هل نحن بحاجة اليهم؟؟ ..

هل نحن بحاجة اليهم؟؟  ..

25-07-2010 07:04 AM

سؤال الى من يهمه الأمر .. مجلس النواب سلطة تشريعية بالدرجة الأولى , من أهم واجباتها مراقبة أداء السلطة التنفيذية , وعبر زمن طويل لم أعش أغلبه لم أسمع عن خطوات جريئة , أو تغييرات ملحوظة رجع الفضل فيها إلى همة نواب مجلس الأمة واجتهاداتهم .

 

 الناظر بتمعن إلى الحال ربما يستطيع أن يصدر حكما على المجلس السادس عشر , قياسا واستنادا إلى ما رأينا في خمسة عشر مجلسا سبقت هذا المجلس , أرجو الله أن لا يكون في هذا القياس ما يعتبر ظلما لغالبية لا نعرف عن نيتها , إلا أن مجموعة منهم هي أسماء تتكرر , ووجوه نعرف خبايا نواياها جيدا .


ننعم بقيادة حكيمة هي الأقرب من بين قيادات العرب إلى الديمقراطية الغربية , لأن الظروف قد شاءت نشأةً وترعرعا لهذه القيادة في الدول الغربية , فحضر إلينا الملك عبد الله الثاني أطال الله في عمره وفي جيبه الكثير محاولا قدر المستطاع إعطائنا المزيد من الحرية وخلع بعض الأشواك عن بعض النباتات التي نعتني بها جيدا علها تصبح مفيدة ومثمرة .

 

 من هذه النباتات الشائكة التي أقصدها هنا , العشائرية , الحزبية , العنصرية , ناهيك عن جشع يملأ قلوب البعض , ورغبة بالسيطرة والوصولية على حساب أذهان وعقول الأردنيين البسطاء عند البعض الآخر .

 

 نناقض أنفسنا كثيرا عندما نبحث عن مجلس نواب قادر على التغيير ونرى كثيرا عبارة مرشح الإجماع , إجماع العشيرة , إذا ستغلب الكثرة الشجاعة , ويبقى للعشيرة الأكثر عددا حقا في الوصول إلى هذا المجلس وغيره من المناصب متجاوزين رغما عن أنوفنا كفاءة الأشخاص الذين نحملهم بأيدينا إلى قبة البرلمان , خصوصا في ظل غياب قانون يحتم كفاءة الشخص الذي ينوي ترشيح نفسه للانتخابات البرلمانية متخفين وراء ستار الديمقراطية التي وللأسف لا يعرف معناها الكثيرون ممن ينادون بها , فنحمل بأيدينا أشخاصا أخذوا على عاتقهم جدية التغير , وما أن يصلوا إلى المكان المنشود حتى يتحول أكثرهم لا بل أغلبهم إلى مقتد بمقولة قالت , يا قوم لا تتكلموا , إن الكلام محرم , ناموا ولا تستيقظوا ما فاز إلا النوم , .

 

 أما عندما نتحدث عن الحزبية في الأردن فنحن أقرب إلى الحديث عن مسلسل كوميدي ساخر , وحال المستمع الواعي أقرب إلى الضحك منه إلى إبداء الرأي , ففي ساحة صغيرة كالساحة الأردنية تتزاحم الأحزاب المختلفة بأسمائها وأهدافها التي تنشر على الأوراق , تشترك في أهداف مؤسسيها والداعين إليها , سواء أكانوا وزراء أو رؤساء وزراء سابقين أو غيرهم يتقنون جيدا لعبة " الطخ " على بعضهم البعض , ويبقى الأردن ورفعته حجة لهم , وما خفي أعظم .


 نعجب من مجتمع كالأردني يسعى فيه جلالة الملك أطال الله في عمره إلى أن يقتصر على حزبين رئيسين , الأول موال للحكومة والآخر معارض لها تجسيدا لمفهوم الديمقراطية الحقيقية , إلا أننا بجهلنا وعزوفنا عن المنطق نصر على بقائها خمسة وثلاثين حزبا لا يتجاوز عدد المنتسبين إلى بعضها عن عدد أحفاد جدي , فنجبر لحظتها على الصمت منطلقين من مقولة قالت بأن بقائها في القلب لتجرح خيرا من خروجها لتفضح , وكان الله بالسر عليما !!!

 

ووسط كل هذه الهموم والمشاكل تبرز العنصرية بقرونها الملتوية لتنطح عقول الغالبية العظمى , ولا تخجل مطلقا أن تبدأ من دور العلم كمعاهد ومدارس وكليات وجامعات , فعند الحديث عن الأصل والفصل تغيب سريعا كل القيم والمبادئ حتى أن صاحب الثوب القصير واللحية الطويلة – بعضهم - ينسى قول الرسول الكريم أنه ليس منا من دعا إلى عصبية , ويبقى الزمن صامدا يكافح ليثبت لنا في كل يوم أننا قوم على درجة من الجهل ليست بالقليلة , وليس لجهلنا طب يداويه , فحسب القائل إذ قال " لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها " .

 

 وليس تشاؤما مني عندما أقول بأننا عندما نتحدث عن حل لهذه المشكلة فإننا أشبه بالمجانين , فالعشائرية والمنسف ورغيف الخبز همومنا التي نكافح من أجل بقائها , ويبدو أننا أصبحنا قوم لا نستطيع السير مخيرين , فتظهر حاجات ملحة للقانون منظما لكل أحوالنا , فهل على الحكومة إجبارنا على اختيار شخص من خارج العشيرة!! , أم على الحكومة أيضا وضع الصفات التي تسمح للمرشحين بترشيح أنفسهم للانتخابات النيابية مثلا , أم عليها أن تضع القانون الذي يمنع من فشل في أدائه النيابي في مجالس سابقة أن يرشح نفسه للانتخابات مرة أخرى , أم كان الأولى أن نعيش في ظل الديمقراطية التي تأتينا على طبق من ذهب وأن نكون على درجة من الوعي تقودنا إلى اختيار صاحب الشهادة والكفاءة لا صاحب الوجاهة والمال , والعجب العجاب من بعضهم يأتون بلسان قد دهن عسلا ويتكلمون عن خطط ومستقبل , ولا أدري أين كان هذا المستقبل عندما كانوا على مقاعدهم في مجلس النواب وتحت قبته , فما وجدت في بعضهم إلا كمستظل تحت ظل هذه القبة , متى رفعوا أيديهم رفعها , لا يدري ما يدور حوله , وليس لديه القدرة على تفسير جملة أو تعليل موقف فكان من العار بمكان أن نستمر في مشاهدة سخرياتهم إن صح التعبير.

 

فعجب من حالنا الذي يستاء يوما بعد يوم , ولن أكون متفائلا لأقول بسهولة علاجه وتصويب أوضاعه , إلا أن المختصر المفيد ما يأتي على لسان جدتي كثيرا " اللي بالقدر بتطلعه المغار يف " , ومن يعرف المثل سيقرؤه بطريقة سليمة توصل إلى المعنى الذي قصدت .


 أتساءل كثيرا , متى سنكون عند حسن الظن ؟ ,جلالة الملك يسبق الحكومة , والحكومة تسبق مجلس النواب , ومجلس النواب يسبق الشعب , في تركيبة هي الأغرب على الإطلاق , فشعب نائم يفرز مجلس غافل , يناقش حكومة لا مبالية , وتبقى المسؤولية كل المسؤولية على أكتاف القائد حماه الله , فكم تمنينا أن نسمع عن وزير أو نائب قد زار أسرة فقيرة ومسح دمعة اليتيم , وشد عضد الفقير , ولكننا رأينا عجبا من جلالة الملك الشاب الذي يطرق بيوت الفقراء ويسألهم , ويسمع منهم بعفوية ونية صادقة للتغيير متجنبا بذلك طبقة إن صح وصفها فهي الطبقة العازلة ما بين القيادة والشعب بدلا من يكونوا صوت من لا صوت له , ولكن ما باليد حيلة , فمجلس النواب هو إفرازات الشعب الجاهل -بعضهم- , والوزراء تم تغييرهم مرارا فما وجدنا من فائدة تجنى سوى زيادة نفقات تقاعد السابق منهم وأننا بحاجة كل مرة أن ننتظر نتائج التغيير الذي ربما قد يكون إلى الأسوأ , فتصدر الحاجة أحيانا إلى القبول بالمر حتى لا نعاني من الأكثر مرارة .

 

وإن كنت لا ألقي لوما على أحد غيرنا, فالقائل قال وقد صدق , نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا , والله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم , إلا أنني مواسيا لنفسي ولغيري فإنني سأقول : زمن فاسد , من يعرف الحقيقة يعرف أن فسادنا فكريا , وفساد عقولنا ومعتقداتنا هي المسبب لفساد الزمن إن صح التعبير , ولكن من لا يعرف الحقيقة يجلس منتظرا الفرج معتقدا أن الصلاح والإصلاح مهمة الزمن الصعبة . الهم الوطني غائب عن أذهانهم , نحن بحاجة ماسة إلى من يفتح بعض الملفات السياسية والاقتصادية أكثر من حاجتنا إلى رغيف الخبز , نحن بحاجة إلى من يحاسب الوزير المقصر أكثر من حاجتنا إلى من يرجو الوزير لتلبية مطالب شخصية أحيانا وفردية أحيانا أخرى , نحن بحاجة ماسة إلى شخص يعي جيدا أن أول من سيقف بجانبه إذا كان على صواب هو جلالة الملك أطال الله في عمره , وأنه لا فرق بعد ذلك بين رئيس ولا مرؤوس إلا بحب الوطن والانتماء له , فيا من ستكونون نوابا في مجلس النواب السادس عشر , إن كنتم ستأنون الينا بالصورة التي رأيناها من غيركم سابقا , فاسمحوا لي أن أهمس في آذانكم " نحن ,, لسنا ,, بحاجة ,, إليكم " .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد