المعلم حجر الزاوية

mainThumb

02-09-2010 05:58 AM

صباح الخير ياريس اتمنى من الله بان تكون كلماتي خفيفة على دولتكم ، ففي الصباح تتجلى الخواطر وتنفتح النفس تجاه تقبل اي حديث طبيعي او غير طبيعي ، اخذاً بعين الاعتبار صيامكم عن الطعام ، وصيامنا عن الاعتراض . لذا سأبتدي بطرحي من حيث انتهيت ، بحديث غير طبيعي ،،،،،، كيف نستطيع البناء من الاعلى نزولاً للاسفل ، بدون وضع حجر الزاوية ، والتأسيس لها بشكل جيد ليكون بناءناً ، متوازي ، متساوي، مكتمل ، نستطيع الارتفاع به دون خوف من التهاوي والسقوط .



فبعيداً عن حقوق الانسان ، والرفق بالحيوان ، والحريات العامة ، والخطوط الحمراء والصفراء ، والسوداء ، وحالكة السواد ، لنحكي عن حقوق الوطن واستحقاقاته علينا نحن المواطنين وعليك انت كمسؤول . فكيف كنا وما وصلنا الية الان !!! كنا نقف في الطابور الصباحي اطفالاً صغاراً بعمر الورد ، نتوارى عن عين المعلم من ان يرمقنا بنظرة ، لينتهي دوامنا المدرسي بانتظام وسلوك سوي ، فنتوارى عنه خجلاً وخوفاً واحتراماً ، لمن يفني ربيع عمره ، ليعلمني كيف اخط بيدي حروف اسمي ، وارسم معالم وطني ، ومستقبلي ، لينقش في ذاكرتي عشقاً ابدياً لوطني ، و كيف اهوى امي ، واحافظ على مقعدي ومدرستي ، ليصنع مني نبته تكبر باحلامي مع وطني .



 معلمي كنت انحني له ، خجلاً واحتراماً .... لعلي اعود مستقبلاً الية حاملاً اسمي ، لترتسم على محياه بسمة النصر لما صنع مني ، كنت ازهو بنفسي بعزمه ، وانطلق بمشوار حياتي صبيحة كل يوم متحدي كل مسافاتي ، وصعوبة نطقي ، وتلعثمي ، وطفولتي ، وكل خلايا مخيلتي . كنا نغدق علية بكيل المديح ، وننظر الية بعين الرضى ، رداً للجميل بما صنع من اطفالنا ، جنودنا تعشق ثرى البلد ، ولوحات فخر لا تبرح التحدي والصمود والثقة , ففي عينيه نرى ذاك الامل من بعيد ، يحيينا صباحا فيبعث في خلجاتنا اصداء المستقبل القريب ، الذي نتوق ونعشق ، وننتظر بفارغ الصبر ، كيف سيكون فلذات اكبادنا بعد هذا الصباح ......



ابدع معلمينا بما صنعوا منا ، جيلاً يحترم المعلم الذي اعطى واتقن العطاء ، جيلاً يقبل النقد ، ويتميز بالعلم ، رغم كل الظروف ، والتحديات ، والصعوبات ، جيلاً يقر بجميل المعلم ....... جيلاً يشار اليه ويشير هو لفضل المعلم الذي احسن العمل. اصبحنا الان ، نتواري خجلاً من معلميناً ، لما صنعنا بهم ، فكم مرة ، صفع المعلم ، وكم مره تجنينا عليه ، وكم مرة دخل خلف القضبان ، بسبب وبدون سبب الا لانه معلم . اين تأتي حقوق الطفل والانسان ، من الكلمة الاولى من وزارة المعلم ، ومن حقوق الوطن ، فكيف نربي جيلاً دون تأديبة وتهذيبة ، وكيف نرتقي بمستقبل ابناءنا وبلدنا دون ان نؤمن مستقبل معلمينا ومربي اجيالنا.



المعلم يرزخ الان تحت وطئة قوانين التعليم الحديث ، ليتطاول عليه الطالب قبل ولي الامر ، والسجان قبل القاضي ، والظروف المعيشيه السيئة، التي يحيا ويموت كل شهر، قبل مدونات السلوك المهني وتقييم الآداء الوظيفي . تدور في مخيلتي صراعات ، بين الصورة المطبوعة في ذاكرتي لمعلمي ، الذي اجل واخشى ، لدرجة اننا كنا نخشى الطريق الذي يعبر بها ، ولا نبرح اجواء الدراسة عندما نراه في حفل عائلي ، كان تمثالا لا تهزه العلاقات المثلجة ، فكل ما خلف معلمي ومعلمتي برود ، وكل ما معه سعير يلتهب احتراما لا يتوقف ......



 اعتقد بانني قد اطلت عليك بماضي معلمي الذي كان حيث بنى ، وعلم ، ورسم طريقنا وطريقك انت ياريس ، ولا اعتقد بانه يخفى عليك حاضراً معلمينا ومربي اجيالنا . ياريس فلتكن نقابة المعلمين ، نقابه لكل البلد ، ومطلب لك شخصياً و لنا جميعاً ، لتترجم مطالب اولياء الامور والطلاب والمجتمع ككل ، لتعيد للتعليم هيبته بعدما بهت ، ولتكن هي كما المعلم حجر الزاوية التي ترسم معالم الجيل القادم لقادة المستقبل . فانني كطفل صغير ، تبدأ اولى خطواتي بالمسير تجاة مدرستي ، التي ستعلمني كيف سارقص عشقاً لوطني ، وكيف سابكي فرحاً لما صنع مني معلمي ، وسأسير بخطواتي كما مشاعري واحاسيسي واحلامي لنرتقي بموطني الذي اعيش واحيا.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد