لن تستطيعوا نزع الوشم!!!

لن تستطيعوا نزع الوشم!!!

09-09-2010 12:20 PM

  وطني! يسكنني في جينات كياني وأعماق وجداني, ويقيم في كل ذرة مني تعشقه وتلهج باسمه.


أردن؟ أردن نعم أردن نعم أردن نعم, أردن يا أحلى نغم. ( أستعيرها شاكرا, من أبي المؤمن, أخي وشريكي في حب الوطن)


وطني! سكنته قبل أن أعرفه. وقبل أن أقرأ أحرفه.


سكنته قبل ميلادي, وسكنتها قبل أجدادي, وسكنته قبل كل العصور والحقب, سكنته قبل المسيح وبعده, وقبل آدم وقبل الحياة, وسكنته حتى قبل كل الطحالب والرخويات التي تتسلق كبريائه.


أيها الناس, افتحوا القبور والأجداث, نقبوا عن فخار زمان وصوان زمان, وبرونز وحديد وذهب, هاتوا من الأعماق حراب أهلي وسيوفهم من كل معدن ومادة. واستخرجوا الحلي الأولى وكل خلاخيل جداتي من باطن الأرض. افتحوا كرش الأرض السابعة وأمعائها, فستجدونني هناك, هناك في كل طية من طياتها. غربلوا ترابها, فستجدونني هناك مع الأمجاد والتاريخ وعبق الماضي السحيق.


اركبوا الهواء, وإسألوا السماء, ونقبوا في الغيوم والسحب. ستجدونني هناك حيث النجوم والشهب, وحيث الشم من قمم الفضاء.


أردني أنا. أنا من فتقه الله من الرتق الأول لهذه الأرض المباركة. نعم, وأهلي كذلك فتق من رتقها. إنهم كذلك أردنيون.


دفق أنت أيها الوطن في عروقنا تبعث فينا وفيها الحياة, ووفاء أنت في ضمائرنا لك أيها العزيز لا ينضب ولا يبرد.


زينتنا وشم باسمك أيها الوطن. ليس على جلودنا فحسب, ولكنه في نخع عظامنا ونواة الخلية الأولى منا.


عطرنا شيحك وزعترك وياسمينك. أقحواناتك وزهر لوزك يا وطني تغريدة الفرح وتعويذة الرضا والسعادة. إنها لوحة الخالق المبدع التي أكرمنا بها عن دون الأوطان والأرض.


وأرضك مهدنا وسمائك غطائنا الدافئ المطروز بحنو الأمهات اللواتي أرضعننا حبك.


وقلوبنا لك أكبر منك أيها المعشوق لتحتويك وتسكن بحبوحة ثناياها. عيوننا شاسعة بمساحة الضيف, طابت لك يا بؤبؤها نزلا وموئلا, وبردك له أهدابنا غطاء ورداء. فنم هنيئا يا مدللنا وتوأم أرواحنا.


وحدودك أيها الشامخ العزيز, فقد زرعناها من جهاتها الأربع بالنشامى, أسود وصقور لا تنام ولا تغفل, متيقظة واعية وإيمانها بالله وبك راسخ لا يحيد. إيمانها سلاح, وعزيمتها سلاح, ودافق حبها لك وحرصها عليك سلاح, نخوتها واستعدادها للتضحية سلاح.


وبعد, فمن يستطيع نزع الوشم؟ ومن يستطيع تحريك الحد أو تسلق السور؟ ومن يستطيع نزع ملايين القلوب التي تسكنها, أو قلع ملايين محاجر العيون التي تسكنها؟ ومن يستطيع أن يجعلني أعيش الغربة فيك أو أن يدفعني الى التغرب عنك من جديد؟


وحقك أيها الوطن, ولا هولاكو والمغول, لا ولا كسرى وأصحاب الفيل, ولا أصحاب الأشباح التي لا ترصد, ولا حتى اولئك الذين في جوف الحصان, يستطيعون ذلك, لا ولا جعلك بديلا أو ذليلا, فنم هنيئا يا مدللنا وتوأم أرواحنا. وقد اقترب الفجر.


كل سنة وأنت أيها الغالي سالم, وكل لحظة وأنت أيها الأردن بألف خير.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد