على طريق القناديل

على طريق القناديل

24-07-2011 03:42 AM

نحن على أبواب رمضان ، وتكثر المواعظ والكتابات الدينية التقليدية ، لكنني أريد أن ألتفت إلى موضوع في غاية الأهمية وهو ما دعا إليه القرآن العظيم في قوله تعالى :"وما تنفقوا من خيرٍ يوف إليكم وأنتم لا تُظلمون"... موضوع الصدقة والإنفاق في سبيله تعالى .



 إن الصحابة الكرام كانوا إذا سمعوا أمراً من أوامر الله جل جلاله ،ترجموا الكلام إلى أفعال ولذلك وصلوا إلى الخيرية المطلقة التي أخبر عنها النبي "ص" عندما قال :"خير الناس قرني " أي أصحابي وذلك لما وصلوا إليه من تعظيم للأوامر والنواهي الالهية ثم النبوية. وفي قوله تعالى :"وما تنفقوا من خير فلأنفسكم" كان من يفهم هذه الآية يتيقن ويعي أنه لن ينقص ماله من صدقة ،فكان المؤمن بوعد الله له بأن يُخلِف إنفاقه بخيرٍ مما أنفق ، يُسابق الرياح ليحصل أيضاً على المقصود من حديث النبي "ص" : "... اللهم أعط منفقاً خلفا ، وأعط ممسكا تلفا" ، هذا الدعاء على لسان الملائكة كل صباح .




 واليوم أين الموقنون بخير الإنفاق ؟! أين الذين ينامون قبل أن يتحسسوا ألم الفقير وجوعه وعوز المحتاج ؟! إلا من رحم ربي.... أين الكثيرين من قول النبي "ص" أيُّما أهل عَرَصَة باتوا وفيهم جار جائع إلا برئت منهم ذمة الله".1 إخواني القراء الأعزاء الذين قد عقدوا العزم على الصيام فلنتذكر ونحن صائمون جوع الفقير، فالصيام شُرِع لِحِكَمٍ لاتُحصى منها الإحساس بجوع الفقير وحاجته ولنتذكر قوله تعالى :" والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم" فلنعطي حق الفقير في مالنا ولنتصدق ولو بالقليل حتى يُخلفه الله لنا ويُعظم لنا الأجور ،ففي هذا الشهر ،الفريضة أجرها بسبعين فريضة في غير رمضان ـ هذا في أداء الزكاة المفروضة وباقي الفرائض ـ





 وأما أجر النافلة فيه فتعدل فريضة في غير رمضان ـ وهذا بالصدقة المسنونة وباقي السُّنن. فلنعطي الجار المحتاج والقريب الفقير لأن النبي "ص" قال افضل الصدقة على القريب الكاشح ".2 ولا أريد ان أُطيل حتى لا يزيد الموضوع عن كونه رسالة ولكن أقول أن الدين الاسلامي أضاء طُرُق الخير أمامنا وكأنها القناديل في الليل المظلم ، وجاءت أيضا مبادرات كثيرةلإحياء سنن الدين العظيم وخصوصاً في الصدقة ،




 فمن استطاع المساهمة في مبادرة منها فلا يتأخر ،ومن أراد أن يضيء قنديلاً في مكان ما في قريته أو مدينته أو حيّه فليفعل ،وليسير على طريق القناديل ، فهو طريق موصل إلى الجنة. تقبل الله منا ومنكم رمضان وسائر الطاعات وهدانا سبله ..آمين .... الحواشي: 1 ـ عَرَصَة : الحيّ . 2 ـ الكاشح : القريب الفقير الذي يُخشى حقده لشدة فقره على قريبه الغني فيُعطى من الصدقة تطييباً لخاطره .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد