأيت في صبيحة يوم الخميس مجموعة من رجال الامن تقف أمام بوابة مدرسة عبدالوهاب المجالي من أجل حفظ الأمن داخل المدرسة، فمدير التربية لم يقوى على السيطرة على الموضوع، فقام بالاستنجاد برجال الامن من أجل السيطرة على الطلاب والمعلمين، أولئك المعلمون الذين لم ينظر ذلك المدير بطلبهم، فلو قام بالإبقاء على المدير السابق ما حصل كل ذلك الإرهاب التربوي، ولكن كلمة من (يتهزهزون) أمام المسؤول لابد أن يتم العمل بها حتى لو كان ذلك الأمر على حساب مصلحة طلابنا وممتلكات مدارسنا والتي لحقها الضرر أيضا بفعل ذلك القرار العشوائي من قبل ذلك المسؤول اللامبالي،فإلى متى سنبقى نعاني من ذلك التخبط الإداري والذي يلحق الضرر بالوطن وأبناء الوطن ومقدرات الوطن.

فياوزير تربيتنا وياأمينها العام وياجميع مسؤولينا من أصحاب الضمائر الحية، والله أن مدرسة تحمل اسم رجل دولة ووطن قضى حياته في خدمة الوطن وأبناء الوطن لاتستحق أن نراها كامرأة (ثكلى) حزينة ذليلة يضربها ويقسو عليها كل من يمر بها، فتلك المدرسة يجب أن تكون قوية عزيزة، تلك العزة التي لن تأتي إلا بوجود صاحب قرار لايخشى في الحق لومة لائم، صاحب قرار لايعتمد على شلل تسيّره كتلك الشلل التي تندرج تحت مسمى (المتسلّقين والمتطفّلين).

..................

أقسم بأن الكلمات قد جفت بين شفتي في هذه اللحظة بسبب القهر الذي يغلّفه الحزن على مدرسة عشت بين أروقتها أجمل لحظات حياتي فالمعذرة لأنه لم يعد هناك حروف تقوى على الخروج!!.

majalimuathmajali@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد