عندما ابتلعت بغداد الرصاص

mainThumb

23-07-2010 06:04 AM

قبل ايام ابتلع ابني فرات طلقة مسدس ، فاسرعت باتجاه الكارثه ، فلم اعرف بانها مذخره ام فارغة ، وبحوار مع فرات مر كدهر من منزلي لعيادة  الطبيب كنت احاول عبثاً ان انتزع منه اجابه عن طلقة المسدس ، مذخره ، فارغه ، ما عيارها ، كيف وضعها ، كم عدد المرات السابقة التي ابتلع بها الرصاص ،  فرات فضل الصمت ولم يجبني .

 

فعادت بي الذاكره لسبب تسميته بفرات ، حتى اجدني امام التلفاز اشاهد القصف على بغداد عام 2003  ، فيرتعش جسدي  حنيناً والم لأم الرشيد  التي ابتلعت الرصاص منذ ابتلع الملايين السنتهم وكرامتهم ، وغابت بنورها وباتوا دون صوت ، وبلا ضمير .....ودون..... ودون   .......!!!

 

فاين نحن من بغدادي ،

 

انا الان انتظر كما جموع العرب ، خروج الرصاصه دون فعل اي شيئ ، تراني اوهج سيجارتي الثكلى ، واهز مقعدي الجلدي الكبير، واحتسي فنجان قهوتي الصباحي ، وانتظر الخبر من فرات ليبشرني بخروج الرصاصه .

اجيبوني ياعرب أاوصف لكم كما وصف الطبيب لفرات ، بالمزيد من الاعشاب والمسهلات ، علها تخرج رصاصاتكم من بغداد الرشيد ، ام اعتدتم  طعم المسكنات كما طعم نظراتكم لدماء القتلى والجرحى  .

آه  فرات كم تشبه أم الرشيد التي تعشق الانتصار ، وتكره الاصنام ، ولاتطيق نظرة الشفقه من الاشقاء ، وانت كما هي لا تستسيغ طعم المسهلات .

 فعذراً على سؤالي كأب وشقيق فلن ادخل بالاسباب التي أدت لابتلاع الرصاص،  فمن نظرتك الي قرأت حاجتك بان اتألم معك حتى امضغ الرصاصه قبل ان تلوث جوفك ، وتذهب نور ام الرشيد.

 

فرات ،، يجري عربياً ابياً كما ظلي وصوته لي صدى ، اناجي في عروقه الاسرار فيناجيني الوفاء ، أرمش كي اغمض عيني للحظة اجده في احداقي ، وبلحظات السكون اجد فرات ودجله والفلوجه صراخي ، اجتث الآهات من صدري وأبتلعها، فتجرح انفاسي وما تبرح الآه ان تخرج من شفتي حتى يسمعها فرات فيبتلعها كرة اخرى ، رسمنا معاً آمال ومعاهدات وتبادل معلومات وامداد بالمحروقات علت وتعالت وتناسينا كل..... ما.... ومن حولنا مهما طالت وبعدت مسافاتنا...... فالعروبة ابجديتي وشقيقتي والطريق والوقوف والمسير  .

ياليتنا نعود صغاراً مهما كبرنا فتحملنا ارجوحتنا الخشبية ، حيث تحاكينا ونسجنا قصصاً لوطن عربي موحد من خيال ......حتى صدقناها .

 هناك يلمع شعاعه من بعيد .......يحملني حيث اجدني بروح عربية اخرى لجسد عربي آخر ، اجدني صوتا لشفاه غير شفاهي ،اجدني يداً تبطش بمن يعبث بظلي او يحاول ان يغطي حدود الشمس عن ساحات وطني .

 تستهويني عبارات اتحاد عروبتي ، فأنثني ورداً في زوايا همسها الدافئ ، اقلب نفسي اجدها تتشكل معجونه فأصغر اصابع عروبتي  يجعل من حياتي عالم من التناغم .

 

اتحاد عروبتي لتحرير نهر الفرات هو كشمس الصباح، كوحشة الرياح، كدفء الجمر ، كلون السماء ، كهمس البشر، هو صديقي، وشقيقي، ونطيقي ..........هو العراق ...كفرحة العمر .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد