تلفزيوننا وقنواتهم

mainThumb

19-06-2011 02:33 AM

التلفزيون الأردني أو كما يسمونه تلفزيون العائلات الذي تتوالد فيه أجيال تلو أجيال من نفس فصيلة الدم ونفس الجينات الوراثية حتى أصبح فيه الجد يسلم منصبه للأب والأب يسلم  منصبه للابن وهكذا حلقه تدور بها  سلالة كاملة حتى تصل إلى الجد الخامس والمصيبة أن تسليم السلطة فيه يرافقها تسليم الموروثات جميعها من أفكار وطريقة عمل فتجد التلفزيون الأردني هو نفسه قبل عشرون سنه نفس البرامج والطرح والمسلسلات حتى نشرة الأخبار في نفس موعدها ونفس قارئيها مع الاختلاف بالسن، فالقارئ شبه والده وجده مع تغيير بسيط في قصة الشعر ونسبة (الجل) على رأسه وطريقة القراءة.



لماذا نعتب على القنوات العربية عندما تبث أحداثنا بثا مباشرا في حين ننتظر التلفزيون الأردني حتى الساعة الثامنة ليلقي بيانا باهتا بعد أن يكون المشاهد قد تشبع بمجريات الحدث من القنوات الأخرى، واذكر انه في احد المسيرات التي حصل فيها تصادم بين المتظاهرين وقوات الأمن كانت إحدى القنوات تروج لمقتل اثنين وإصابة العشرات في مسيرات في الأردن والتلفزيون الأردني يبث برنامج لأحد الطهاة وهو يعلمنا طريقة طهي الدجاج مع البازيلا، ألا يستحق مثل هذا الخبر من التلفزيون الأردني أن يقطع بث هذا الطاهي الجهبذ لينفي لينفي ولن نموت جوعا إذا لم نعرف سر الخلطة.



أحداث كثيرة حصلت وكنا نضطرالى ننتظر الخبر حتى موعد نشرة الأخبار لنسمع التفاصيل وحينها لا نصدق ما يقوله التلفزيون الأردني لأننا سمعنا وشاهدنا الحدث في بث حي ومباشر من القنوات الاخرى، لهذه لأسباب فقد التلفزيون الأردني مصداقيته وأصبح مشاهدوه هم فقط ممن لا يتوفر لديهم (الدنجل) او الرسيفر(ابوحافظه).



برامجه هي نفس البرامج، يسعد صباحك ويوم جديد وهذه البرامج تقضي معظم وقتها بالترويج لألبومات الفنانين الجدد وآخر صرعات الموضة وقصة طلاق نانسي عجرم وتفاصيل عن مولودنها الثانية وتعطي بما لا يتجاوز الخمس دقائق فرصة لمؤتمر هام صرفت عليه الآلاف من الدنانير، أما المسلسلات التي يبثها التلفزيون هي المسلسلات نفسها مع تغيير الممثلين واللون من الأسود والأبيض إلى الملون والقصة هي نفسها قصة (حمده).



يجب أن يعود التلفزيون الأردني إلى رشده ويقوم بدوره في التثقيف والتوعية ويخرج من قوقعته وخوفه من نقل الحدث لكي لا تكثر علينا المزايدات ولا يفتح المجال لبعض القنوات المغرضة التي تستغل سباته العميق لبث سمومها عبر شاشاتها إلى عقولنا.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد