ابتسامات .. انتخابية!

mainThumb

11-10-2010 11:36 PM

لن أكون مبالغا" إذا ما قلت وخاصة بعد أن انطلقت رسميا" فعاليات الحملات الانتخابية لكافة المرشحين لمجلس النواب القادم أن هذا الشهر هو الشهر الأكثر تبسما فالبسمات ستكون متناثرة ومنتشرة بكثرة في السماء والأجواء والطرقات مصاحبة لليافطات والمنشورات وكافة وسائل الدعاية الانتخابية ، ستغدوا معنا في كل صباح وتنام معنا في كل مساء فهنيئا لنا صباحنا الجميل ومساؤنا العليل.!


ففي الصباح وعند تناولك القهوة من شرفة منزلك الخارجية لا تتضايق من الرائحة المنبعثة من تسرب مياه الصرف الصحي والمياه العادمة في حيك فقط بادر بالنظر في صورته وتمعن بإبتسامته العريضة الماثلة في يافطته المتطايرة على أسلاك الكهرباء بأنه سيضمن لك نظام صرف صحي محكم الإغلاق لتنعم بنقاوة ولذة في الهواء، أما إذا تفاجأت  أثناء مسيرك بالسيارة بالسقوط بما في الشارع من حفر فلا تأسى أو تضجر فعلى اليمين واليسار ابتسامة مشرقة ووعود مطلقة بأنك ستسير بعد شهر أو أكثر في شارع معبد خاليا من الحفر ، وفي أحياء المدينة والطرقات لا تحزن على أبناءه العاطلين عن العمل من أصحاب الشهادات الجالسين في المقاهي والاستراحات فعلى أبوابها ابتسامات وشعارات بالوعد القادم فلا بطالة ولا أدوار فهنيئا" لديوان الخدمة المدنية لن نؤرقكم لا أو نزعجكم بالطلبات والتعيينات.



 تخيل بأنك حتى ولو كنت في سوق الخضار وفاجأك التاجر بارتفاع أسعار البندورة والخيار فما عليك سوى أن تهدئ من روعك وتقرأ شعاره المرفوع على مدخل السوق بأنه قادم ليخفض الأسعار فأنه في ذلك نعم الخيار، وعند خروجك من المشفى بعد العلاج من آلام الدوخة والغثيان فلا تشكي من كلفة العلاج والفواتير فستجد على باب سيارتك ملصقا" يعدك بأنك وأبناء المدينة بأكملها ستؤمن صحيا" بالمجان .



 وأخيرا " وحين المساء فإذا كنت تطالع وتشاهد الأخبار على شاشة التلفاز وآلمك مشاهد القتل والخراب والدمار في فلسطين والعراق وأفعانستان  فستتفاجئ بأن هنالك من سيخرج عليك في فترة الفاصل ليقول لك انتخبني فانا قادم لأواصل معركة التحرير لدحر المحتلين تماما" كما فعل صلاح الدين.!


فإلى كل المرشحين اتقوا الله فينا فيما تكتبون وتعلنون من برامج ودعايات في حملاتكم الانتخابية التي تخاطبون فيها الوطن والمواطن فالمجتمع الأردني مجتمع واع ومدرك لحجم التحديات التي نعيشها في كافة المجالات والتي تتطلب برامج واقعية وسهلة القياس والتطبيق ، ليتسنى له في حال وصولكم للبرلمان محاسبتكم فيها على الإنجاز ، وبغير ذلك تكون الشعارات والخطابات والبيانات في حملتكم الانتخابية مجرد زينة وكلام في الهواء وفقكم الله للخير ولا تحرمونا من بسماتكم المشرقة بعد وصولكم للبرلمان .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد