أبناء الكورة من كوكب عطارد ومسؤولي الحكومة من كوكب الزهرة!

mainThumb

19-05-2010 09:11 AM

أخيراً أعلنت الحكومة عن إقرارها لقانون الانتخاب المؤقت للعام 2010، وشكل الإعلان عن عدم شمول لواء الكورة بالزيادة في عدد المقاعد خيبة أمل لكافة أبناء اللواء، لواء الكورة يزيد عدد سكانه عن 120 ألف نسمة ولا يمثلهم في البرلمان سوى نائب واحد، بينما نجد ألوية أخرى سواء في محافظة إربد حيث يتبع اللواء إدارياً أو في المحافظات الأخرى يقل عدد سكان تلك الألوية عن 100 ألف نسمة وممثلة في البرلمان بنائبين أو ثلاثة، ولا حاجة لذكر الأمثلة فهي معروفة لكافة أبناء الوطن، وهذا الواقع في أبسط تفسير له يدل على أن هذا القانون مخالف للدستور الأردني الذي ينص على أن الأردنيين سواسية ولا تمييز بينهم، ويدل هذا الوضع أيضاً على أن لواء الكورة لا يحظى باهتمام الحكومة والمسؤولين، وكأنهم من كوكب الزهرة وسكان هذا اللواء هم من كوكب عطارد، فهم لا وزن أو حضور لهم، ولا أحد يستمع إليهم أو يتفهم معاناتهم أو مطالبهم المشروعة، وهكذا تصبح المسألة ليست فقط تمثيل اللواء بنائب أو اثنين أو ثلاثة بل نسيان الحكومة أن هناك لواء اسمه الكورة يسكنه مواطنين أردنيين مخلصين ومنتمين ولكنهم مهمشين سياسياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً ولا سيما أن اللواء يعاني من الفقر والبطالة ونقص الخدمات وضعف البنية التحتية حيث يخلو من جامعة أو كلية أو مصنع أو شركة أو حتى جسر للمشاة.

إن لواء الكورة يعج بالكفاءات وأصحاب الشهادات والخبرات ومن منطلق إيمانهم بقيم الديمقراطية وعلى رأسها الحوار والمشاركة والسعي نحو التغيير الإيجابي قد قدموا على مدى السنوات الماضية الكثير من العرائض والمخاطبات للمسؤولين وعقدوا اللقاءات والندوات من أجل إنصافهم وتحقيق جزء من مطالبهم المشروعة وعلى رأسها تمثيل عادل في مجلس النواب، ولكن يبدو أن كل هذه الجهود لم تجدي نفعاً، وكأن الحكومات المتعاقبة لا تستجيب إلا لأصحاب الأجندات الخاصة وبعض مراكز النفوذ حيث تفصل القوانين والوظائف والامتيازات على مقاسهم، وبصراحة نقول أن الخطاب الإصلاحي للحكومة والتصريحات الإعلامية لم تنسجم مع الممارسات الفعلية على أرض الواقع، وهذه سياسة قصيرة النظر، والأبعد من ذلك أن هذا دليل واضح على أن هذه الحكومة فقدت مصداقيتها في كثير من المواقف والقضايا بدءاً بمكافحة الفساد مروراً بقانون الانتخاب الحالي وانتهاءً بإجراء انتخابات نزيهة شفافة.

نعم يا صديقي سابقاً معالي وزير التنمية السياسية: عام 2010 هو عام الإصلاح السياسي ولكن يبدو أن قطار الإصلاح لم يمر عبر لواء الكورة ذو الطبيعة الجبلية الوعرة مثلما لم يمر عبر اللواء في السنوات الماضية، ومن هنا فإننا ومن منطلق إيماننا العميق بالديمقراطية والحق في الاختلاف وحرية التعبير دون خوف أو تردد نعبر عن استياءنا من القانون وإدانتنا لكل المسؤولين الذين مارسوا علينا الخداع والتضليل ونستنكر بشدة موقف أبناء لواء الكورة أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة من نواب وأعيان ووزراء ومسؤولين سابقين الذين صمتوا في الماضي والحاضر وكأن الأمر لا يعنيهم من قريب أو بعيد.

وختاماً نؤكد أن إنصاف أبناء لواء الكورة يعني استعادة جزء من المصداقية التي قوضها هذا القانون، وهذا ما نأمله من الحكومة والمسؤولين، وللحديث بقية.

د. محمد تركي بني سلامه





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد