البخيت ينتصر في غزوته ضد الإعلاميين

mainThumb

19-07-2011 03:21 PM

كنا في مقالات سابقة سلطنا الضوء ساطعا على الكبائر التي اقترفتها الحكومة الأردنية أو رئيسها، رئيس الوزراء الأردني معروف البخيت، الواحدة تلو الأخرى، ولسنا هنا بصدد اجترار ما قلناه مرارا وتكرارا، ولكننا نذكر أن البخيت كان تحدى الشعب الأردني الكريم الكاظم الغيض والقابض على الجمر في برنامج "ستون دقيقة" على شاشة التلفزيون الأردني، ذلك عندما هدد وتوعد وأزبد وأرعد مهددا بمواجهة الإسلاميين، بل وكل من يشق عصا الطاعة في الشارع، بدعوى أنهم رفضوا الخضوع والجلوس إلى طاولة المفاوضات على الطريقة البخيتية الأمنية الآمرة.

البخيت سرعان ما بر بقسمه محققا انتصارا على الشباب والشابات المثقفين والمثقفات الأبطال والكريمات من النشامى والنشميات الأردنيين والأردنيات، وذلك في ما بات يعرف بغزوة دوار الداخلية، فاستخدم رئيس الوزراء في الحكومة الأردنية العادية العصا الغليظة دون هوادة ضد أبناء وبنات الشعب الأردني المعتصمين لإبداء الرأي والمطالبين بالإصلاح.

وفي ما روى الشهود، ففي غزوة الداخلية ضد الشعب الأردني، تحركت قوات الدرك الأردني على فوجين، الأول، وكانت وظيفته محاصرة المتظاهرين على الدوار وتشكيل طوق مانع حولهم لمنعهم من الهرب، بحيث يأتي الفوج الدركي الآخر ويستعرض عضلاته هاتفا "قوة قوة قوة"، ثم تجرب قوات الدرك قوتها وهرواتها ضد النساء من الشابات وضد الشباب، ليتم حصارهم وتلقينهم "درسا في الوطنية" عبر تهشيم وجوههم وعظامهم، مما أسفر عن استشهاد مواطن أردني وجرح المئات الذين تم نقلهم إلى المستشفيات.

 ولعل أكثر الذين نالوا ضربا ورفشا وتهشيما وركلا وتنكيلا هو عميد الأسرى الأردنيين لدى إسرائيل سلطان العجلوني، والذي روى على شاشات التلفزة كيف سحبه رجال الشرطة "البواسل" إلى مركزهم بجوار دوار الداخلية، وكيف تناوبوا عليه ضربا وركلا ورفشا حتى فقد القدرة على التنفس وحتى كاد يفارق الحياة، وبشكل لم يفعله معه العدو الإسرائيلي الذي اعتقله لسنوات.

وبالمناسبة، فلو قارنا بين معاملة الحكومة الأردنية البخيتية لعميد الأسرى الأردنيين العجلوني في غزوة دوار الداخلية، وبين معاملة الحكومة اللبنانية لعميد الأسرى العرب لدى إسرائيل سمير القنطار، لوجدنا الفرق شاسعا، ذلك أن اللبنانيين استقبلوا القنطار استقبال الأبطال بدءا من رئيس الجمهورية حتى رئيس الحكومة حتى زعيم حزب الله وحتى وحتى، فهل كرامة أبناء الشعب الأردني رخيصة ومهانة لهذه الدرجة عند حكومة البخيت ومن لف لفها.

ومن هو الذي على رأسه ريشة يا ترى ويظن أنه يجرؤ على إهانة أبناء وبنات الشعب الأردني الأبي بهذا الشكل الهمجي البربري؟! ولنقفز عن غزوة الزرقاء التي انتصر فيها البخيت ضد بعض الإسلاميين البسطاء الذين أرادوا التعبير عن رأيهم مطالبين بالإصلاح، فما كان من البخيت إلا أن أصلح حالهم بالضرب بالهروات قبل الاعتقال، مما حدا بهم الدفاع عن أنفسهم حسب شهادة الشهود.

ورئيس الحكومة العادية، البخيت، سرعان ما وصف الشعب الأردني بعدم الفهم بالديمقراطية سوى اسمها، ثم أمضى شهورا يمطمط بالوقت بلا برنامج إصلاح ولا ما يحزنون. ففاقد الشيئ لا يعطيه، على جميع الأحوال.

 فلا رأى الشعب الأردني نتائج للجان الحوار ولا حتى نتائج للجان الإصلاح الدستوري الملكية، بل إن حكومة البخيت زادت الطين بلة عبر ما بات يعرف بفضيحة "شاهين غيت"، مع التحفظ على مدى كون شاهين مذنب من عدمه، في ما دبرته له ولمن معه الحكومة العادية السابقة المخلوعة في ما يعرف بفضيحة قضية مصفاة البترول.

والحكومة العادية الحالية قطعت شعرة معاوية وتجاوزت كل الحدود عبر استخدامها العنف ضد الزملاء الصحفيين في وسط العاصمة الأردنية عمان في يوم الجمعة 15 يوليو/تموز 2011 وذلك بالاعتداء السافر على الإعلاميين المسالمين من ناقلي الحقيقة، حيث كان رجال الشرطة الأردنية يهجمون على شكل جماعات ضد صحفي هنا أو مصور هناك، وذلك لمنعهم من نقل الحقائق المتمثلة في انتهاك الأمن الأردني لحقوق الإنسان الأردني عبر ضربه والتنكيل به وهو يحاول أن يمارس حقه في التظاهر والتعبير عن رأيه بإصراره على مطالبته بالإصلاح وبالحرية وبالتعبير عن الرأى وبالديمقراطية الحقيقية وبالملكية الدستورية، شاء من شاء وأبى من أبى. ونقيب الصحفيين طارق المومني نفسه كان اتفق الخميس مع مدير الأمن العام بأن يرتدي الصحفيون والإعلاميون بزات برتقالية، وذلك كي يتم تمييزهم، وبالتالي عدم التعرض لهم، لكن المومني نفسه اعترف أنه تبين أن بالأمر خدعة وخديعة وأنه تم تمييز الإعلاميين بهدف مهاجمتهم وتهشيم عظامهم، وهذا ما حدث.

إذاً، يمكن القول إن حكومة البخيت انتصرت أيضا في غزوتها ضد الإعلاميين، وهنيئا لحكومة تنتصر في ثلاث غزوات متتاليات، غزوة الداخلية وغزوة الزرقاء وغزوة الإعلاميين.

وخلاصة القول، أما آن لهذه الحكومة المتهالكة والتي استعدت الشعب الأردني منذ الساعة الأولى أن تنخلع وتسقط وتلحق بأختها؟! فالشعب الأردني يريد إصلاح النظام، ولكنه أيضا يريد إسقاط الحكومة أولا.

والمثل الشعبي يقول "ما يفعله المرابع يطيب للمعلم"، ولكننا أبدا لا نظن أن ما تفعله حكومة البخيت من استعداء وضرب وتنكيل ضد أبناء الشعب الأردني يطيب للقائد المحبوب عبد الله الثاني، ولكن ربما طاب للبخيت ما فعله ويفعله وسيفعله رجال الأمن العام والدرك ضد أبناء الشعب الأردني الطيب القلوب!!

وهنا يمكن القول: وهل يتحرك الأمنيون والدركيون دون أوامر، ثم يمكن القول على لسان حال الشعب الأردني الكريم "أعلى هامان يا فرعون؟ّ!


*إعلامي، أردني مقيم في دولة قطر.

معاني المفردات المرابع: من يعمل في الأرض بالإيجار أو ما شابه.

المعلم : صاحب الأرض



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد