نقابة المعلمين وأحلام جدي

mainThumb

17-02-2011 11:45 AM

 
كم سعدنا بذلك الخبر وتناقلنا  التهاني وحمدنا  استجابة القدر ،ونشرنا عبر الرسائل القصيرة النبأ السعيد وكأننا رأينا هلال العيد ، نعم أصبح الحلم حقيقة والنبأ انتشر بدقيقة . من بختنا المحظوظ أن وزارتنا الجديدة استطاعت سماعنا اخيرا ووافقت على إنشاء النقابة  وتنبه معروف لتأوهات الملهوف .



وقف جدي سعيدا وترقرقت عيناه من الفرح وخاطبني : نعم يا ابنتي نحن هرمنا ..هرمنا قبل أن نرى هذه اللحظة التاريخية  ، ولادة النقابة للمعلمين وكأن التاريخ فتح أبوابه لكم لتعيدوا للمعلم احترامه ومنزلته بين البشر ، وتتحللوا من ديونكم التي تراكمت عليكم كالجبال الشامخة التي تأبى أن تتزحزح ، نعم سوف تشترون كسوة الشتاء والصيف ، وتودعون برد الشتاء  ، بشراء الكاز دون خوف ورجاء . نعم  ستشاركون كل الناس أفراحهم وتقدمون ( الهدايا والنقوط ) دون دون خجل ولا قنوط .



جلس جدي وتأوه وهو يدفع الكلمات التي خنقتها زحمة الانتشاء بالخبر وأكمل قائلا : أتعلمين يا ننيتي معنى أن تكون لكم نقابة ، ستدخلون المول دون تردد ، وتصطحبون معكم الأطفال بتودد ، ستودعون نكد البقال وتجهم أصحاب المحال ، وتصيفون في سائر البلاد ولا تخشون زحمة الأعياد .سيأتي آخر الشهر دون تأوه او نهر ، ولا خوف من قهر ، ستستقبلون جابي الكهرباء بمحبة وتدفعون الفواتير دون رهبة ،



النقابة تعني الخروج من السآمة ورفع الهامة ،ونبذ الخوف من المدير والطالب والوزير ، وعرض الحق بلا توجس ، أو خوف من تجسس ، النقابة أن تدخل الصف شامخ الرأس ، وتعطي بمحبة الدرس ، وتلقى التقدير من الطلاب دون مجادلة ولا عتاب.. ولا شكوى من إنذار أو تنبيه سببه موقف سفيه .....



النقابة أن تشتري سيارة دون حساب لقيمة الدين ، ولا سلف ولا مين ، ولا ألف حساب للبنزين والترخيص والتأمين ، أن يفيض الراتب مرة عن المصروف وتجد ما تخفيه من مال في الرفوف ...وهنا سمعت تأوهات جدي التي صاحبته مع إغفاءة  وهو يقول ...أتراه يأزف قبل موتي ذلك الخبر السعيد ... نظرت إليه متأملة وتساءلت : أيهما ننتظر الألفية الثالثة أم النقابة ؟؟؟؟؟


 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد