للغربه قصاص

mainThumb

06-07-2010 07:29 AM

آمال و احلام و طموحات لشبابنااكبر من واقعهم الذي يعيشون ومستقبلهم الذي يحلمون ولكن وصدمة الواقع يواجهون بعد التخرج من قلة فرص العمل او قلة العائد المادى...فى المقابل نجد صورة النجاح الاقتصادى و الاجتماعى والتعليمي الذى يعكسه صوربعض من سنحت لهم ولأبنائهم فرصة الهجرة...و الذى يظهر فى عودة المغتربين فى إجازاتهم , ويعتبرهذا المحفز الأساسى للشاب ليسلك طريق الإغتراب.



 ان الإغتراب خيار مر عرف من أول يوم نزل سيدنا آدم(عليه السلام)الي الأرض هو وزوجته حواء وتفرقا فيها وأغتربا, والاغتراب حالة توهان شديده بين الحلم و الحقيقة, و هو محاولة لوصف علاقة الفرد بالمجتمع الذي سيعيش فيه والعمل واستحقاقاته. فلذلك أجد الشباب في أردننا الحبيب يقفون الآن أمام خيارات أربعه:


1. الهجره (الخيار المر): انسحاب االشباب والهجره إلى مجتمعات أخرى،و محاولة اقامة علاقات جديدة لحياتهم.

 2. الاستسلام للواقع: و قد يتوصل الشاب إلى نتيجة بأن يكبت كل تحفظاته على هذا الواقع الذي يعيشه ويضظر للتعامل مع هذا الواقع بمؤسساته مهما كانت النتيجة، وفي هذه الحالة يعني أنه قرار التحضير للمجتمع والانسجام مع هذا الواقع قدر الإمكان لأنه أحياناً حتى الهرب أو الانسحاب غير ممكن لعدم توفر الفرصه المناسبه, ففي هذه الحاله يلجأ الانسان الى الخضوع نهائيا والتخلي عن طموحاته.


 3. التمرد السلمي :التمرد على مؤسسات الدوله، وعلى المجتمع، وعلى العمل والقيام بتجمعات ومظاهرات فرديه أو جماعيه ,وهذا أحيانا كثيره لا يؤدي إلى نتيجه ايجابيه بل عكسيه على من شجع وشارك.


 4. التحزب :وهوأفضل أنواع العمل لتغيير الواقع وأكثرها صحيه هو الانضمام إلى حركة اجتماعية أو سياسية،معروفه بأجندتها الوطنيه و يعمل من خلالها للنهوض بالوطن على جميع المستويات ، وبذلك يصبح الشباب قادرين على انشاء علاقات صحية مع المجتمع والدولة. عندما يأتي اصدقائي في وطني الحبيب لوداعي , التمس فيهم جميعا الرغبة للهجرة وحين التقي المغتربين في الخليج التمس فيهم الرغبه في السفر الى أمريكا وكندا وفرنسا وغيرها من الدول التي يعادل جواز السفرفيها أكبر شهادة دكتوراه في وطننا العربي.!



وانا اتساءل الان للذين سوف يسجلون مرورهم خارج الوطن العربي, هل بلادنا العربيه بلاد طارده تدفع ابنائها للهجره؟؟؟؟حيث تأكد لي بما لا يدعو مجالا للشك ان معظم شباب الوطن ان لم يكن جميعهم لو وجدوا فرصة للهجرة لهاجروا,ولكن ما هي الاسباب الرئيسية للهجرة ؟؟. ان الدافع الرئيسي للهجره هو العامل الاقتصادي والأحباط القسري وان اختلف من شخص لاخر حسب نظرته للواقع الذي يعيش وما يحمله من مؤهلات علميه وخبرات عمليه وطموح شخصي وحظ في العمل, فبعض الشباب يريد ان يحسن وضعه المادي واخر يريد ان يبني بيتا والبعض يرغب في شراء ( سياره ) فقط بينما اخرين يبيعوا حافلاتهم لكي يغتربوا والقسم الآخر للحصول على جواز سفر أجنبي يجد فيه فرصته في العمل أضعاف وعائد مادي أضعاف أضعاف,!



 لذلك اعتقد ان العوامل الاقتصادية والنفسيه هي المسيطر الاول والثاني علي هجرة شباب العرب للداخل و للخارج وان كانت هنواك عوامل و دوافع أخرىللهجره ( سياسية - دينية - تعليمية ) وخصوصا ان عددا كبيرا من شبابنا لا يزالون ينتظرون فرصة الحصول علي عقد عمل خارج حدود وطنهم, ونجد كذلك بعض الشباب الذين تعلموا خارج الأردن عادوا ولكن بجنسيه مزدوجه أردنيه وأجنبيه والقسم منهم هاجر من جديد . يقولون عندما يختم لك تأشيرة الدخول على صفحة الغربة في جواز سفرك.. تشعر لوهلة إنك بدأت الخطوة الأولى في عالم الأحلام, ترتسم ابتسامة المنتصر على الإخفاقات المتكررة في قسوة الزمن عليك ,, تستلم حقيبة مملوءه بأفراحك , أحزانك ,,شقاءك وإخفاقاتك , هوامش حياتك, ستحتاج لها في غربتك .تأخذ كلمات وداع الأحبة , فرحتهم بك , حزنهم عليك.



تجمع دموع والدتك في لحظة الفراق , ابتسامة والدك المكابرة بالفرحة المخبأة بحسرة الوداع ,و قبلات الأهل على جبينك تتمنى أن لا تمسحها وتغادر. مع وصولك الى بلاد الغربه تفتح حقيبة سفرك وتتمعن ما فيها من صوروذكريات وريحة الأهل والوطن! لتكتشف ماذا فعلت بنفسك , أي عمل هذا أتيت به؟ إنها تشارك الغربة في تعذيبك, تقفل عليها مسرعا , وترميها جانبا ,لكنها تتسلل اليك في أي لحظة , تعانقك وتداعبك, كل ذكرياتك كبرت في هذه الحقيبة لتحن إليها وتملأها مع مجيئك بالأمل وهدايا للأهل والأحبه وتتغذى بما فيها من ذكرى لحين عودتك , معرفة جديدة وشعب مغاير ومستقبل مجهول ,تركت الذكريات وأقنعت نفسك بالمسلمات وأملك بالله بان الغد ربما قد يكون أفضل ..الغربة ليست محطة _ إنها انطلاقه حتى الوصول الأخير , وللغربه قصاص تنقص منك مثل ما تأخذ منها, لأنها في عطائها تعيدك إلى حرمانك الأول . 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد