لا ترحل يا سمير

mainThumb

18-01-2011 10:00 AM

خرجت المظاهرات الموعودة في عمان و محافظات اخرى و خرج معها الكثيرين الذين صدحت حناجرهم مطالبين برحيل الرفاعي سمير. و بالرغم من ما سبق هذه التحركات من دعوات للخروج و اخرى للأكتفاء بما قدم من طرف الحكومة و عدم الأعتصام الا أن ما انتجه هذا الحراك و على جميع المستويات يستحق منا الوقوف و اعادة التفكير.

 

فمن جهة جاء رد الحكومة على دعوات الاعتصام سريعا, فخفضت الاسعار و نفضت عن مفتشي وزارة صناعتها الغبار. الا ان رد الشارع جاء اسرع معتبرا ان هذه الأجراءات غير كافية وان الاعتصامات امر لا يغيره نزول الأسعار. الحكومة تصرفت كالمحاصر, و بدأت تحاول اضعاف الذين وضعوها في هذا المأزق, فاتصلت بالأحزاب و النقابات و جلست مع مجلس النواب محاولة لجمع التأييد ممن اعتقدت انهم محركي الشارع.



و من جهة اخرى خرج علينا النواب داعين الى عدم الأعتصام مبتعديين في اقل من شهرين و للمرة الثانية عن نبض الشارع. ثم خرج الأخوان ليدعوا انهم مالكي امرهم و يقرروا عدم المشاركة و الأستمرار على نهج خالف تعرف. ثم تداعت الأخبار عن النقابات المهنية و الخلافات التي طغت قبل قرار عدم المشاركة. وأخيرا جاءت الأحزاب و انضوت تحت لواء الأكتفاء بما تم الوصول اليه. بالرغم من اللوبي الكبير الذي جيشه الرفاعي لأسقاط المظاهرات قبل بدأها الا ان المظاهرات خرجت و خرج وراءها الكثير. هكذا كان المشهد و الحراك الأردني في الاسبوع الماضي.



أن ما حصل فعلا  هو ان المظاهرات خرجت لتدق ناقوس الخطر, و لكن هذه المرة ناقوسا من نوع اخر. فتحركات الرفاعي التي خلط من خلالها الأوراق و اثبت ان له القدرة غلى الحديث مع الجميع قد حيدت الكثريين, و حولتهم في ليلة و ضحاها الى حلفاء للحكومة بعد ان كانوا من روافضها. و المظاهرات التي خرجت دون مباركة الأخوان و البرلمان ولا حتى النقابات قد حملت رسالتيين الى صانع القرار.



ألاولى ان الشارع قادر على التحرك دون الحاجة الى الزخم او الدعم الحزبي او النقابي المعتاد و الثانية, و هي الأخطر, ان الشارع ما عاد يخضع لقواعد اللعبة القديمة, بما يعني ان الشارع ما عاد ليتوقف ليصغي الى حزبي او ملتحي و ما عاد يمشي وراء سياسي او نيابي.



ان عملية التفكيك و التركيب هذه قد بدأت قبل سمير و هو الأول الذي حاول استغلالها لينجوا من مصير والده و جده. لقد اسدى سمير للشارع الأردني اكبر خدمة الا و هي انه قد عرى اولئك الذين ادعوا ان الشارع يأتمر بأمرهم و كشف انانيتهم. اما الأمر الأخر فهو الأداء الرائع لرجال الأمن الأردني الذين اثبتوا انهم ابناء وطن لا يأتمرون بالسياسة او الأعتبارات الضيقة فوجودهم الهادئ كان سببا في نجاح المسيرات.



لكل هذا اطلب من الرفاعي عدم الرحيل, فأنت من اعدت النبض للشارع, و كشفت لنا الغطاء عن من ادعى الدفاع عن حقوقنا وجعل من مسيراتنا عرسا تحميه عيون رجال الأمن...... 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد