الشيخوقراطيّة

mainThumb

30-11-2008 12:00 AM

إنّ من المثير والمؤسف حقاً في مجتمعنا الأردني وجود من يحلم بالإدارة أو الوزارة لكي يصبح ( شيخاً ) وهذا بالمفهوم الإداري وعلم الإدارة يسمى ( الشيخوقراطيّة ) ومن خلال موقعه يعتبر نفسه أنه الرجل المطاع والّذي لا يرد له أمر ،وحتى من يمارس هذا الدّور - وعلى الأغلب لا أقول الجميع - إذ يقتضي هذا وجود دراسة علميّة تحدد مدى دقّة هذا التقدير ولكن من خلال تجارب شخصيّة وخبرة مررت بها شعرت ولاحظت .

والملاحظة نوع من أنواع البحث العلمي أنّ هناك نسبة عالية جدّاً من الأفراد تقاتل وتستخدم كل الأساليب التي بحوزتها من واسطة وتأثير للوصول لإدارة المؤسسة التي يعمل بها أو حتى لشغل منصب وزاري ، ولكن السؤال الّذي يطرح نفسه هل وصول هذا الشّخص إلى هذا الموقع بالفعل يستطيع أن يشغل هذا المنصب ويقوم بواجبه ويبدع به ؟ !! الجواب إنّ من يحلم بالإدارة ليصبح بمقام شيخ القبيلة أيام كان المجتمع العربي قبائل مستشارها الشّيخ - من حيث العمر الزمني- كان يصلح في ذلك الزّمان ولكن الآن مع تطور المجتمع بمؤسساته المختلفة ودخول عصر العولمة تغيّرت المفاهيم وذلك الزّمان قد ولّى وذهب ، فما المدير الّذي نحلم به للمؤسسات الوطنيّة وما أسس اختيار المدير الحقيقي لا المزيّف ؟ سواء كانت هذه المؤسسة مدرسة أو جامعة أو مستشفى أو مصنع وغيره وما هي مواصفات المدير المطلوب ؟

1- يجب اختيار المدراء على أساس الكفاءة لا على أساس الواسطة والمحسوبيّة لأن في هذا تعطيل لدور المؤسسة وعدم قيامها بواجبها بالشكل المطلوب .

2- يجب على من يصل إلى موقع إداري أن يبدع في إدارته لا أن يكتفي ويقتنع بما يفعله الآخرون بأن يكون مقلّداً لهم .

3-الإدارة تحتاج إلى إداريين مخلصين ومنتمين للوطن والمهنة التي يعمل بها وأصحاب القرار من الإداريين عليهم اختيار الرّجل المناسب في المكان المناسب .

4-يجب أن يكون حافز من يطلب الإدارة العمل والتفاني في قيامه بعمله لا الوجاهة والزعامة وغمط الآخرين والنظر إليهم من الأبراج العالية بل عليه النزول وتلمس مطالب الفئة التي يديرها من منطلق ديموقراطي ويتعامل معهم على أساس الإنجاز في العمل لا على أساس العلاقات الشّخصيّة أو المصالح الّذاتيّة .

5-إنّ نجاح الإدارة في مهمتها وفي أي موقع يتوقف بالدّرجة الأولى على إعطاء النّموذج القدوة في العمل فالمدير المخلص المتفاني في العمل والإنضباط يضرب المثل الأعلى في الأداء لمرؤوسيه .

6-يجب على الإداري في هذا الوطن أن يضع تقوى الله سبحانه في كل أقواله وأفعاله وهذا مبدأ لا يقبل التفاوض والنقاش فمن كان لديه هذا المبدأ والقاعدة لن يتلاعب في مصائر الناس ولا مقدرات الوطن ولا يفسد في مؤسسته .

7-يجب على الإداريين العرب أن لا ينبهروا بالمظاهر الغربية الشكليّة بل عليهم معرفة جوهر التطوير العلمي الّذي حصل في المجتمعات المتقدمة والإفادة منها وتطويعها حسب المجتمع العربي بمراعاة التقاليد العربية والإسلاميّة في إدارتهم للأمور . 8- يجب أن نتذكر موقف الشرع من تولي المناصب وهو أن طالب الإمارة لا يؤمّر والإدارة تتطلب من تتوفّر به مواصفات الرجل المناسب للموقع الإداري .

9-الإدارة المنزليّة ضروريّة في هذا الوقت فإنّ إدارة الأمور في المنزل من قبل الأسرة ّيؤدي للمساهمة في التّغلب على العديد من المشكلات الإجتماعيّة والإقتصاديّة .

10-الإدارة الناجحة تقود إلى تطوير المجتمع وتحدث تغيير حقيقي إيجابي في كافّة المجالات وتوفّر الجهد والمال والوقت.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد