زلزال رقابي

mainThumb

03-01-2010 12:00 AM

إيهاب الدهيسات

في الأيام القليلة الماضية كانت الدولة منطقة منكوبة اعلاميا وشهد الناس زلزالا رقابيا مدمرا اطاح باعمدة الكتاب وزوايا الصحف بل تعدى ذلك ليصيب زجاج السيارات فتفاوتت نسب القياس من موقع لآخر ولكن السوسنة تعاملت معه كما يجب فرصدته عند درجة صفر من مقياس الخوف وبدون أي هزة لأي كان مهما علا شانه .

في الوقت الذي كنا نسير فيه قافلة شريان الحياة لمنكوبي الحرب كان الاردن بحاجة لقافلة اغاثة من نوع آخر فقد دخل الاعلام غرفة العناية المركزة بفعل الكبت المتعمد وكان الناس بحاجة لطوافات نجاة من تجار الكلمة ومهرجي السلطة, كنا بحاجة لكوبونات للتعبير عن الالم ولآلاف الأطنان من أكياس الحرية فقد تواطئنا على الكلمة وقصصنا وشوهنا المقالات لتعيش اطول فترة ممكنة, لقد مارسنا الحرية في بيوت وصالات مغلقة فكانت حرية هابطة سقفها الحذاء فثمة رأي واحد يدور حوله الجميع وبقية الآراء إلى الجحيم فالرأي كما يدعون للجميع ولكن الجميع على رأي واحد !! .

افهم ان خطابا تاريخيا يزلزل الكونغرس الامريكي ويهز العالم لا يمكن ان يلقيه الا سياسي من الطراز الرفيع واعلم أيضا أن أوردقان حين يقف في دافوس ليوبخ بيريز ليس فقط ليلفت نظر العالم الى اطفال قتلوا على الشاطىء وانما ليشعرك أن السياسة لها اهلها, اما حين يحدثني احدهم عن المحسوبية وقد أتت به المحسوبية فهذا يصيبني بالإحباط ولا حول ولا قوة الا بالله .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد