هكذا سحب ابو مازن ولاء الاردن نحو غزة .. !

mainThumb

07-06-2010 07:10 AM

-1- وجه أبو مازن شكرا باهتا للاردن على استضافته الناجين من قافلة الحرية ، لم يلق آذانا مرحبة او صاغية هنا في الاردن ، والكل يستهجن دور ابو مازن في الشكر لقافلة تشق حصارا تدعمه سلطته ، لم تكن سطحية هذا الشكر بأكثر شأنا من زيارة الرجل الذي ارادت له امريكا ان يكون ثانيا في السلطة الفلسطينة ، زيارة محمد دحلان الاخيرة الى عَمان لحشد ذات التأيد الذي سعى له ابو مازن قبل نحو عشرة سنوات ، وهو يحاول سحب السلطة من قبضة ياسر عرفات ، حيث دفع الأخير حياته ثمنا لهذه اللعبة القذرة التي سجل احداثها قبل عام واحد فاروق القدومي..!



 -2- لولا الاعتبارات الدولية الصعبة ، لوجد الاردن الرسمي كما هو حال الشعبي ، ولائه المطلق بدل سلطة رام الله الى سلطة غزة ، هذا من الصعب ان يحدث علنا ، لكن الواضح من سلسلة احداث جسام ، يقف الاردن اليوم على مسافة اقرب الى سلطة غزة منه الى سلطة حماس ، سلسلة مواقف متذبذبة اكثرها متعلق بموقف السلطة السلبي من قضية الوطن البديل والموقف الشخصي منها للرئيس ابو مازن جعلت الاردن ينحاز بما لا يؤثر على موقفه الدولي تجاه سلطة غزة ، وهذا ما يلاحظ من مواقف كثيرة منها سحب فتيل الصراع الاردني-الحمساوي منذ نحو عامين ، وموقف الاردن وموقف جلالة الملك عبدالله الثاني شخصيا ، الذي تصدى، للهجوم العسكري على غزة قبل نحو عام واحد ،وموقف الاردن من الارساليات الطبية الانسانية الى غزة ، ولغة التلفزيون الرسمي في تعاطيه مع حصار غزة ، واخيرا وليس اخرا موقف الاردن من الهجوم على قافلة الحرية ، التي اعتقد ابو مازن ان الاردن يستحق الشكر عليه ، غير انه موقف مبدئي مرتبط بالمواقف (الهلامية!) للسلطة الفسطينية ورئيسها من الوطن البديل..!



-3- لا اعرف ان كان من اللائق التذكير اليوم بزيارة بورقيبة ذات مرة لاراضي الضفة الغربية قبل حرب 67 ، والتي ادت الى تشيع جثمانه بالتوابيت الرسمية العربية ، لانه رائ ان هذه قصور ليست للذين يتجندون للحرب ، وهو ما يراه الاردن اليوم ويراه اكثر العرب ، من موقف نخبة اعضاء السلطة الفلسطينية في البحث عن بدائل دائمة خارج اراضي السلطة ، وهذه استراتيجيات الذي لا يريد ان يقيم دولة ، وقد عاش الراحل ياسر عرفات متنقلا بين الكويت والقاهرة وعمان وبيروت وتونس ، دون ان يسعى للحصول على اي جنسية دائمة غير ما كان يؤهله للتنقل بين عواصم العالم يشرح عدالة قضيته ، هذا حال لم يعد موجودا ، والسلطة اليوم مشغولة بالبحث عن بدائل (وطنية ) لإفرادها أكثر مما تبحث عن وطن (موجود!) لشعبها..!



 -4- لقد ذهب الاردن من حيث لم يرد الى ان يجد نفسه اقرب الى سلطة غزة ، التي تتولاها حماس ، ومعروف عن العقيدة السياسية والدينية لحماس الرافضة بالمطلق لمشروع الوطن البديل ، وقد خرج قادة حماس من الاردن ذات يوم دون ان يتم تأليب الراي العربي على الاردن ، مؤمنين بان مكان الصراع ليس على ارض الاردن ، وهي ليست اكثر من ارض للحشد والرباط لتحرير فلسطين ، ولعل ذلك لن يكون قريبا ، لكنها العقيدة الواضحة التي افتقدتها سلطة رام الله ، ولم تعد اغنية الاردنيين الرحيل " ع رام الله!" ، هي ذات الاغنية لكن الى " غزة " هذه المرة مرغمين ومؤمنين..! 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد