شحدة مؤسسية

mainThumb

15-08-2010 09:00 AM



في كل رمضان يتهافت المتباكون على الفقراء والمحتاجين، ليكونوا هم المتوكلون في جمع الصدقات وتوزيعها على الفقراء، وهذا الأمر يجعلهم يستخدمون وسائل الإعلام لحث الناس على التبرع بالأموال لكي يتسنى لهم القيام بهذا الواجب العظيم الذي تخلى عنه المجتمع، وبقي هذا البصيص من أمل رعاية هذه الفئة المحتاجة في أيدي هذه المؤسسات التي لا يستطيع أحد أن يسألهم عن واردات أو نفقات لا أشخاص ولا حتى حكومة.



هل الصدقة تحتاج لمن ينوب عنا بها، وخاصة أن المتصدق بهذه الطريقة يجهل الطريق التي ستسلكها صدقته، وحتى لو كان حسن النية فإنه لا يعذر في عدم تحري لمن يعطي صدقته، حتى لا يثري أصحاب النفوس الرديئة على حساب الغافلين والفقراء العفيفين الذين يعتاش ويبطر على حسابهم الكثير ممن امتهن هذه المهنة وهي أخذ الأموال من الناس على أساس توزيعها، ويوزع أقل من ربعها ويستأثر بالباقي لنفسه!! وهم للأسف كثير إلا من رحم ربي وخاصة في رمضان.



أما من يحاول أن يوصل إلى الناس أنه يقوم بجمع زكاة المال وتوزيعها على مصارفها، وهذا أمر خطير، إذ الزكاة كالصلاة عبادة ويجب أن تؤدى كما أرادها الله ورسوله، والزكاة متعلقة بالدولة فهي التي تجمعها فرضا على أصحاب الأموال، ثم تحصي الفقراء وتوزعها عليهم دون أن يتفضل أحد عليهم " ويحملهم جميلة" فالفضل لله، ولا يجوز لأي كان أن يؤسس مؤسسات لاستغلال غياب دور الدولة ويقوم بجمع هذه الأموال لتكون له مصدر ثراء دون عطف على الفقراء.



وقد يكون أصحاب الأموال يفضلون هذه الجهات من أجل التخلص من بعض الضرائب، فلو قام صاحب المال بتحري الفقراء والمحتاجين وأعطاهم من نفسه هو دون النظر إلى الحصول على وصل، لكان أفضل له وأحسن لأنه عرف لمن أعطى وقد يرى الفرح على وجه المحتاج ليشكر الله على أن فضله وجعله المعطي لا الآخذ.



وأمر أخير يغفل عنه الناس جميعا، وهو أن هذه المؤسسات تقدّر حاجة الناس بالحاجة إلى الطعام، مع أن الحاجة إلى الطعام أقل الحاجات هذه الأيام، ومصارف الزكاة لم تقتصر على الفقراء، بل هي للفقراء والمساكين والغارمين وفي سبيل وابن السبيل....الخ وعلى ذلك فحاجات الناس غير الطعام الذي تكدسونه عندهم ولا يعرفون أين يذهبون به، فكم من محتاج، ومديون وعائل يدرس أبناءه بالجامعات التي أنهكتهم بارتفاع رسومها، أين منهم هذه المؤسسات؟، التي تخصصت بالطعام ومنعت باقي مصارف الزكاة الأخرى واعتبارها بطرا! لتتكدس الأموال عند الأشخاص الذين جمعوا واعتدوا على الدين قبل أن يعتدوا على حقوق الناس والمجتمع.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد