الانتخابات و الهموم التربوية

mainThumb

09-11-2010 02:29 AM

المتفحص للشعارات والبيانات الانتخابية للمرشحين يجدها تخلو من الهموم التربوية الأردنية باستثناء دغدغة مشاعر المعلمين و محاولة كسب ودهم  عن طريق " نعم لنقابة المعلمين " .

كنت أتوقع أن تحتل هموم المعلم و  التربية و التعليم حيزاً واسعاً في بيانات المترشحين حيث ان المعلم عضو فاعل في المجتمع ، وهو مسؤول أكثر من غيره في   بناءه ، ومن وجهة نظرة انتخابية نجد المعلمين يمثلون شريحة واسعة من الناخبين ،  لذلك من المفترض أن يكونوا صيداً ثميناً للمرشحين .  

وفي هذه المقالة أود أن أسلط الضوء على إبراز أهم الهموم التربوية الأردنية راجياً أن تجد آذاناً صاغية من نواب المستقبل لأن الهم هو  تجاوز الآلام وتحقيق الآمال ورسم ملامح الطريق لأبنائنا :

فقدان الاكتفاء الاقتصادي و استنزاف طاقة المعلم وجهده بالتعليم بشكل لا يساوي أو يتعادل مع الطموح المعيشي اليومي والأسري والعائلي للمعلم ، و   يتمدد إلى الطموح نحو الأمل الأكاديمي والتعليمي لأبنائه.

وبالتالي فقدان درجة الرضا الوظيفي المؤدي إلى الشعور التفاؤلي و التفكير الإيجابي . لماذا  نبخل على فارس التعليم حقوقه المشروعة؟ وان كنا نقوم بتسليمه فلذات قلوبنا، فكيف نرضى من يرعى هذه الفلذات وهو شارد الذهن أمامهم، يفكر فيما يحتاج إليه فلذات قلبه، وبثمن الدواء الذي يحتاج إليه طفله الموجوع.

هناك توجه خفي نحو الخصخصة التي تفقد الإنسان الهوية الثقافية الوطنية و القومية والانتماء للجماعة فيصبح الهم الوحيد هو ملء  الجيوب فقط دون تفعيل الدور الاقتصادي و الاجتماعي للمؤسسة التربوية   المرتبط بجغرافية وقومية الوطن، مما يؤدي إلى اختلاط الأوراق وتنفيذ  الأجندات الخاصة.  

انخفاض درجة التقدير الاجتماعي للمعلم  ، لا بد من تغيير نظرة المجتمع إلى المعلم والارتقاء بمستوى من التقدير الاجتماعي له ارتقاءا يتكافأ أهمية وشرفاً مع أهمية المهنة وشرفها ولا بد ان تتمثل هذه الأهمية بالمنزلة والتقدير الممنوحين له والامتنان والتقدير لأهمية عمله وقدرته على القيام به والظروف العملية والأجور والمنافع الاخرى الممنوحة للمعلمين بالقياس إلى مجموعة المهن الاخرى ولا بد من التأكيد على أهمية التعليم ودوره في تنمية وتطوير الشخصية وتقدم المجتمع.

ان تقدير مكانة المعلم هو جزء من مشروع تطوير التعليم، والمعلم هو محور التطوير، لا بد من وضع التشريعات التي تعيد للمعلم هيبته و مكانته الاجتماعية و صورته المهتزة. هناك من يطلق على المعلمين اسم "أمراء الشعب" ، فما المانع ان يكون معلمونا أمراء الشعب، وهم أهل ان يكونوا لذلك، وان كنا نشكو من تدني مستوى مخرجاتنا التعليمية، فكيف يمكن أن نعيد للتعليم قيمته و نرتقي بالتربية ، و نستعيد  دوره  في بناء المجتمع؟

ضبابية  مستقبل صيانة حقوق المعلم  لفقدان مظلته ككيان مادي واجتماعي ومهني.

المعلمون أخيار وليسوا أشرار يسعون للبناء والعطاء، من حق المعلمين أن يكون لهم جسم مهني لا يتعارض مع القوانين و الأنظمة المعمول   بها ، بما يعزز من مكانة المعلم الاقتصادية والاجتماعية و التربوية ، وترقى به أمام الآخرين ، إن إيجاد جسم مهني للمعلمين هو مطلب مجتمعي ، لان الوضع الصحي الاقتصادي والاجتماعي للمعلمين، ينعكس بشكل ايجابي على عطائهم التعليمي، وهو ما يصب في مصلحة ابناء المجتمع .

هناك أزمة تربية يا سادة  ، أنظروا إلى حالات العنف المدرسي و الأسري و المجتمعي في المجتمع الأردني . المعلم ليس ناقلا للمعرفة ومرددا لمفرداتها بل هو مرب يقوم على تربية أطفاله من جميع جوانب النمو لديهم الجسمية والعقلية والعاطفية والنفسية والروحية ومن هنا فانه يملك صناعة الإنسان ويحدد مسار البيئة التي يعيش فيها  ، فماذا أنتم فاعلون بهذا الشأن أصحاب السعادة نواب المستقبل ؟ 

الأقساط العالية لمدارس القطاع الخاص فهو رأسمال يتحرك من الجيب الوطني إلى جيوب قطاع خاص بمعدل عالي مرهق .

لا مبرر لمعظم مدارس قطاع التعليم الخاص لرفع رسومها لهذا العام بنسبة تتجاوز %20 و الحبل على الجرار .

القضية أيها السادة ، أن الرسوم التي تتقاضاها المدارس الخاصة توضع دون موافقة أو رقابة حكومية وذلك لأن الحكومة بموجب القوانين والأنظمة المعمول بها لا تملك سلطة تنزيل الرسوم أو مراقبتها أو التدخل في مقدارهـا.

من هنا يجب العمل على وضع التشريعات التي تسمح للحكومة  بالرقابة على المدارس الخاصة من حيث رسوم الدراسة ورسوم المواصلات والكتب وأي رسوم خدمات تستوفيها هذه المدارس مـن الطلبـة أسوة بتشريعات التعليم الخاص في معظم الدول العربية ، كما يجب أن يكون للحكومة الحق في الرقابة على أجور المعلمين في هذه المدارس بما يحمي المعلم ويوفر له حياة كريمة تنعكس على أدائه والارتقاء بمستوى طلبته   .

أيها المرشحين و نواب المستقبل في الوطن الحبيب :

هذه مجموعة من الهموم التربوية أضعها على طاولتكم لان التربية و التعليم  جزء من حياتكم ، لا بد وضعها في على رأس الأولويات بهدف بناء الإنسان الذي هو أغلى ما نملك.

الدكتور عويد عوض الصقور


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد