الاستقرار أمر محايد

mainThumb

26-05-2011 08:41 AM

 
الاستقرار أمر محايد ، فلا هو دائما نعمة فتشكر ، ولا هو دوما نقمة فتنكر ، بل ينال الصفة من وصف الحالة . وقد صدق قول الشاعر في ذلك :-


يا مستقرا على الخازوق تألفه............................. هلا شكرت للخازوق عرفائا

 

دعنا نتساءل ؟!

 

هل الاستقرار هو دومًا نعمة ؟ .......وهل الاستقرار أمر محايد ؟  

 

إن الاستقرار كلمة محايدة تتحدد منزلتها بتحديد مفهوم المخالفة. فلمَ نفترض  دومًا أن البديل عن  الاستقرار   هو الفتن والاضطراب ؟ ..... لمَ لا يكون البديل هو التطور والتغيير نحو الأحسن؟.     قد تبقى في القمة  مدة  طويلة  ،  فتكون مستقرًا فيها ( الطبقة البورجوازية ) ، وقد تبقى في القاع مدة طويلة فتكون مستقرًا فيه( الطبقة المسحوقة ) ، فهل يتساوى  الأمران ؟....بل قد تبقى في القاع  مدة طويلة ، وتوهم نفسك أنك في القمة( كبرة على خازوق ) ، فتكون  مستقرًا في القاع لكن مستقر في قناعتك أنك في القمة، فهل هذا الاستقرار من النعم أم من الخيبة المركبة ؟.

 

هب أن إخوة ورثوا مزرعة كبيرة، فتمدد أحد الإخوة ليجعل في ملكه وتحت حيازته 97% من أرض المزرعة، وحشر باقي الورثة كلهم في ربع العشر، وضيّق عليهم الأرض بما رحبت، ولم يعترضوا واستقر هذا الأمر لآجال طويلة، فهل من واجبهم فوق ذلك شكره على نعمة الاستقرار؟.



وهب أن رجلاً تزوّج مدرّسة ذات مرتب كبير ،  واستولى  من  أول شهر على  معظم  مرتبها لنفسه ، واستمر يفعل ذلك عامًا بعد عام (ماعز حلابة ) ، حتى استقر لهما ذلك الأمر. فهل بعد عقود طويلة يكون من واجبها أن تشكره على نعمة الاستقرار؟ أعليها التلاحم بالليل، ثم عليها الشكر بالنهار؟.

 

ومن هنا نقول مَن تسلّق ليجلس على ظهر أخيه، واستقر مدندلاً رجليه سنين عددا هو أولى بشكر نعمة الاستقرار من أخيه الذي انحنى ظهره من ذلك الاستقرار؟

 

ونخلص إلى إن البحث عن العدل أولى وأثوب عند الله من ثواب الشكر على نعمة الاستقرار . فسلم الرواتب في بلدنا الحبيب يحتاج إلى تنظيف ونفض وإعادة هيكلة ليصل الفرد إلى الاستقرار المبني على العدل والمساواة بين الناس وبعد ذلك يرتاح الضمير البشري بعد نشر العدل والمساواة بين البشر وعندئذ نصل إلى نعمة الاستقرار التي هي فوق كل اعتبار .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد