" زمن أول تحوّل "

" زمن أول تحوّل "

02-04-2011 10:43 PM

ثمن الحرية والكرامة فادح وخطير ومؤلم، ولكن الاستكانة للذل والظلم والاستعباد أشد فداحة وخطراً وألماً ، الشعوب الحرة الكريمة تغسل عارها وذلها وظلمها بدماء أبناءها بشهدائها وجرحاها فتطهرها من دنسها وأرجا سها فتعود بيضاء نقية كما ولدتها أمها ، أما الشعوب الخانعة الذليلة المستعبدة فهي ليست جديرة بالحياة وخير لها أن تنقرض وتزول فلا يحس بها أحدا .

 

العالم العربي يضجّ بالحكام العرب الطغاة الفاسدين الظالمين والقتلة السفاحين الذين جاؤنا في عتمة الليل وعلى ظهور الدبابات فاتحين مغتصبين للسلطة ، أليس من العار والشنارعلى الأنظمة العربية المستبدة والقامعة لشعوبها والمستهترة بطلباتها في الحرية والكرامة والعدالة والمساواة ، أن يتخذ المجتمع الدولي مبادرة وخطوة إنسانية لحماية الشعوب العربية من غدر وبطش ووحشية الحكام العرب فيما الطغاة وقواتهم "الوطنية" الأمنية القمعية الوحشية ، تفتك بالمدنيين والعزل وتقصفهم بالحمم القاتلة من الجو والبر والبحر ، ومن المؤسف فعلاً ألا تجد شعوب المنطقة من ينقذها من براثن أنظمتها الشرسة والمتوحشة سوى المجتمع الدولي ، ومجلس الأمن ، وحلف الأطلسي  والفصل السابع من الميثاق الأممي ، ومن المؤسف ألا تجد بعض الأنظمة سوى لغة الدبابات والطائرات والمدافع والرشاشات والبساطير لتخاطب بها شعوبها ، التي استعبدتها وهمشتها طيلة ثلث قرن أو نصف قرن مضت .

 

 " زمن أول تحول " وتغيرت الموازين ومالت كفتها لصالح الشعوب الثائرة على الظلم والطغيان والإستبداد ، هذه الشعوب العربية التي كانت خانعة ذليلة مستسلمة لجلاديها ،ترتعد فرائصها من الخوف والرعب من أجهزتهم الأمنية القمعية ، أصبحت اليوم المارد الجبار الخارج من قمقمه ، وتخطت حاجز الخوف والرعب ، وبدأت تنادي بل تهدر بصوت عال ، أنها تريد الحرية والكرامة والعدل والإنسانية والمساواة وأعلنت بأنها لن تتراجع في مطالبها حتى يتم تنفيذها وستستمر في احتجاجاتها السلمية وبصدور عارية حتى الرضوخ لمطالبها ، وإن تعرضت للقتل والسحل والإعتقال ، إنه ثمن الحرية وتنسم ريحها ، وللحرية الحمراء باب ، بكل يد مضرجة يدق ،إن من يهتف بالحرية يعني أنه أصبح يعيها ويشعر بقيمتها ويستحقها، ولا يمكن أن يقايضها بأي شيء، وبالتالي فلا بد من الخضوع لإرادة الشعب وملاقاة مطالبه والإستجابة لها ،

 

 لقد صبرت الشعوب العربية على الظلم وحكم الحزب الواحد والفرد الواحد وقوانين العار والذل والهوان وعلى رأسها قانون الطوارئ الذي يبيح للحاكم ان يكون الهاً يعبد من دون الله ، وأن يسجن ويقتل ويسحل كل من يعارض نظام حكمه ويتفوه بكلمة واحدة أو يشير بإصبعه الى الفساد والإنحلال والنهب والسلب ، هذه القوانين الإجرامية بحق الشعوب ، وهذه الدساتير التي تبيح للحاكم ان يفعل كل شيئ نعم كل شيئ بإستثناء إحياء الموتى والإتيان بالشمس من المغرب وما عداها يصبح الحاكم وبطانته وعصاباته ، هم الدستور وهم القانون وهم السيف المسلط على الرقاب ، يفعلون ما يشاؤون بيدهم الموت والحياة وبيدهم السلاح الفتاك لمقاومة شعب يطلب حقه الطبيعي في أن يحيا حياة كريمة بعيداً عن الخوف والرعب من أجهزة الحكم وبطشها وسفالتها وقذارتها ودناءتها وعجرفتها.

 

الحكام العرب السفاحين يطزطزون لشعوبهم ، ويصفونهم بالفئران والجرذان والأوباش والخونة ، وأنهم مقملين ،وشحادين ، ومندسين وعصابات ومهلوسين وشرذمات ،وزعران وخارجين على القانون ،  عجيب غريب أمر هؤلأ الحكام الطغاة ، كيف كانوا يحكمون شعوبهم وهم بهذه الصفات التي وصفوهم بها  ، ثم أليس من العيب والعار على الزعماء الطغاة أن يتلفظوا بهذه العبارات السوقية الرخيصة بحق شعوبهم ، ألفاظ الشوارع والأزقة والزنقات  والزعران والبلطجية ، يا حكام العرب الطغاة :: ماذا لو ربحتم العالم وخسرتم انفسكم ولعنكم الله و التاريخ والشعوب ، هي دعوة لمن بقي ،  سارعوا للتصالح مع شعوبكم وتنفيذ طلباتهم  قبل أن ترسلكم لمزبلة التاريخ  ، واعلموا أن نهايتكم تكون مع سقوط أول شهيد .

اذا الشعب يوماً اراد الحياة    فلا بد أن يستجيب القدر

ومن لا يحب صعود الجبال   يعش ابد الدهر بين الحفر .

المارد الجبار إنفلت من عقاله فمن يستطيع الوقوف بوجهه ، اللهم احفظ أوطاننا من الفتن وجنبنا ما ظهر منها وما بطن .

العقيد المتقاعد محمد خلف الرشدان الرمثا

tahanir@maktoob.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد