لا هكذا تورد الإبل يا حكومة

mainThumb

31-03-2011 06:54 PM

لا هكذا تورد الإبل أيتها الحكومة العادية، فما شهدته العاصمة الأردنية عمان في الخامس والعشرين من مارس/آذار 2011 أمر وصفه كثيرون من أبناء الأردن الأبرار  ومن بينهم سمو الأمير المحبوب الأمير الحسن بن طلال بالحدث المؤلم والمؤسف والمخزي، منتقدا طريقة التعامل مع الأردنيين في ظل ما وصفها بالأجواء المسمومة، والتي تحرف مسار الثورة النظيفة الشريفة عن سكتها الأصلية.

فالحسن تحدث عن الحافلات القادمة من جنوب الأردن  محملة بالناس إلى العاصمة، وعن تحريض جهات أناسا أردنيين ضد أناس أردنيين، وأضيف من جانبي تفسيرا وتوضيحا بأن ثمة جهات رسمية أردنية كتلك التي أشار إليها الأخ أحمد عبيدات،  تقوم بتحريض "الموالاة" ضد "المعارضة"، لا بل ويقوم البعض بقرصنة مواقع المعارضة على الإنترنت، في ظل عدم وجود تلفزيون أو إذاعة للمعارضة في الوطن الأردني.

أحد أبناء الأردن البارين الآخرين،الأخ أحمد عبيدات، تحدث أيضا بمزيد من التفصيل بشأن ما تسميه حكومة الظل الأردنية "فيلم وزارة  الداخلية"، وعبيدات، بالمناسبة" كان شغل منصب رئيس وزراء وشغل منصب مدير المخابرات العامة في أردن الأحرار، من كل حدب وصوب.

بعض "السحيجة" من بعض الكتاب والإعلاميين سارعوا إلى الرقص على وقع جراح  وآلام الأردنيين، فوضعوا مزيدا من الحطب في محرقة قطار الفتنة بين الأهل والعشيرة في أردن الهواشم الطيبون، أردن الجميع من شتى المنابت والأصول، والبعض الآخر سيّر مظاهرات احتجاجية كما أشار إليها "أبو راشد" في البقعة، على سبيل المثال، وفي أنحاء أخرى، "بكبسة زر".

"يعني بالعربي الفصيح"، هناك جهات رسمية أردنية تحاول التلاعب بورقة المنابت والأصول، فتحرض جهات ضد أخرى، تحرض أردنيين أردنيين ضد أردنيين من أصل فلسطيني، تحت مسميات مسمومة وعبر طرائق مكشوفة ومفضوحة.

 

وتأتي الحكومة الأردنية العادية ممثلة برئيس وزرائها الحالي، لتزيد الطين بلة، ففي لقائه مع برنامج  "ستون دقيقة"، قبل أيام، سرعان ما كشر "الريّس" في نهاية اللقاء، وبدأ بالزمجرة والتلويح بالتهديد والتحدي وبالويل والثبور ضد بعض الأحزاب الأردنية المعروفة في تاريخ الأردن، وضد من كان المغفور له بعون الله الحسين بن طلال رحمهما الله، كان "أبو عبد الله" يتعامل معهم بعلاقة صداقة سامية، وهم جماعة الإخوان  المسلمون في الأردن.

البعض يا سادتي، وبالقلم العريض، يحاول تحريض الأردنيين الأردنيين ضد أناس هم أيضا أردنيون،  شاء من شاء وأبى من أبى، ذلك أن الحسين رحمه الله كان قال "من عادى فلسطينيا فهو خصمي إلى يوم القيامة"، إذاً،  فمحاولات زرع الفتة بين نسيج الشعب الأردني المتشابك، هي محاولات واهية ورخيصة ومكشوفة، ولن تمر على الشعب الأردني كافتهم أبدا.

ثم كفى أيتها الجهات المعنية، كفى تخويف الناس بفزاعات وهمية مثل جبهة العمل الإسلامي، أو الزعم أن ثمة مؤامرات وأيادي خارجية تحاول العبث بمقدرات الوطن الأردني! فمعظم إن لم نقل كل الدول العربية هي أيضا  ترفع نفس الفزاعة في وجوه المطالبين بتغيير أو إسقاط الأنظمة القمعية والمستبدة، أو أولئك المطالبين بالإصلاح السياسي والحرية.

فإذا كانت كل أنظمة الدول  العربية مهددة بمؤامرات من  الخارج، فمن هو هذا الخارج القوي الذي يمكنه تحريك كل هذه الفزاعات يا ترى؟ ولا يقولن أحد إن إسرائيل وراء كل ما يجري في العالم العربي، ذلك أن إسرائيل هي في حال أضعف ما يكون!

 

وخلاصة القول، إن الأردن سيشهد مظاهرات ومسيرات احتجاجية عارمة جدا في الجمعة الأخيرة من مارس/آذار 2011، وحكومتي، حكومة الظل الأردنية الحريصة على أمن وسلامة الوطن والمواطنين تحذر الحكومة  العادية من التصدي لأي من تلك المظاهرات أو استخدام العصا الغليظة أو اتباع السياسيات الخشبية ضد أي جهة كانت، كما وتحذرها، هي وأي جهة أخرى من اللعب بالنار عن طريق السماح "للنار بالاقتراب من الكاز أو البنزين أو حتى السولار"، وصيغة هذا التحذير تأتي من أجل الصالح العام، لأن "فيلم دوار وزارة  الداخلية الجمعة الماضية"، فيلم رخيص وعبثي ومخزي ومكشوف ومفضوح على العلن، وسيأتي بنتائج عكسية، مع الأسف.

القذافي ضرب أمثلة عن" سحن" الطلبة في بكين ودك روسيا البرلمان بالمدافع واستخدام روسيا الغازات السامة ضد من اعتصموا بالمدرسة وعن ضرب الأميركيين الفلوجة، ولكن شعبه الآن يطارده حفرة حفرة، ويصفونه بما كان وصفهم به.

فنحن لا نريد من الحكومة الأردنية العادية مطاردة دعاة الإصلاح السياسي في  الأردن، وهم دعاة إصلاح من الشباب والشابات الأردنيين من شتى المنابت والأصول المتعلمين المثقفين الواعين المدركين لما يفعلون، ولا نريد من الحكومة مطاردة الثائرين، المحتجين المطالبين بالإصلاح، ساحة ساحة وشارعا شارعا ودوارا دوارا، بما فيه دوار الداخلية! لأن الدوار سيشهد تظاهرات جديدة، كما أن المخيمات والمدن والقرى والبلدات الأردنية ستشهد حراكا ملحوظا هذه الجمعة، والأيام القادمة، فلتنبه الحكومة وتتقي الله في شعبها، مخافة أن تنزلق الأمور إلى ما لا تحمد عقباه، لا سمح الله، وساعتها "هات قطّبها".

حكومتي، حكومة الظل  الأردنية، وعلى عكس أنظمة حكومات الظل في بريطانيا أو الولايات المتحدة أو غيرها، ستبقى تقدم النصح والإرشاد للصالح العام، آخذة في الحسبان مصالح الشعب الكريم والوطن الذي هو وطن الجميع.

وأما القائد المحبوب عبد الله الثاني والأسرة الهاشمية الطيبة الدمثة وحسنة المعشر، وسمو الأمير المحبوب الحسن بن طلال، فتكن لهم حكومة الظل كل الاحترام والتقدير، وستبقى تلاحق توجيهاتهم وتوجهاتهم زنقة زنقة!! إلى هنا. متذكرين أننا سنبقى في قارب واحد، وآملين أن تبقى سفينتا راسية على بر الأمن والاستقرار والسلم والأمان.

*مترجم فوري أول/إعلامي/أردني مقيم في دولة قطر
roqodah@hotmail.com

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد