من يدفع الفاتورة؟

من يدفع الفاتورة؟

10-07-2011 11:25 PM

في الزمن البعيد القريب كان البشر يخطون طرق المقايضة في البيع والشراء فكيف لا؟ولم تك عملة موجودة ولم تعرف مايسمى بالنقود وتطور الحال عبر عقود الزمن وأصبحت النقود هي الوسيلة المتداولة في البيع والشراء مناقصات وسوق وأسهم وتجارة عالمية ودولية وسوق دولية لهذه التعاملات التجارية تطور واكب التكنولوجيا والعصر الحديث نلمسه كل يوم في النواحي الحياتية التي نعيشها .



 كل شيء بثمن وكل طريق له رسم وخطة معينة هكذا هو حال الدنيا ولكن هل للروح ثمن؟أم أن الأرواح لم تدرج في لائحة الاستثمار؟نرجع إلى ذاكرة التاريخ قليلا كان جسد الميت يحنط بطريقة عجز علماء هذا العصر اكتشافها وكانت الروح مقدسة فكيف لا وهم يعتقدون بأن الروح تبعث من جديد ,في حياتنا الحالية لا الميت ميت ولا رجعة وربما لا يكرر اسم الشخص ثانية ولكن هل هناك أحياء أموات؟نعم هناك أحياء أموات وكل يوم نراهم وربما نكون أحد هؤلاء الأحياء الأموات فكيف نعرف ذلك؟ هنا تبدأ حكاية من لبس ثيابا غالية الثمن وهو رخيص وزهيد الثمن .



كان بالأمس يطلب قوت يومه ويناشد ويصرخ ويتأفف واليوم أصبح وزيرا صاحب منصب عال تنظر إليه فتذكر نفس الشخص المتأفف الشاكي الباكي والشيء الذي يغص القلب بأنه يشاهد بعينيه معاناة شعبه ولا يبدي أي اهتمام فكيف لا فهو الآن ممتلئ المعدة ثياب فاخرة وفلل وقصور هذا حال من وصلوا إلى المناصب في الوزارة تلك.




 قبل سنوات كانت سلطة أخرى تقنت في تلك الدولة لن أقول بأنها أفضل ولكن لم ألمس ظاهرة ألمسها وأشاهدها يوميا في كل طريق أخطوه (أطفال الشوارع)نعم لا تستغرب أطفال الشوارع في غزة بالتحديد براءة تصارع الموت وشبح الجوع بين الطرقات طفولة تفارق أسمى شي بالوجود الابتسامة نعم وجوه غلفها الحرمان وورقة المعادلة فيهم حرقت أو ربما دفنت .



 تكلمنا كثيرا في هذه القضية ولكن ما من مجيب وما من مغيث ولكن القلم يأبى الرجوع ويرفض الصمت نعم يرفض أوامري وأنا أستمحيه عذرا فهو من خط تلك العبارة أمس وهو من فوجئ بإعلانات الصحف كل يوم (افتتاح لمسابح وشاليهات ومدن سياحية في القطاع)ليست هذه القضية القضية بين السطور من صاحب هذه الأماكن التي كلفت الملايين ؟ولمن بنيت تلك المنتجعات؟أيعقل أن يكون الفقير والمهمش زائرا لتلك الشاليهات والمسابح وغيرها من وسائل الترفيه وهو لايجد لقمة وقوت يومه .




أبتسم ولكن ابتسامتي تدمي قلبي الذي بات عليلا لايجد إجابة لكثير من الأسئلة أيعقل أن يكون أخي أو طفلي في يوم ما أحد أطفال الشارع المهمشين الذين لاحقوق لهم والذين هم جسر تسير عليه الأموال في حقائب لنبني قصورا ومنتجعات وغيرها لأناس لهم العيش الرغيد؟ ويقال عنا حصار ودمار وخراب وجو وفقر والمهتم الأول في قضية الصراع مع الزمن هو العدو تلك الشماعة التي علقنا عليها كل الأخطاء أخطاء من وصلوا للحكم بتوقيع من فقير وزراء كانوا يستجدون بالأمس تلك الأرملة لتعطي صوتها أنسي ذلك أم تناسى ؟




قطاع غزة ذلك الواقع الذي لا زال يتكرر فيه المشهد كل يوم والعبارة نفسها (حصار)أي حصار تقصد ؟حصار العدو ؟أم حصار لحقوقي؟أي حصار تقصد؟ حرمان وجوع أي حرمان تقصد؟حرمان لحقوقي أم حرمان حرمان لمعدتي؟تقول تشرد للأطفال وتناشد مؤسسات العالم ,أي تشريد تقصد ؟ترشيد العدو لنا أم تشريد حكومتنا لحقوق أطفالنا .




 يقال حقوق وحقوق مؤسسات وجمعيات والكثير منها في القطاع ,أين هذه الحقوق؟أين دور الرقابة على الأموال ؟لماذا نوجه أصبع الاتهام دائما لمن قبلنا ؟لم نحكم ست سنوات متتالية ؟ماذا فعلنا وإلى أين وصلنا . وصلنا إلى جوع وحرمان تشريد أطفال شوراع مخدرات وفساد وقضايا أخلاقية وغزة في طريق الانحدار والضياع أكثر أين وصلنا؟شباب عاطل عن العمل خريجي جامعات يبيعون على طرقات الشوارع أين وصلنا ,فراغ و إحباط أحلام قتلت وأصوات كبلت وعيون دمعت وقلوب أسرت أين وصلنا ؟




 إلى من يغطون أحداث افتتاح مركز ما لايهدف إلى أي تغيير ولا حل لمشكلة البطالة والجوع والحرمان والتشريد إلى من يكتب تقريرا قبل أن تكتب ارجع قليلا ولو ثانية بشريط الذاكرة لم نفعل ذلك ولم نسكت أهو السبق الصحفي أم أنها الشهرة ؟أي شهرة تلك على حساب أرواح البشر؟ ماذا يستفيد الطفل المشرد من ذاك المنتج وتلك المدينة التي كلفت الملايين أيعقل أن ذاك الطفل صاحب الوجه الشاحب يقدر على دفع تذكرة الدخول وهو في الأصل دفعها مسبقا فهو طفل من آلاف الأطفال ممن كانوا تذاكر دخول وشيكات بناء وحجر أساس لتلك المنتجعات ونوادي الترفيه كيف يدفعها مرتين ؟وهو دفعها مسبقا فقد بيعت صورته للمجتمع الدولي والمؤسسات الخارجية وتلك الأنثى التي رملت بيعت قضيتها أيضا لتكون كرتا مصرفيا للكثير من يدفع الفاتورة ؟




 أطفالنا ونساءنا وتريدنا وتجريدنا من حقوقنا كانت حجر أساس لذلك المبتسم الفرح بما يبني ويفعل أستميحك عذرا فليس لدي تذكرة لدخول منتجعك السياحي ولو كان بالمجان لن أكون عضوا فيه فأنا وأخي وأمي وجاري وكل من حولي رأس المال لتلك البنايات. أخبرني من دفع الفاتورة ؟


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد