من قوات الدرك .. انموذج في التعامل يجب تعميمه

mainThumb

13-04-2011 04:24 PM

التعامل الطيب الحسن سمة المسلمين وأساسٌ راسخٌ من أساسيات الديانات السماوية جميعها وفي حديث عن رسولنا العظيم انه قال  ( الدين المعاملة ) ، ونظراً لابتعادنا عن تعاليم ديننا الحنيف بعُدنا أكثر عن التعامل الحسن وأخلاقيات التعامل اللطيف ناهيك عن ضغوطات العمل وضنك العيش وما نواجهه من أحوال تكدر علينا عيشنا وتبعدنا عن مسار هذا النهج الرائع الذي اصبحنا قلما نراه في حياتنا   .


من خلال احتكاكي وعلى مدار ستين عاماً ونيف ومعالجتي لأكثر من موضوعٍ وطني أو تربوي او منهج سلوكي وجدت أن الأردنيون شعب بسيط موغلٌ بالطيب ، لكن التأثيرات التي أسلفتُ في ذكرها تكاد تكون العنصر الذي يحولنا من زاوية الى أخرى  ، الا أنه وقبل ما يزيد على أكثر من عام وجدت هذا التعامل وهذا النهج الطيب متمثلٌ في شخص موظف حكومي شهد له بذلك كل من تعامل معه وهم كثر ووجدت أنه ومن الواجب علي الإشارة اليه لتعميم الصورة والفائدة  .
 

النقيب ممدوح خليل الخشمان رئيس قسم التجنيد في المديرية العامة لقوات الدرك ورغم الكثافة الهائلة من المراجعين لتجنيد أبنائهم واقربائهم الا أنه وبشهادة المراجعين أنفسهم لا يألُ جهداً في تنفيذ مطالبهم بكل بشاشة وحسن تعامل ، لا ينتظر من أحد حتى ولو كلمة شكر ينفذ كل ما تشيره عليه ويحاول جاهداً أكثر منك ( المراجع ) في أن يجد لك منفذاً في المعاملة لكي تخرج من هناك وأنت في قناعة تامة بأن هذا التعامل لا مثيل له في دوائرنا الحكومية .

أفادت عجوز بأن ممدوح يجوب الجموع يبحث عن رجل طاعن في السن حضر مع حفيده  او عجوز الزمها العوز لان تأتي بحفيدها المتوفى والده أو برب أسرة تربوا على الخمسة عشر فرداً وجميعهم ينتظرون لقمة العيش من عرق جبينه حيث يقوم بالاستماع الى مطالبهم وتعبئة نماذج التجنيد لهم وبخط يده ويقوم بمتابعة ذلك بيده منتظراً دعوة الى الله من أحدهم ( الله يوفقك يابنيي ) هذا كل طموحه وأمله محتسباً كل تعبه عند الله حيث افاد أحد المقربين من هذا الشخص النموذجي أنه يتابع عمله بالليل وفي ايام العطل الرسمية وحتى ايام الجمع لييسر على الناس ويكمل ما بدأه من عمل ، لا بل ويتعدى الأمر كذلك الى عدم اغلاق هاتفه الجوال فيتلقى يومياً مايزيد على اربعمئة مكالمة جميعها تختص بمعاملات التجنيد حتى وهو بين ابناءه يتناول وجبات الطعام لا يترك هاتفه يرن دون اجابة .

ما أحوجنا لأن نتخذ من هؤلاء أنموذجاً يحتذى ويعمم على كل دوائرنا الرسمية والحكومية والخاصة ، ما أحوجنا الى أن نأخذ بمدونة السلوك الوظيفي من بساطة هذا الموظف وبشاشته وتعامله الذي يرقى الى أعلى مستويات التعامل ، ما أحوجنا الى أن نبحث عن كل واحد من هؤلاء وأعتقد أنهم كثر في وطننا الطيب المعطاء وأن نوجه لهم قبلة فخر وإكبار واحترام وان نطلب منهم بكل حياء وأدب برغم الجهد والعناء الذي يبذلون أن يقوموا بتدريب وتخريج موظفين على نفس هذا النهج والمنهج .


لمثل هؤلاء نرفع قبعاتنا وننحني احتراماً وإجلالاً ...  ولمثل هؤلاء ينظر وطننا الغالي ليبقى ( بأبّهة ) المجد وسمو العطاء ، ومثل هؤلاء فلتنجب الأمهات ..

 
لقوات الدرك كل الإكبار على وجود الرجل المناسب في المكان المناسب ، هكذا عهدنا نشامى قوات الدرك رجالٌ حين تنشدهم بمكامن الرجولة وميادينها .. وعنوان فخرٍ حين تنظر اليهم بهاماتهم العالية وابتساماتهم الطيبه .

 

حمى الله الاردن وقائد الاردن وسدد خطانا على الخير انه نعم المولى وخير النصير

 

فادي عيسى مقدادي

fadimegdadi@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد