محفظة مواطن
محفظة المواطن من القصب مصنوعة ، تنتظر الرزق من دعوات بالإجابة مشفوعة ، ضحكات القروش فيها مسموعة والوصفات الطبية في أحضانها موسوعة ، الدنانير فيها من النوم ممنوعة والفواتير فيها ما زالت غير مدفوعة .
قلت لها : لا تحزني يا محفظتي , فرايات الطفر ما زالت مرفوعة . المحفظة فاقت باكرا يوم الراتب , فاليوم لن يبقى مدين عليها عاتب , يوم الحشر كان في البنك أمضيته بين محاسب وكاتب .
جاء الراتب أخيرا بعد أن تصبب العرق غزيرا , فالجمع أمام الصندوق كان غفيرا , لا تسمع فيه للناس إلا شهيقا وزفيرا , وبجانبي سمعت لمريض بالأزمة من أنفاسه صفيرا , وبقربي أرملة سئمت الانتظار وكبّرت تكبيرا ، فما بال الناس لا يحترمون امرأة ولا كبيرا , وتحت السقف كانت صيحات المحاسب زئيرا , وبعد كل هذا العناء ليت الراتب كان وفيرا . كانت الديون لراتبي مثل الجراد فوق المحاصيل ، والدكاكين فئران , تقضم كالبرسيم الغض أوراق الدنانير ، وفي المؤسسة كانت بقايا الراتب تلفظ أنفاسها الأخيرة بين الزيت والرز والسكر , وكمن ينتظر الطوفان , خرجت ويداي تمتلئ بالأكياس , وعدت قاصدا بيتي , وكانت عيون الصغار معلقة بتلك الأكياس .
أمّا الطناجر فقد كانت تزمّجر , فقد أوحشها السكون منذ منتصف الشهر , وقد حانت قيلولة الزيت والزعتر التي أصبحت عهدة ونزيلا دائما في أمعاء الموظفين .
نعم لقد استقبلت الراتب بنشيد طلع البدر علينا , ولكنّ أغنية عبد الحليم لا زالت تثير مخاوف محفظتي عندما يشدو قائلا : ابتدا ابتدا المشوار , وآه يا خوفي من آخر المشوار .
بعد أيام من الراتب كانت قبيلة راتبي قد أبيدت تماما , ولم يبق منها إلا الصغار من فئات العملة ، مددت يدي لجيبي , فارتجفت المحفظة خوفا , وصاح دينار لأخيه قائلا : كم لبثنا ؟ فقال له : يوما أو يومين .
وعندما أخرجت الدينار سألني باكيا : قليّ إلى أين المسير في ظلمة الدرب العسير ؟ فقلت له : لياليك في المحفظة قد طالت , والعمر لو تدري يا ديناري قصير .
وأنشدت له قائلا : محفظتي دائما نظيفه والجيوب مصممة للأوزان الخفيفه عيون الموظف عن الفواكه كفيفة وأمعاؤهم عن اللحم دوما عفيفة واذكروا في الختام قصيدة الشاعر الكبير موظف ابن الشحّاد في سوق البخارية عندما قال : يا معشر اياد أين الآباء والأجداد وأين الوظائف ذوات الرواتب الشداد اصبروا وانتظروا الزيادات القادمة يا فلذات الأكباد إنّ الراتب قد مات وكل ما هو آت آت من فواتير وكمبيالات فلا ديزل في التنك ولا كاز في الصوبّات أين أقلام الرصاص للمدرسة وأين رسوم الجامعات ؟ أين المحاشي وأين لحوم الخراف ذوات الليّات ؟
تحطم طائرة ركاب هندية على متنها أكثر من 130 شخصا .. تفاصيل
شراكة لتعزيز دور المراكز الشبابية في التنمية
ارتفاع الدخل السياحي بنسبة 17.5% في أيار 2025
افتتاح معرض طوابع البريد العربي 2025
إسرائيل تخطر بهدم 30 محلا ومنشأة تجارية جنوب الخليل
إغلاق محيط جسر المحطة بشارع الجيش لتوسعة وتطوير المنطقة
مقاومة عالمية ضد الظلم العالمي
الاحتلال يعلن اختطاف عناصر من حماس من داخل سوريا
صناعة الأردن تصدر دليلا استرشاديا ماليا للقطاع الصناعي
للأردنيين .. تحذيرات هامة من الأمن العام
فيفا يمنح الأردن 10.5 مليون دولار بعد التأهل إلى كأس العالم 2026
التربية تدعو معلمين لحضور الاختبار التنافسي الالكتروني
تنفيذ قرار زيادة الحد الأدنى لأجور المتقاعدين العسكريين
الملك والملكة يصلان إلى الملعب لمؤازرة النشامى
كتلة هوائية حارة قادمة للمملكة من الجزيرة العربية .. تفاصيل
ماذا يشغل الأردنيين على مواقع التواصل اليوم
موعد مباراة الأردن أمام العراق والقنوات الناقلة
زيت الزيتون أم زيت الأفوكادو .. أيهما الأفضل لصحتك
الملكة للملك: كيف لا أستند إلى قلبك ووطن بأكمله يستند إليك
ولي العهد يشكر سلطنة عُمان على كرم الضيافة وروحهم الرياضية
الملكة رانيا تشارك صورة عائلية احتفالاً بالعيد
الفايز يهنئ المنتخب الوطني تأهله لمونديال كأس العالم لكرة القدم