رفض الطغيان والاعتصام .. جنون ام اتزان

mainThumb

10-03-2011 12:00 AM

 

غريبة هي الأحداث المتسارعة هذه الأيام فالأخبار العاجلة تتسابق لتأخذ مكانها في واقعنا الذي طالما عانى الجمود والتوقف ،وكأن هذا العام يحمل عنوان السقوط ..نعم سقوط الأنظمة وان كنت أتحفظ على هذا المسمى فالخيانة والسرقة والفساد ليس نظاما بل فوضى منظمة ،



وكأني بهذا الزمن يحمل فيروسا يدمر الظلم أينما كان ويعطي للقهر لونه الحقيقي وإن حاول الظالم التخفي وراء أقنعة الوطنية والمحبة والمجد ، نعم لم تعد الأقنعة تجدي اليوم ،وغدا القهر المدجج بأسلحة الموت والتركيع والترهيب هشا لا يقوى على التخويف لأن الموت ببساطة لم يعد يخيف مقارنة بالذل والجوع ونقص الكبرياء الذي سلبه الطغيان .



ولم يعد الأمر مقتصرا على السياسة والحكم بل امتدت العدوى إلى كل خلايا المجتمع وبدأت الثورات تتفجر هنا وهناك ، هناك امرأة تقبع في أقبية الظلم تعلمت كيف تصرخ لتدفع عنها سوط الجلاد الذي أدمى زمانها باسم قوامة الرجل ، وهنا لا أعترض على القوامة ولكن اعتراضي على منهجية التطبيق ،

وذلك موظف أرهقه الترهيب الذي شهره المدير امامه كسيف يقطع به المرتب كلما حاول المقهور رفع رأسه ليشكو ويسأل ، وكثير من حالات الظلم التي تأصلت بيننا ولم نكن نمارس امامها سوى منهجية الصبر والتجلد ، مع أن ديننا دين القوة والعزيمة ورفض الفساد بكل صوره ومقاصده وتفرعاته .وكأن الخوف رفع فجأة من قلوب البشر ، واستفاق الكبرياء من نومه ليطلب العزة والنصر


نعم أصبح الظلم والطغيان ركاما بعد أن كان صرحا من خيال نسجناه باستعذاب الذل باسم الصبر والتحمل ، نقلنا وما نزال صروح الغدر والهزيمة الروحية إالى مثواها الأخير ، وكل منا تعلم كيف ينطق كلمة لا دون تعدي ولا نتهاك للقيم والحدود ..فهنيئا لقلوبنا المقهورة ، وبعدا للصوص الثورة الذين يتسللون لسلب النصر والفرحة .



في أيامنا هذه أصبح  الكل يتظاهر ويعتصم بسبب وبغير سبب ، وما نخشاه ان ندمر الأيجابيات باسم إسقاط الظلم ونغفل عن رؤية  نصف الكوب الملآن باسم دحر الطغيان ، في حياتنا أمور تستحق التأمل وشكر النعمة ..وفي الوطن الكثير من النعم التي ينبغي أن لا نجحدها ..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد