القوت اليومي و " القرش الأبيض "
وما كان يشغل الناس حينها هو أبعد من ذلك بكثير ، فكان الهم الوطني والاستقرار الأمني ، ومستقبل آمن للأجيال القادمة يخلو من كل التوترات السياسية والاجتماعية يأخذ الشق الأكبر من فكرهم ، فالحاضر كان آمناً لا خوف عليه ، أما المستقبل هو ما كان ولا زال يحتاج إلى تضحيات جسام من أجل أن ينعموا هم وأجيالهم القادمة بمتعة الأمن والاستقرار السياسي والاجتماعي ..!! أذكر ونحن في ريعان الشباب ، كثيراً ما كان يتردد في آذاننا من الأباء والأجداد مقولة " خبي القرش الأبيض لليوم الأسود " ، كنا قليلاً ما نفهم معنى هذه المقولة .. بل كان غرور الشباب دائماً يأخذنا نحو مقولة " اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب " ..
إلى أن وعينا قليلاً على الحياة ، والمستقبل الذي كان فيما مضى لا نكترث له ، باغتنا وأصبح حاضراً بكل همومه ومتطلباته ، وأقبلنا على أعتاب المسؤولية وما فيها من متطلبات جمة لا حصر لها ، تحتاج إلى كثير من الكدّ والتعب المتواصل لتغطية أجزاء يسيرة من نفقاتها ، فحينما كان الزواج " فرشه ولحاف " والتعليم وكأنه " بالمجان " أصبح الآن يأكل الأخضر واليابس للوفاء بالتزامات الزواج أو تدريس أحد الأبناء في جامعاتنا الآن ، وفضاء السكن الذي كان يملأه الهواء النقي والفراغ أكثر مما تملأه الحجارة والأثاث بات لا يعجبنا ، وأصبحت الآن اقرب وصفاً من القبور المكتومة الأنفاس التي لا تزيد مساحتها عن حجم الانسان .. بل لم نكتفي إلى هذا الحدّ من المبالغة ، وتعدينا إلى أبعد من ذلك بكثير ،
بعنا ما فوقنا وما تحتنا من أجل رفع البنيان وتعظيمه والتفاخر به ، لتذهب أموالنا وترص بأكوامٍ من الحجارة فوق بعضها ، ونحن نعلم أن هناك العديد من أسرنا الأردنية تحتاج إلى ما يسد رمق أطفالها من القوت اليومي وأن العديد من أبناءها الذين استهلكوا أغلب موازنة اسرتهم من أجل التعليم ، ينتظرون الخروج من بوتقة " العاطلين عن العمل " والمساهمة ولو بالحدود الدنيا من رفع بعضاً من المسؤوليات الجسيمة عن كاهل الوالدين الذين أنفقوا ما يملكون من أجل تعليمهم وتربيتهم ..!!
أما وقد عاصرنا نحن الأربعينيون هاذان الزمانان ، ولمسنا الفارق المعيشي بينهما ، زمن الأحداث والتوترات الذي كان وما اكتنف أيامه من قهر وجوع ، لم يمنعهم من ادخار " القرش الأبيض " لأيام أشد سوءً وسواداً من أيامهم تلك .. أما زمن الأمن والاستقرار الذي نعيشه الآن ، هو ذات الزمن الذي ادخروا " قرشهم الأبيض " لأجله ، وكأن بهم كانوا يعلمون أنه ستكون هناك أياماً سيكونون بها أشدّ حاجة لهذا " القرش الأبيض " ، وهذا ما يحصل في أيامنا التي نعيشها الآن ، ما كان قد ادخره الأجداد والأباء من قروش بيضاء قد أكلتها نيران الغلاء التي طالت أغلب مجالات الحياة ولم يبقى منها ما يمكن أن ندخره لمستقبل قادم ، وقوتنا اليومي هو همنا الأكبر ، نلهث خلفه كالوحوش إلى أن طال لهاثنا القرش الأبيض والأسود معاً ..!!
الكويت تحتفل اليوم بالذكرى الثانية لتولى أميرها مقاليد الحكم
هيئة الطاقة تتلقى 1136 طلب ترخيص خلال شهر
العيسوي يعزي بوفاة اللواء المتقاعد محمد العضايلة
ورشة بإربد تعاين مستقبل الطاقة في الأردن
السياحة تنظم حفلا لإضاءة شجرة عيد الميلاد بمدينة السلط
القضاء على داعش .. مسؤولية جماعية
اجتماع يتدارس مشروع حسبة الجورة وسط اربد
50 مليون دينار حجم الاستثمار في السلط الصناعية
الولايات المتحدة الأمريكية وحقوق الإنسان
إصابة عائلة بحالة اختناق بسبب مدفأة كاز مشتعلة
دعوة أرجنتينية لضم نجم النشامى علي علوان لبوكا
اعلان توظيف صادر عن المحكمة الدستورية
الحكومة تعلن عن وظيفة قيادية شاغرة
ماسك ينشر قائمة الدول الأكثر توقيفا لمعلقين على الإنترنت
مدعوون للتعيين وفاقدون لوظائفهم في الحكومة .. أسماء
عندما تصبح الشهادة المزورة بوابة للجامعة
وظائف شاغرة في الضمان الاجتماعي والبحرية الأردنية .. تفاصيل
كتلة هوائية شديدة البرودة تضرب المملكة بدءاً من الاثنين
الضمان: تعديلات تشريعية مرتقبة للمنتسبين الجدد وتعديل سن التقاعد مطلع 2026
إحالة مدير عام التَّدريب المهني الغرايبة للتقاعد
المملكة على موعد مع منخفض جوي جديد .. أمطار وزخات ثلجية وصقيع واسع ليلاً
مهم بشأن الرسوم المدرسية للطلبة غير الأردنيين
صرف 5 ملايين دينار معونة شتوية لأكثر من 248 ألف أسرة



