أسباب غير سياسية لتعديل قانون الانتخاب

mainThumb

09-11-2010 02:23 AM

مرت سنوات عديدة من الشد والجذب وحوارات مكثفة بين الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني بالإضافة إلى مشاركة شرائح مختلفة  من المجتمع حول قانون الانتخاب ( قانون الصوت الواحد )  ولكل طرف من هذه الأطراف وجهة نظر قد تلتق وقد تختلف مع وجهات النظر الاخرى ولست هنا بصدد ترجيح وجهة نظر على أخرى وإنما هو رأي شخصي قد أكون مخطئا فيه أو قد أكون مصيبا ولكن ما دفعني لان اكتب في هذا الموضوع هو حرصي على مصلحة هذا الوطن وحبي لقيادته الهاشمية التي ما ضاق صدرها يوما  من كلمة يقولها مواطن يهدف بها خيرا  لبلده  وما فتئت ترفع سقف الحرية والديمقراطية  حتى وصلت عنان السماء .

 أقول ان هذا القانون بعد سنوات طويلة من التطبيق صاحبه الكثير من السلبيات  والتي أفرزت نتائج خطيرة على المجتمع  وان اهم هذه النتائج  هي : تكريس الجوانب السلبية  للعشائرية وإظهار العصبية المقيتة  بين أفراد المجتمع الواحد  ,فقد تجمعت العشير ة حول شخص يسمى  خطأ مرشح الإجماع والأصح انه مرشح الأغلبية.

 ولكن هذا التجمع جاء نتيجة لمخاض عسير امتزجت فيه مشاعر الكراهية بمشاعر الحقد والحسد  و الضغينة والبغضاء وانقسمت فيه العائلة  وتعددت الرؤى مع تعدد المرشحين الذين تربطك بهم كلهم روابط القربى أو الصداقة أو البلد الواحد وليس في جعبتك غير سهم واحد (صوت واحد) إذا أعطيته لمرشح معين  فان المرشحين الآخرين سيعتبون عليك عتبا شديدا قد يصل بل في حالات كثيرة وصل إلى حد القطيعة التي تستمر إلى سنوات طويلة وبالطبع فان ذلك العتب  يمتد إلى  أقارب ومناصري المرشح المذكور فكما يقال (الزعلانين أكثر من الراضيين ) وهذا قد يمتد إلى المرشح الذي أعطيته صوتك وأقاربه وأنصاره ايضا فقد لا يصدقك انك قد صوت له وبذلك تكون مثل (الي معايد قريتين ) لا رضيت هذا ولا ذاك .

بالإضافة الي ذلك فان هذا القانون قد  كرس شعورا بعدم الثقة بين المرشح  والناخب  وشوه صورة العلاقة بين الطرفين بحيث أدى الي خلق نوع من الابتزاز المالي والاجتماعي  من الناخب للمرشح  فمنهم من لم يدفع فاتورة الكهرباء لأشهر ومنهم يريد شراء الدواء ومنهم من يريد تبديل إطارات سيارته المهترئة والتي كان قد اشتراها من  الدورة السابقة  من مرشح سابق ومنهم من يريد (تفليل ) السيارة بنزين ومنهم من يريد الزواج  وأخر يريد ان يكمل الدراسة ,وليس أمام المرشح المسكين إلا الخضوع والدفع و إلا طاروا لمن يدفع أكثر,  وفي ظل عدم وجود إلا هذا الصوت في جعبة الناخب وفي ظل الظروف الاقتصادية التي يعيشها السواد الأعظم من الناخبين فقد  يلجأ ضعاف النفوس  الي بيع هذا الصوت الي من هو قادر على الشراء بغض النظر عن ما يتمتع به من كفاءة وخبرة  وانتماء .

 فليس من الضروري ان تكون هناك أسباب سياسية وراء المقاطعة والمطالبة بإجراء تعديل على قانون الانتخاب, وإنما قد تكون هناك أسباب اجتماعية واقتصادية , وروابط القرابة والصداقة ومحاولة المحافظة على الحياد  والوقوف من المرشحين( الذين تربطك بهم رابطة معينة )على مسافة واحدة قد تدفعك لان تقاطع  للوصول إلى رضاهم  جميعا وقد لا تستطيع تحقيق ذلك فكما يقولون (رضا الناس غاية لا تدرك ).

لذلك نتمنى على حكومتنا الرشيدة مواصلة الحوار  مع  مؤسسات المجتمع المدني  ومع كل من ترى للحوار معه فائدة  للوصول إلى صيغة ايجابية لقانون انتخاب عصري باعتباره مصلحة وطنية  يظهر الجوانب الايجابية للعشائرية كنسيج اجتماعي مهم ويحافظ على روابط المحبة والقرابة والصداقة بين أفراد المجتمع الواحد ,التي فقدت بسبب الإصرار على تطبيق هذا القانون  , وقبل ان اختم لابد من الإشارة إلى ان ليس كل منتقد لسلبية هنا أو هناك سيئ النية  غير محب لوطنه  بل قد يدفعه هذا الحب للوطن والقائد للإشارة  إليها  .

mezherq@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد