اطفالنا الى اين؟

mainThumb

28-02-2011 11:06 PM

بالصدفة دخلت إلى محل انترنت والعاب كمبيوتر في بداية شارع الشهيد وصفي التل لاستعمل الانترنت وأطالع آخر الأخبار, وعند دخولي إلى المحل شد انتباهي وجود عدد كبير من الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم خمسة عشر عاماً وكان المحل شبه ممتلئ بهؤلاء الأطفال, وعندما توجهت إلى الموظف المشرف داخل المحل لكي اطلب منه ان يسمح لي بالجلوس إلى أحد أجهزة الكمبيوتر ولأساله عن الأسعار قال لي: إنهم يعملون على نظام الاشتراكات, وذلك بأن ادفع مبلغاً معيناً مقابل عدد من الساعات, وبدوره يقوم المشرف في المحل بإعطائي (اسم مرور –Username- وكلمة سر –Password-) لكي استطيع استخدام أي جهاز كمبيوتر في المحل.
 


وكان العرض جيداً بالنسبة لي وقلت في نفسي انني استطيع أن استغل فترة استراحتي التي آخذها اثناء ساعات عملي وآتي إلى محل الانترنت هذا من وقت إلى آخر (لأشيّك) على صفحة الفيسبوك الخاصة بي وأشاهد آخر الأخبار والمستجدات. وعندما بدأت العمل على جهاز الكمبيوتر في هذا المحل لفت انتباهي ان إدارة المحل قد منعت مشاهدة الفيديو أو التحميل من شبكة الانترنت, وذلك لتفادي بطء سرعة (النت) حيث ان هذه الأشياء تبطئ سرعة (النت) وكذلك علمت من الإدارة انهم منعوا المواقع الإباحية في المحل, وهذه ميزة للمحل وقد أعجبني ذلك.
 



ما لم يعجبني في المرات الكثيرة التي ترددت فيها على المحل هو ما يحدث في المحل من أطفالنا من ثلاث نواحٍ: الأولى: ان الطفل يقضي ساعات طويلة من وقته داخل محلات الانترنت وألعاب الكمبيوتر في لعب ألعاب مثل (كاونتر سترايك) و (جي تي ايه) و (رد اليرت) وما إلى ذلك من ألعاب كثيرة متوفرة على أجهزة الكمبيوتر داخل المحل, وكذلك على صفحات الفيسبوك وفكرت في نفسي: أليس من الأفضل أن يستغل أبناؤنا هذا الوقت الطويل في أشياء أكثر فائدة كمساعدة أهلهم, أو قراءة كتاب مفيد, أو حتى القيام بواجباتهم المدرسية؟




أما الثانية فقد لفت انتباهي أيضاً وهو ما قد يدهش القارئ, ان الأطفال يقومون بالمقامرة في ألعابهم (لعب القمار) كيف ذلك؟ يحصل ذلك بأن مجموعة من الأطفال يقومون بدخول لعبة معينة, والخاسر في اللعبة هو الذي يحاسب عن جميع الأطفال الذين يلعبون معه وهم بذلك يمارسون القمار ولو كان بشكل مختلف.
 



أما الثالثة والأهم والأكثر تأثيراً في نفسي وفي المجتمع ككل: ما سمعته من شتائم تقشعر لها الأبدان من أطفال لا تتعدى أعمارهم الخمس عشرة سنة فتنتشر بين هؤلاء الأطفال الشتائم النابية وبصوت عالٍ اقرب إلى الصراخ, والتي تسيء إلى الشرف والعرض تجاه بعضهم, ويستخدمون كلمات بذيئة, وبالنسبة لهم هذا شيء عادي وليس بالأمر العظيم, وقد فاجأني هذا الموضوع كثيراً, ورأيت ان صاحب المحل لا يستطيع التحكم بهؤلاء الأطفال لأن عددهم كبير ولا يسمعون كلامه,




وقلت في نفسي: أهؤلاء هم شباب المستقبل؟! أهؤلاء هم من سيحررون فلسطين؟! أهؤلاء هم من سيحفظون كرامتنا كعرب؟! أهؤلاء هم من سيحافظون على الوطن؟! وأترك الأجوبة على هذه الأسئلة لك عزيزي القارئ. (لا تكرهوا أولادكم على عاداتكم فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم)- قول مأثور من أنفاس ذروة التربية الإسلامية, التي نشأ عليها وعاشها أجيال الفاتحين. وما أحوجنا اليوم إلى هذا الخلق الإسلامي.. إن ما يحيط بنا من أحداث ووقائع, وبروز أنياب مصاصي الدماء من دول الكفر والإلحاد حولنا لحريٌّ بنا أن يفتّح عيوننا جيداً لننشئ الأجيال الأمينة التي تحفظ الدين والتراث والوطن, رضي الله عنكم يا جيل الفاتحين والصحابة فما أحوجنا اليوم إلى مدرستكم!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد