أبي وذاكرة الأيام

mainThumb

29-01-2011 09:00 PM

 ما زال واقفاَ كالصخر شامخاَ كالجبل ، ما زلت أراه شمساَ تشرق إذا ما الصبح تنفس ،  بداية قصتي معه أنتزعها من حافظة الذكريات في نفسي التي أضحى هو جزء منها ، هناك حيث كنت ألهو صغيرة تسابق الريح مع الأطفال ، تداعب نسمات الريح خصلات شعرها المسدل ، ما زلت أراني هناك أنظر حولي لم أجده صرخت أعدو هناك وهنا : أبي .. أبي ، نعم تلك كانت أول بصمة علقت في ذاكرتي ترسمه يداً حانية تمتد نحوي لتسكن خوفي : أنا هنا ذهبت لأشتري الحلوى ، حملني ضمني إلى
.صدره  وما زلت أشعر بدفء تلك المشاعر إلى اليوم


 
نعم إنه أبي ما زال يملك تلك المساحة الكبيرة الممتدة في وجداني كنت أراه وما زلت كل شيء. حين كنت صغيرة أدرج في الحي ألعب هناك أراني غير آبهة بتهديد الأولاد فأبي قادر على حمايتي وإبعادهم عني ‘ كنت أخشى الليل إذا غاب ، أخاف المطر والضباب إذا ابتعد ، ما دام أمامي فلن يبلوني أي عذاب ، نعم إنه أبي ذلك البطل الهمام ما زال في خاطري أرسمه فارساً شاعراً وقلباً نابضاً بالمحبة .



واليوم أراه يجلس أمامي هزيلاً يبعد عنه الألم بجرعة من دواء ، وقد خطت السنين في وجهه علامات الكبر والوقار وخاط الشيب في رأسه تاجاً من هيبة وجلال ، ما زال في نفسي فارسا وهمام ،تمتد يده الحانية لتصافحني وقد استل الزمان من حرارة نبضه الكثير ، أخجل من عبراته من خفقات قلبه حين يقلق علي .. أخجل من دموعه التي تودعني حين أسافر للبعيد ، ما زال أبي شمساً من فخر وسحر عبقري يدفعني للمحبة للخير لعشق قمم التحدي  والإبداع …



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد