جولة انتخابية .. ومرشح سقط سهواً

mainThumb

26-07-2010 07:00 AM

 كنت اقف ، استظل يافطه في الانتخابات السابقة ، فطلب مني مرشحنا ان ارافقه بجولة انتخابية ، فرغم ترددي وتوهاني وافقته ، وحين دلفنا بيت الناخب امطرني ومرشحي وعامل وافد بزخات القبل ثم استدار وقبل عامود الكهرباء وابنائه بلحظة الاستقبال  ....فتوقف وقبل هاتفه الخلوي  ثم قال تفضل !!.

 

كنت ارتجف وانتظر فنجان قهوة فلم نحضى به ، ليبدأ  صاحب الصوت بوضع جملة مطالب تعجز عنها اعتى الدول .....حتى تحدث لنا عن همومه بمصروف الهاتف النقال   ....ففي بيته يوجد 9 تسعة هواتف وثلاثة ابناء !!!!! ....فطلب من مرشحي بان يتكفل بتخفيض تعرفة المكالمات الخلوية  ، فقلت بنفسي ايعقل بانه لم يتبقى من هموم الوطن سوى ارتفاع كلفة المكالمات الخلوية ؟؟؟؟؟  .

 

واثناء خطاب صاحب الصوت علي ومرشحي ، اخذت اقلب اوراقي القديمه ، بعبث طفولي ، فاخذ يستهويني البحث عن اي شيئ ولن ابحث عن شيئ ، حتى اجد صدفة بان كل اوراقي سقطت سهواً  كما صاحب الصوت  ، فانتابني شعور الضيق والازمة في صدري ، لم تعد كل المميعات تكفي لفك ازمتي حين تفتيشي لأوراقي ، فكلما قررت عدم البحث بها اسمع صوت الناخب من جديد لأجدها تبحث عني ، كما هموم الوطن  .


حتى ودعنا ورفع يديه عالياً متوجها القبله ودعى بدعاء مستفيض لمرشحي وللوطن ، مسكين مرشحي كما الموطن فهما على موعد مع ناخب الغربة بكل جوله انتخابيه ، وعاد وقبلني ومرشحي وعتق عامود الكهرباء من القبل ، مثلما ترك موطني دون امل  .


ايعقل بان ثقتنا سقطت بمجلس نوابنا سهواً منا ورغماً عنا ، ام سقطت بفعل تصرفاتنا  وبفعل متعمد ولذيذ منا ، فلماذا اذاً يهان المرشح ، .... ....ماذا لو كان احد القراء ينوي  خوض الانتخابات النيابيه ، وتصرفنا معه بتلك التصرفات ، وتلك الضغوط ، والارهاصات ، في الحملة الانتخابيه ، فكيف سيخدم ابناء البلد ، الن يقف مهزوماً  ليتردد الف مره قبل التفكير بخوض الانتخابات  .

 

ماهي نهاية تلك السلوكيات التي نتصرف كل يوم على المرشح  ، لما نتعمد احراجه ،  ابتزازه ، اهانته بتصرفاتنا ،  تلك التصرفات  تجتث من انفاس المرشح الشهيق والزفير ، وتترك فيه مأساة كل لحظة ، فكيف نريد منه مستقبلاً بان يكون نائباً لكل البلد بعد ما هزمه ناخبيه .

 

 نحن المستهلكون  .....!! آخر لقب يليق بما كان يسمى الناخبين  مستهلكون للطعام ، للعظام ، لليافطات ، للجثث ، للأفكار،  للمرشحين ، مستهلكين لكل شيئ حتى للوطن ومرشحيه وشبابه ،  و للكلام والعتاب والتنظير مستهلكين ....حتى ونحن نتقبل من المرشح العطايا نستهلك الخطايا .



كم نحن صغارا ايها الناخبين  ، فمنا من يستيقظ فقط في فترة الانتخاب  ، ليجد نفسه برماية المرشح ، ومنا من سمع بالرماية ، ومنا من يلعب من بعيد ، ومنا من هو فنان مبدع ، ليس بشيئ الا بجلد المرشح  بشخصه ، لا لقناعه  او لموضوعية ، او لمصلحة البلد ، او لاي هدف عام ، بل لإجل جلد المرشح واخضاعه ، وهزمه .

 

هذا ما ارادته زمره من الناخبين  !!!   فمازلنا نرقص على اوجاع مرشحينا في وقت الانتخاب ، الامر الذي انعكس على الوطن كما المواطن ، ليسقط بعض نوابـنـــــــا سهواً بفعل ايدينا ، ساحبين معهم مجلسنا الموقر.



   فكلما دسنا على رمل ناعم يغرس في اقدامنا  بقايا زجاج الوطنيه التي تكسرت على ادراج اشياء اسميناها جولة انتخابيه ، مطالب شخصيه ، وعود توظيف ، ونقل ، وترفيع  ...حتى وصلنا آخر الدرج  وزحفنا تحت مجلس نواب سقط سهواً ، و وصلنا نهايته السفلى لنخسر كل شيئ ، حتى ما تبقى من احداقنا التي ننوي فيها الرجوع ...فلا رجوع ولا تراجع عن السقوط  ، ..هذه الحال التي باتت عليها قلة من  الناخبين ، لتصنع بافعالها مرشحين مهزومين من داخل انفسهم مأزومين ومنبوذين بدوائرهم  .

 

 هل نحن فئة ارتأت بأن تخطط فقط لذبح الناطور  واذا لم يستسلم يجب عليه بان يضحي  بوقته لننعم بأعلى درجات الرفاهية وهي ، ماء دائم ، غذاء دائم ، سكون دائم ، تنظير دائم ، جلد ذات دائم  ، وسقوط تام .


اذا اردنا مجلس نواب قوي مؤتمن ودائم يمارس دوره الرقابي ، يحتوي فرسان تغيير ، فلنحاكي هموم ومصالح الوطن اولاً  ، فلا نجلد النائب بشخصه بل نحكم عليه من خلال سلوكه وتصرفاته التي قام بها اثناء فترة نيابته .


فبلدي تستحق العطايا قبل ان نبلغ المنايا ،  فنحن ناخبين لا نعشق السجود والاغلال ، ونكره سوء الاختيار، ونجل كل من يقدم نفسه قرباناً كمرشح لخدمة الوطن اذا ما اردناه حارساً وجندياً كرس ونذر نفسه لأجل الوطن .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد