جامعة الحسين تكرم طلبتها المتفوِّقين علمياً : المعاني, والدلالات

جامعة الحسين تكرم طلبتها المتفوِّقين علمياً : المعاني, والدلالات

07-07-2011 09:16 PM

 يشعر المرء بالغبطة والسرور حينما يجني ثمار جهوده التي زرعها بيديه ، ويطير فرحاً عندما يهنِّئه زميل له في العمل, أو صديق, أو قريب ,ويحلّق في الآفاق مبتهجاً عندما يُحتفل به تقديراً واحتراماً للمنزلة التي حازها بين الأقران ، واليوم ونحن في جامعة أغلى الرِّجال نحتفي بتسلُّم شخصية مرموقة  معروفة بعلمها وأدبها رئاسة الجامعة ، يُدشّن البداية بمكرمة تنبئ عن عهد مشرق كطلعته ، ويرسم الابتسامة على وجوه الطلبة المتفوقين علمياً لتمتدّ إلى أسرهم وأهلهم ، فيلهج الجميع بالدعاء إلى الباري جلّت قدرته أن يسبغ على عطوفة رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور طه خميس العبادي عباءات الصحة والعافية, وأن يكلأه بموفور التوفيق والنجاح .

    إن تكريم الطلبة المتفوّقين علمياً, يحمل في طياته دلالات ، ومعاني عميقة ، فمنها : إحساس الطالب المتفوّق بقيمة جهده واجتهاده ، لاسيما إذا كان المسؤول الأول هو الذي يرعاه ويكرمه ، مما يولِّد لديه الشعور بضرورة السّير على نهجه ودربه, والاستمرار فيه, لأنه الأكثر نجاحاً والأقرب إلى رضا المسؤولين في المؤسسة التعليمية عن أدائه ، عندها يحقّق الطالب ذاته ، وتلك هي الغاية التي يسعى إليها كلّ سويّ ، ومن المعاني العميقة لهذا التكريم تعزيز الشراكة بين الجامعة والمجتمع المحلي ، فتتوثق العلاقة وتتوطد أركانها ، ويتجذّر بنيانها, وتؤسّس لعلاقات تشاركية مبنية على الود والمحبة ، وردم الهوّة بين الطرفين ، ومن دلالات هذا التكريم أن شريحة أخرى من الطلبة ممن كانوا على مسافة قريبة من المتفوقين ستتولد لديها الدافعية للّحاق بهذه الفئة المتفوّقة ، الأمر الذي تُصبح فيه الجامعة ميداناً للمنافسة الشريفة في الجانب التعليمي ، مما يجنبها مظاهر العنف التي تُعدّ من الآفات الخطرة التي تنخر في الوسط الجامعي فتقوِّض الإبداع وتحطّم الطموحات والآجال .

    ومن الدلالات المهمة لهذا التكريم أنه سيترك أثراً بالغ الأهمية في نفوس الطلبة المكرّمين والمتمثّل في احترام الجامعة بكلِّ عامليها ومرافقها ، وستظل هذه النظرة الإيجابية ملازمة لأصحابها وستمتدّ معهم عندما يغادرون الجامعة إلى ميدان العمل ، وتلك قيمة رائدة ستدفع هؤلاء إلى غرس قيم الانتماء إلى مؤسسات الوطن واحترامها, باعتبارها ملكاً لهم ولكل الأوفياء والمخلصين .

    ومن المعاني القيّمة لهذا التكريم أنه تذكير للقاصي والداني بأن الحصاد هو نتاج للعمل والزرع ، وهذا تحفيز للجميع بأن تتولد لديه القناعة, أن هناك يوماً فاصلاً ستوزع فيه الصحائف على أصحابها ، فمن حسنت أعماله واستوت أفعاله فهو إلى جنان النعيم بإذن الله ، ومن ساءت صحيفته فإلى جهنم والعياذ بالله .

    وأخيراً هنيئاً لكم أيها الطلبة المتفوّقون وبوركت سواعدكم وأهلكم, ومبارك لكم هذا التفوق والتكريم ، وسلمت يداك يا عطوفة رئيس الجامعة ، فأنت كما عهدناك ما كنت يوماً سوى لبنة فاعلة في بنيان هذا المجتمع ، وما كنت إلا نموذجا للعمل الجاد المخلص ، والمثال الذي يُحتذى ، فبارك الله فيك وجزاك خير الجزاء ، وعلى طريق الحقّ سدّد خطاك في ظل قائد المسيرة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد