كلية برقش العسكرية الملكية

mainThumb

02-05-2011 08:08 PM

تناقلت وكالات الأنباء منذ فترة الأسبوع تقريباً خبر الموافقة على إقامة الكلية العسكرية في غابات برقش في لواء الكوره وهذا بحد ذاته شيء رائع وجميل لعدة أسباب سنتطرق لذكرها في سياق مقالنا المتواضع هذا ، وما أن صدر هذا القرار الذي درس من قبل لجان نيابية وأخرى وزارية من عدة وزارات البيئة والزراعة والسياحة وما وصلت اليه من نتائج بعد دراسات ميدانية متواصلة كنا على اطلاع وعن كثب على جزء منها في ذات الموقع المنوي إقامة المشروع الريادي هذا عليه ، الا وقامت الدنيا ولم تقعد من قبل جهات تسمي نفسها الغيورة على بيئتنا الوطنية وغاباتنا الخلابة وأخذت تتباكى على أشجارنا اليانعة الخضراء وماسيصيبنا من تصحر وجفاف جراء قطع مئتي شجرة من هذه الغابات وتهويل الموضوع بأخبار اعتصامات لاهالي المنطقة الذين يتوقون لمثل هذا المشروع ولم يخرج شخص منهم في اعتصام ولو كان سيكون للمطالبة والتركيز على عدم إضاعة هذه الفرصة على برقش وأهلها  .

نعم اخي الكريم إن قطع مئتي شجرة حرجية ليس بالامر السهل اليسير وأن هذا الكم الهائل من الأشجار يضر ببيئتنا التي نتمنى ان تنتشر فيها رقعة الاشجار والغابات لا أن تتقلص وتنحسر إلا أن مشروعاً ريادياً كهذه الكلية العالمية النموذجية من شأنه أن يرتقي بالمنطقة ويعوض ذلك الأثر السلبي بآخر أكثر إيجابية سيما وأن أبناء هذه المنطقة يعانون الأمرين في قلة وندرة فرص العمل فيها نظراً لعدم وجود أي منشأة تخفف من أعباء البطالة والفقر الذي يخيم عليها ، الأشجار التي سيتم زراعتها بدلاً من التي ستقطع ستكون أشجار مثمرة حسب اطلاعي وتكون أيضاً رافداً آخر في رفد المنطقة اقتصادياً .

غابات برقش الأروع والأجمل على مستوى المملكة وحتى المنطقة العربية ولم تكن مختبأة أو متوارية عن الأنظار منذ آلاف السنين كنا نزورها ونتفيأ ظلالها الوارفة ونلقي بمهملاتنا وأوساخنا عليها ونرحل ، هذه هي حكاية برقش معنا منذ تاريخها العميق ، برقش التاريخ والجبل والشمس والشجر تحتاج منا تضحية ولو بسيطة لتشعر أننا نحبها كما تحبنا فما أجمل أن نلقي عليها ابتسامات الصباح ونقبل وجنتيها النديتين ما أجمل أن يهتف النشامى والجنود بمغناهم وحداءاتهم الحماسية التي تذكرها بحداءات الحصادين ورنين مناجلهم وتعيد ذكريات العسكر من حولها كما كانوا سابقاً في الكرامة حيث كانت الرافد الأول للنصر المؤزر ، لنعيد لبرقش بعضاً من رونقها وأبهتها لا أن نتباكى عليها ونوقف ما سيبهج روحها النازفة الحزينة .

 

نحتاج لرؤية سيدنا القائد الذي رسم لبرقش لوحة جميلة لأنه ابنها البار الذي يعرف احتياجاتها أكثر من أبنائها أنفسهم ، فالكلية العسكرية تنهض بهذه المنطقة الفقيرة الرائعة الجمال لتضعها على خارطة العالم سياحياً وعسكريا واقتصادياً  .

برقش عليك من الله السلام ، نحن أبناءك ياجبلاً تتكسر حول حماك رياح نفاق المأجورين .. يا بحراً رغم علو الموج ستبقى ملجأنا دفئاً وستبقى بقلوب الأطفال دمىً تتجمل في أثواب الفلاحين .. يابرقش ياغصن الزيتون ومنبع عشق مندفق وبطيبة طينتك الحمراء غرسنا حباً وتجذّر وعلا بزهور برية وثمار القيقب تحملنا بجناح الغيم لترسلنا في حصنك نلهوا في وهج الحرية ، وسترجع رمز الأمة درعاً وسلاحاً ويرد عليك صدى حطين . 


فادي مقدادي

fadimegdadi@yahoo.com
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد